اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أين موقع شعبنا في المعادلات الدولية والمتغيرات السياسية التي ستحدث في منطقة الشرق الأوسط؟// جونسون سياويش ايو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

           (بلا قيود)

أين موقع شعبنا في المعادلات الدولية والمتغيرات السياسية

التي ستحدث في منطقة الشرق الأوسط؟

جونسون سياويش ايو

 

ان ما يجري اليوم وراء الكواليس لمصادر القرار العالمي من مخططات وصفقات سياسية وتحركات عسكرية مختلفة من شأنها ان تولد تحولات جذرية وأساسية ورؤية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، مما ستحدث تغيرات كبيرة على ملامح الخارطة السياسية لدول المنطقة والتي أسست لها قبل أكثر من مائة سنة ضمن صفقات سياسية وتحركات عسكرية مختلفة حدثت من وراء الكواليس والتي تمخضت عنها قرارات صادمة ومروعة بولادة دول مصطنعة في منطقة الشرق الأوسط ، وقد رسمت حدود تلك الدول الناشئة بجرة قلم ضمن صفقة سياسية سرية مشئومة عرفت باتفاقية (سايكس بيكو) والتي أبرمت بين الجانبين البريطاني والفرنسي في عام (1916) والتي قسمت الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة العثمانية التي خسرت الحرب العالمية الأولى كغنائم حرب فيما بينهما.

 

هذه التحركات باتت اليوم تجري على قدم وساق وبوتيرة متسارعة من قبل الدول العظمى الرئيسية والمسيطرة على القرار العالمي والتي استغلت التوترات والفوضى التي خلفتها الأنظمة الدكتاتورية التي وصلت الى سدة الحكم في عدد من الدول العربية قبل عقود من الزمن، وكذلك الصراعات العقائدية والمذهبية والطائفية العقيمة التي نشبت بين الطائفتين السنية والشيعية منذ مئات السنين والتي تفاقمت فيما بينها كثيراً خاصة بعدما أقدم الجانبان على خلق وتأسيس مجموعات وتنظيمات إسلامية متطرفة وميليشيات مسلحة بغية استخدامها ضد بعضها الآخر في المعارك الطاحنة التي فتحتها لنفسها في دول عربية عدة، وكذلك بعد ان تحرك الجانبان لتوسيع ونشر أفكارهما المذهبية والإسلامية التوسعية سواء كان فكر ولاية الفقيه الشيعي أو الفكر الوهابي أو الاخواني أو السلفي السني ليس في دول إسلامية وعربية فقط، بل في عموم دول العالم حيثما يتواجد المسلمون.

 

لعل التطورات التي حصلت في المنطقة وخصوصا في العراق على اثر سقوط نظام الحكم الدكتاتوري عام (2003)، وكذلك بعد اندلاع ثورات جماهيرية كبيرة والتي سميت بالربيع العربي في عدد من الدول العربية والتي أطاحت ببعض الأنظمة الشمولية والدكتاتورية والتي أثقلت كاهل المواطن العادي بعد ان تضاعفت وازدادت معاناته كثيراً بسبب تردي الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في بعض الدول واندلاع صراعات عسكرية ونزاعات مسلحة في دول أخرى والتي مازالت مستمرة في بعضها لحد يومنا هذا... كل تلك الظروف خلقت أجواء مناسبة لمجموعات وميليشيات إرهابية مسلحة لكلا الطائفتين الشيعية والسنية لاستقطاب وتجنيد مئات الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل ومن الفئات التي تم تسليحها بأفكار متطرفة وزج عشرات الآلاف منهم في الحروب الطاحنة التي اندلعت بينهما في دول عربية عديدة وخاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا.

 

كل هذه الأحداث أصبحت جميعها ذرائع وحجج تستخدمها الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لتتحرك بأساطيلها الحربية العملاقة وبجيوشها الجرارة بين الحين والآخر وهي محصنة بقوانين وقرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن الدولي وأحيانا من دونها لتعطي لنفسها الأحقية القانونية في للتدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول المارقة، تارة لتأديب بعض الأنظمة الدكتاتورية أو لاحتلال بعض الدول والإطاحة بأنظمة الحكم في بعضها الآخر، ومن ثم تقوم بدعم تأسيس أنظمة حكم جديدة في تلك الدول ترغمها للموافقة على إنشاء قواعد عسكرية كبيرة سواء كانت وقتية أو دائمية، وتارة أخرى تأتي بقواتها العسكرية وترسانتها الرهيبة عبر البحار والمحيطات لمحاربة المجموعات والمنظمات الإرهابية المتطرفة ولقلع جذور الأصولية الإسلامية بشكل نهائي في تلك الدول.

 

وإذا ما قلنا بان كل تلك الأحداث المتسارعة التي حدثت أو التي تحدث حاليا في المنطقة قد حصلت جميعها صدفة ومن تلقاء نفسها، أو وفق سيناريوهات معدة مسبقا في أروقة القوى الخفية والمسيطرة على زمام الأمور في العالم، فان هذه الاستنتاجات لن تغير شيئا من حقيقة الوقائع على الأرض في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، لان جميع الأحداث التي وقعت في منطقة الشرق الأوسط في الماضي والتي تحصل اليوم والمرتقبة في المستقبل كتبت فصولها قبل آلاف السنين وورد ذكرها في الكتاب المقدس.

