اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

دراسة نقدية- أصفحات مظلمة في تطبيق الماركسية؟// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

دراسة نقدية- الاستاذ نجيب يوسف اسطيفانا المحترم

أصفحات مظلمة في تطبيق الماركسية؟

أم سلبيات في الاجندة التطبيقية ؟

يوسف زرا

 

تحية ثقافية:-

إنصافا للمنطقة والتاريخ اقول:-

حقاً لقد بذلت جهدا كبيراً, وحاولت الولوج الى انفاق مظلمة وركبت امواجاً متلاطمة كالتي في عرض البحر, كل ذلك ولم تستقر آراؤك حتى اخر صفحة من كتابك الموسوم (صفحات مظلمة في تطبيق الماركسية) اكرر (صفحات مظلمة في تطبيق الماركسية).

وايضاً لا بد ان اقول: بان الاستاذ نجيب نسي منذ اول حرف في موضوع الكتاب. بان اي منجز ثقافي ككتابه هذا, لا بد بعد انتهاء من كتابة مسودته ثم تنضيده. يطرح او يطلب من غيره ومن ذوي الاختصاص المعروف. وثم بعد قراءته للموضوع بصورة جيدة – يقوم المختص (بتقييم) وتقديم المنجز وبشكل مختصر ومركز عن كل ما احتواه الكتاب من الاراء والمقترحات الواردة فيه. ثم يعود للمؤلف لغرض اصداره. والى جهة تسويقه.

ولكن الاستاذ اسطيفانا قام مباشرة (بتقديم) منجزه المذكور بنفسه وبصفحة واحدة فقط. ثم واصل كتابة (المقدمة) له وبشكل مسهب ومسترسل, وانتهى منها بـ (11) صفحة – وكانه جعل القارئ بعد دراسته لهذه المقدمة الطويلة, سوف يصل الى قناعة تامة مسبقاً عن ماهية ومكونات الكتاب, وما يخص حياة البشر من الناحية الاجتماعية وتطوراتها. والفكرية وابعادها. والاقتصادية ومقوماتها المادية. ثم الفلسفية ومدارسها النظرية. حصرا بين المفهوم المثالي (الميثالوجي – الاسطوري) والمفهوم المادي الذي يتحسسه كل انسان مهما كان مستوى افقه الثقافي منفتح او محدد. ولان من عمق التاريخ وبعد ظهور الافكار الدينية. وبالمقابل كان هناك رؤية لكثير من المفكرين بالمفهوم المادي للحياة كفلسفة قائمة بذاتها.

وتبقى هاتان الفلسفتان متباعدتان, ولا يمكن ان تلتقيان. بل يمكن ان تتقدم المادية على المثالية بنسبة كبيرة لان عصر النهضة العلمية ضايقت المفهوم المثالي – الاسطوري – للحياة وغيبياتها خلال القرنين الاخرين ولا سيما العشرين منه.

وقبل ان ندخل في صلب الموضوع وابداء رأينا في محتوى الكتاب. لا بد ان نشير الى فقرة جدا مهمة. وهي ان الاعلام التجاري في العالم الرأسمالي له تأثير مباشر على القارئ والسامع لبضاعة ما. ولغرض تسويقها وبأكبر كمية ممكنة للبيع. فان شمول صورة المفكر – كارل ماركس – غالبية مساحة غلاف الكتاب الامامي. وقد جاء ذلك توقع تهافت القراء الى اقتناء نسخة من الكتاب ومطالعته, سواء كانوا ممن ضمن الافكار الواردة في العنوان. او متقاطعون معها. وتعمل الصورة – كأيقونة – لقديس او قديسة في معبد ما. وخاصة كنيسة المذهب الكاثوليكي. ولها تأثيرها الساحر ورهبة بالغة على المشاهد مباشرة. كما اعتقد الكاتب. وجعل أرضية الغلاف والصورة دموية قصداً.

