اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

عبد الرضا عوض باحثاً ومؤرخاً// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عبد الرضا عوض باحثاً ومؤرخاً

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

      أثناء متابعتي لكتابات ومؤلفات المؤرخ عوض وخاصة الكتابات الريادية في مؤلفاته, لها قيمتها التاريخية والفكرية, وتفصح في الجملة عن السمات الرئيسة لشخصية كاتبها, وتعمق بعضاً من هذه السمات لتضيء جوانب متعددة من حياته وسيرته التوثيقية لتاريخ وتراث مدينة الحلة, التي يمكن من خلالها النفاذ إلى أعماقه, لرصد مواقفه إزاء الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي للمجتمع الحلي, كما تكشف كتاباته عن النزعة الإصلاحية المتجذرة في أفكاره.

      الباحث والمحقق عوض عاصر وتابع أحداث العراق فأثمرت جهوده عن العديد من المؤلفات المهمة التي تبحث في التاريخ والأدب والاقتصاد والتحقيق وتراجم الرجال , والتي تجاوزت مؤلفاته (41) مؤلفاً, بين التأليف والتحقيق, خصوصاً كتابه المعروف (الحوزة العلمية في الحلة, نشأتها وانكماشها الأسباب والنتائج 562هـ - 951هـ) والتي نال من خلاله درجة الدكتوراه, فضلاً عن أنهُ علماً من أعلام نهضة العراق في عصرنا الحديث, ذاع اسمهُ وانتشر في الأوساط الثقافية العلميّة والمحافل التاريخية والبحثية داخل العراق وخارجه, تمثل كتاباته وأسلوبه الصحفي الشيق, والتي تضمنت معلومات مهمة ومفيدة للباحث والدارس وتنوعت في مجال الأدب والثقافة والتاريخ والاقتصاد والسيرة الذاتية.

     صدر عن مطبعة الضياء في النجف الاشرف عام 2007 كتاب للشاعر جبار الكواز تحت عنوان (عبد الرضا عوض باحثاً ومؤرخاً), يحتوي الكتاب على (32) صفحة من الحجم المتوسط, وهو دراسة تحليلة لمؤلفات المؤرخ عبد الرضا عوض, ألقيت كمحاضرة على قاعة جمعية الرواد الثقافية المستقلة في الحلة بتاريخ 2/3/ 2007.

    يذكر الشاعر جبار الكواز في ص12 من كتابه حول سيرة الباحث عوض قائلاً :"لقد انبرى بعض الدارسين والباحثين والأدباء ليؤسسوا بجهود فردية ركيزة تاريخية توثيقية تسهم في كشف بعض ظلام العصور على وجه بابل وتصنع في آن صورة مشرقة لها في العصر الحاضر, والأستاذ عبد الرضا عوض واحد من هؤلاء الدارسين والباحثين والأدباء الذين عشقوا مدينتهم وتفهموا معاناتها وبادروا لإحياء بعض وجوهها فكانوا بحق مؤسسات مخلصة قائمة على جهود فردية لم تستطع الحكومات المتعاقبة على العراق ولا الأنفار الذين كفلوا بإدارة المدينة تحقيق ما حققه عبد الرضا عوض والأستاذ صباح نوري المرزوك, وهي دلالة على عمق انتمائهم لهذه المدينة ودلالة على حبهم لأهلهم ومرابع صباهم ودليل على ما لهم من همة عالية مخلصة في إنجاز اعمالهم".

     ما احتوته مؤلفات الدكتور عوض, لكل مؤلف قصة وحيثيات, ومحتويات ومعلومات مؤلفاته مهمة وصعبة الحصول عليها عند تدوينها من قبل المؤلف نفسه, كما واكبَتها عوامل وظروف ساعدت على تدوينها والدوافع الكامنة وراء ذلك. وينفرد الأستاذ عبد الرضا عوض عمن سبقه وجايله في جوانب مهمة لا بد من الإشارة إليها إحقاقاً للحق وتوطيداً لدعائمه, وقد سلط الضوء الاستاذ جبار الكواز على أهمية كتابات عبد الرضا عوض في توثيق تاريخ وتراث مدينة الحلة.

       ومن خلال متابعة الاستاذ جبار الكواز لمؤلفات الدكتور عوض وسيرته الذاتية ومنهجه في التدوين التاريخي وجد نفسه أن يسلط الضوء على سيرة هذه الشخصية المهمة ومؤلفاته ومنهجه في التدوين التاريخي, فقد وثقَّ عوض أحداث التاريخ كونه باحثاً ومؤرخاً ومحققاً, عرف فيه الإستقامة والنزاهة والعفة والغيّرة والشفافية والوداعة والتسامح وطيبة القلب المتناهبة.

      وتعد كتاباته من الأعمال المهمة الجامعة بين المتعة والفائدة, ويستطيع الباحثون أن يجدوا فيها نبعاً غزيراً من المعلومات المختلفة التي لا يجدونها في المصادر الأخرى, ذلك لأن المؤرخ عوض يتميز بالصدق في التوثيق, والأمانة في إبداء الرأي والكشف عن خبايا التراث الحلي, والعمق في الأعمال المعدة للنشر, لما ينطوي عليه من المصارحة والمكاشفة, بريئة من تهاويل النفاق, مما يمكن اعتماد مؤلفاته مصدراً موثقاً من مصادر المهمة لتاريخ المدينة.

     وأخيراً في ص21 يؤكد الشاعر جبار الكواز قائلاً:" أن الأستاذ عبد الرضا عوض مؤسسة شخصية يحتاجها البلد في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها وفي ظل إهمال الدولة للعمل الثقافي والمثقفين وغياب المؤسسات الرسمية أو الجماهيرية التي تهتم بهذا الشأن".

      تمثل كتاباته في عرض المعلومات التي جذبت العديد ممن رجعوا إليها لتوثيق بحوثهم ودراساتهم, وقد شهد لهُ الباحث أحمد الناجي عندما صدر مؤلفه الأول (أوراق حلية من الزمن الصعب في القرن العشرين) بعد عام 2003م فكانت مقولته المعروفة في الوسط الحلي قال : عبد الرضا عوض كمن ألقى  الحجر في ماء راكد, فكانت معلوماته دقيقة وفريد في كتابتها, وهو معروف في مؤلفاته بأنهُ لا يكتب في مجال كتب فيه الآخرين, وهناك الكثير من المؤلفات والمقالات للمؤرخ عوض, ولا ننسى دورة الريادي في إصدار مجلة أوراق فراتية التي دخلت في عامها السابع, فضلاً عن دوره في تحقيق المخطوطات, وهناك (17) مخطوطاً قيد الانجاز قد تصدر في فترات لاحقة تخص الجانب الأدبي والتاريخي ووقائع الأحداث لمدينة الحلة.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.