 

يجب ان نفهم جيداً بان الأحداث الحالية المشتعلة في دول عديدة من المنطقة والتي تسببت في مقتل ملايين الأشخاص واغلبهم من المدنيين العزل والى تشرد عشرات الملايين وانتشار الدمار والخراب الهائل في مئات المدن والقصبات في مناطق كثيرة من العالم وإلحاق الويلات والماسي والكوارث الحقيقية لشعوب هذه البلدان، فان هذه الأحداث لن تتوقف حتى وان انعقدت مئات الاجتماعات والمؤتمرات الدولية ان لم تكن قراراتها منسجمة مع الرؤية الخفية التي أعدت في الغرف المغلقة التي تعتمد بالأساس على مبدأ تقسيم دول المنطقة عبر مراحل عديدة لتحويل أنظمتها السياسية الى أنظمة فدرالية في المرحلة الأولى لتتحول بعد ذلك الى دويلات صغيرة مستقلة عن بعضها الآخر في المرحلة الثانية، وربما بعض هذه الدول ستنقسم مباشرة حتى من دون ان تمر عبر هذه المراحل، وستتحقق هذه الأمور إما من خلال إصدار قرارات ملزمة من مجلس الأمن الدولي أو بإجراء صفقات سياسية ما بين الدول العظمى على غرار اتفاقية سايكس بيكو، أو بإجراء عمليات الاستفتاء السكاني لتقرر شعوب المنطقة مصيرها أو من خلال استمرار أو مباشرة جولات الاقتتال الجديدة في المنطقة، وعلى أثرها ستنال بعض الشعوب الأساسية في المنطقة حقوقها المشروعة في المراحل القادمة والتي تطرقنا إليها، بل حتى الدولتين العظمتين باتتا تتخذان وتعتمدان على التركيبة السكانية الغير المتجانسة والقائمة على مبدأ القوميات والأديان المختلفة والمتواجدة في المنطقة منذ مئات وآلاف السنين وخصوصا أصحاب الأرض الحقيقيين سكانها الأصليين كأساس متين لخططهم وأهدافهم المرسومة للمنطقة.

 

وفي كل الأحوال وسواء صدقنا هذه القناعات والحقائق أم لا، فان منطقة الشرق الأوسط باتت تتحول بشكل فعلي الى ساحة لصراعات دولية وإقليمية واسعة، والتي ستحدث فيها تغيرات كبيرة، وبالفعل بدأت ملامح هذه التغيرات تظهر على أرض الواقع وأخذت تتجسد شيئاً فشيئاً وستبرز نتائجها تدريجياً بوضوح أكثر في الفترة القادمة مباشرة بعد انتهاء عمليات تحرير مدن (الموصل والرقة وتلعفر وحويجة و منطقة سنجار) من قبضة عصابات داعش الإرهابية بشكل كامل، وخاصة وان الدولتين العظمتين باتتا اليوم تتحكمان بمجمل الأمور العسكرية والسياسية والاقتصادية في جميع دول المنطقة بعد ان استطاعت ان تسحب البساط من تحت أقدام الدول الإقليمية التي كانت تسيطر بشكل كامل على مجمل مجريات الأمور حتى الأمس القريب،

 

وان الدولتين العظمتين تقودان اليوم حلفين عالميين كبيرين، يضم الأول جميع الدول الغربية ومعظم الدول الإسلامية والعربية السنية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والحلف الثاني يضم دول إسلامية وعربية شيعية برئاسة روسيا الاتحادية، ولربما قد يبدأ الحلفين بتوسيع دائرة الصراعات المذهبية بين الطائفتين في منطقة الشرق الأوسط خاصة مع تزايد رغبة الدول الإسلامية والعربية الشيعية والسنية لعقد صفقات كبيرة لشراء كل أنواع الأسلحة المتطورة والطائرات المقاتلة لربما قد تستخدم في الجولات القتالية القادمة.

 

في خضم كل هذا، لم يبق أمام شعبنا أي خيار آخر غير ان يسلك الطريق الوحيد المتبقي له ليمضي قدماً نحو غد مشرق لينهض من جديد ويستعيد مكانته بين جميع شعوب المنطقة والعالم ويدخل من جديد في المعادلات السياسية والاتفاقات الدولية التي تجري من وراء الكواليس، وان مفتاح هذا الطريق بات اليوم بيد رؤساء وقادة أحزابنا السياسية التي يتحتم عليها ان تبدأ بفتح أبواب الحوار من جديد والدخول في عملية التفاوض مع حكومتي العراق الاتحادي وإقليم كوردستان وتقدم ورقة جديدة تحمل في طياتها آمال شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وتطلعاته المستقبلية تكون مبنية على أساس مبدأ (التمسك والاحتفاظ بالأرض)، لان وجود شعبنا في العراق وإقليم كوردستان مرهون بسقف المطالب التي تقدمها أحزابنا السياسية ومدى ارتباطها بأراضي امتنا التاريخية، وعليها أيضا ان تبدأ بالتحرك نحو مصادر القرار العالمي وخصوصا الدول الدائمة العضوية ِفي مجلس الأمن الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وتطالبها رسمياً ان تقدم الدعم الكامل لجميع مطالب شعبنا القومية والسياسية وتعمل على إقناعها بان تتعامل مع شعبنا كأصحاب الأرض الحقيقيين باعتباره الشعب الأصيل في العراق وإقليم كوردستان والتي تمتد جذوره فيها الى عمق التاريخ، وهذه رؤيا تتماشى تماماً مع المفاهيم الأساسية التي تتبناها اليوم هذه الدول.

 

وبالإمكان إعادة التأكيد على أهم المطالب التي أكدنا عليها مراراً وتكراراً وأصبحت تمثل اليوم رأي غالبية أبناء شعبنا والتي تعتبر الحلول المثلى لواقع شعبنا الحالي، ومن خلالها بإمكان شعبنا ان يستمر في الحياة مرفوع الرأس ومحتفظا بأراضيه التاريخية والتي كانت كما يلي:

 

**- المطالبة بمشروع الحكم الذاتي لشعبنا في منطقة سهل نينوى مرتبط بإقليم كوردستان، وتكون مشروطة بضمانات ومراقبة دولية.

 

أو

**- المطالبة باستحداث محافظة في منطقة سهل نينوى مرتبطة بحكومة العراق الاتحادي وتكون مشروطة بحسب الإحصاء السكاني لعام (1957) وأيضا على ان تكون بضمانات ومراقبة دولية.

كذلك

**- (المطالبة بمنح شعبنا إقليم خاص يضم أجزاء واسعة لمناطق شعبنا المرتبطة ببعضها البعض والواقعة ضمن محافظة دهوك ومناطق في سهل نينوى) والتي تعتبر ضمن مناطق تواجد شعبنا التاريخية في حال أبدت أحزاب شعبنا السياسية الموافقة على إجراء الاستفتاء السكاني لاستقلال إقليم كوردستان، والمطالبة على تطبيق هذا القرار بضمانات ومراقبة دولية أيضا.

 

المقصود بالضمانات الدولية، اي في حالة نجاح عملية التفاوض مع احد الجانبين.. حكومة العراق الاتحادي او اقليم كوردستان بخصوص احد المطالب الثلاثة المطروحة اعلاه، فان احزاب شعبنا السياسية عليها ان تضع شروطها مسبقاً ولا تبرم معهما اي اتفاق ثنائي ولا تثق بهما ما لم يكن الجانب الدولي حاضراً ومشاركاً في اجتماعاتهم ويوقع معهم كطرف ثالث، لكي تصبح الاتفاقية مضمونة وتنفذ بنودها بحذافيرها وتطبق على ارض الواقع.

 

اما المقصود بالمراقبة الدولية، اي في حال ابرام اي اتفاق ثلاثي مع احد الجانبين يجب ان تخضع المنطقة المخصصة لشعبنا في احد المشاريع الثلاثة المذكورة تحت الرقابة والاشراف الدولي لفترة ما بين (10 - 20) عاماً مباشرة مع دخول الاتفاقية المبرمة بينهما حيز التنفيذ ليتسنى لشعبنا وباقي المكونات القومية والدينية الاخرى المشاركة في الحكم في هذه المنطقة لاستكمال وترسيخ كل المقومات الضرورية والاساسية سواء كانت الامنية او السياسية او الاقتصادية وتطوير البنى التحتية وتوفير كل انواع الخدمات باساليب حديثة وابرام اتفاقات مع الشركات العالمية الضخمة لانشاء مشاريع كثيرة وخاصة ما يتعلق بالثروات النفطية والطبيعية وجميع القطاعات الحيوية الاخرى، حينها بالامكان ان تلحق ادارة المنطقة ( المحافظة او الحكم الذاتي او الاقليم الخاص ) بالمركز سواء كان بغداد او اربيل او حتى الموصل.

 

إذا لم تفلح أحزابنا السياسية بالتوجه بهذا المسار وأصرت على نهجها الحالي والمتمثل بالمطالبة باستحداث محافظة في سهل نينوى وفق الصيغة التي وافق عليها مجلس وزراء العراقي من حيث المبدأ، أي محافظة لجميع القوميات والأقليات الدينية والقومية المتعايشة معاً في منطقة سهل نينوى بحسب تعداد سكانها الحالي والتي وصلت نسبة تعداد شعبنا الحالية فيه الى أرقام مخيفة، فإنها ستضع مستقبل شعبنا ومصير أراضيه التاريخية في خطر حقيقي كبير.

 

ملاحظة:

====

مقالي اعلاه يعبر عن وجهة نظري الشخصية

 

(مستقبل شعبنا بين المد الشيعي والجذب السني والمخطط الامريكي) الرابط ادناه

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=757642.0

 

)نداء الى رؤوساء وقادة احزاب شعبنا بخصوص الاستفتاء في سهل نينوى واقليم كوردستان) الرابط ادناه

 

http://www.tellskuf.com/index.php/mq/66582-ap225.html

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.