فعلا انه اختيار جيد واعلام تجاري ناجح وناحز للمصمم.

اما ما يخص المقدمة الثانية والتي استرسل الكاتب بها وباسهاب مبالغ به كما ورد سابقاً. وما احتواها ليس الا تكرار لمفردات احداث ذات تصور نظري او سرد لاحداث. ومنها وقعت كثورات ذات ارضية اجتماعية طبقية, او قومية اثنية. ومنها كانقلابات عسكرية, لغرض شد القارئ على بعضها وغيرها.

واضافة الى ما ورد يبدو ان ليس في مفهوم الكاتب ان هناك مجموعة قوانين تنظم وتتحكم في مسيرة المجتمع البشري, وتتفاعل معه وحسب مقتضى المصلحة الانية والمستقبلية المتوقعة. سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او فكرية وغيرها.

وان حركة التاريخ وفق مصلحة الشعوب, هي حركة ذات طابع ديناميكي. اي استمرارية التفاعل الاجتماعي لناتج افضل من سابقه.

ويبدو ان الاستاذ اسطيفانا, لا يعترف بمفهوم النشوء والتطور والتحول من حالة الى اخرى كبديهية حياتية. وقد يعتبرها كبعض من البسطاء وبمفهوم عقائدي ديني بانها (ارادة اللـه). وفي المفهومين هي في صالح الانسانية وتطورها.

ومن ضمن بعض من النصوص الجامدة الواردة في صفحات هذه المقدمة. ومنها اخر صفحة (13) وهي ما يلي:-

ماذا يجني الانسان من الثورة التي بعد اندلاعها بفترة قصيرة, تنطفي ضياؤها ويعم الظلام وتتحول الدولة الى جحيم ويسودها الرعب والفوضى...

بهذا المنطوق الساذج والسطحي يصف الكاتب مفهوم الثورة وهي اعلى مراحل التفاعل السلبي داخل المجتمعات وفي كل زمان ومكان... الا يعني هذا ان الاستاذ نجيب يعيش في فردوس الجنة السابعة ويتمتع بما يسمى (يوتيبيا العالم الثاني). او يعيش ضمن امبراطورية او جمهورية افلاطون – الخيالية ..؟؟ وهو من اصل مجتمع قروي فلاحي وغالبية اخوته وابناء اعمامه متبنين هذا الفكروليس ذلك سوقاً كفرضية على احد.

ويقول الكاتب في الصفحة (17) ... تكون طروحات المنظرين والفلاسفة ضرورية للقائمين على الثورات...وهنا يتقاطع لما سبق... نعم بهذه الصيغة البسيطة يعبر الكاتب عن مفهوم المادية التاريخية. وكانها من صنع افراد, وليس من صنع حركة الشعوب رغم ان دور الفرد في العملية الابداعية, لا يمكن تهميشه لان ذلك الفرد هو فعلاً وليد البنية التحتية للمجتمع ومتفاعلا عمليا معها. وهناك مقولة لارسطو طاليس. الذي يقول فيها... في كل زمان ومكان, دولة ورجال... ولكل امة احاد... احاد... احاد. الى هنا اكتفي باقتباس لفقرتين كنموذج لقدرة الكاتب باستيعاب حركة المجتمعات وطموحاتها في تسلق سلم الحياة وبدون توقف.

ولا بد ان نشير ولو بقفزة ما فوق صلب محتوى هذا الكتاب, من ظهور الطبقات الاجتماعية, تحديدا من بعد الاقطاع (القبلي والعشائري). ثم ظهور طبقة البرجوازية الوطنية وتطورها الى راسمالية محلية احتكارية ودولية. دون ان يشير الكاتب الى ما وصلت اليه البشرية في القرون الاربعة الماضية, من تحقيق نظم اجتماعية واقتصادية وعقائدية. وكلها مديونة الى الماضي التاريخي الذي تراكمت فيه الصراعات الطبقية والعقائدية والاثنية وثم الاجتماعية. كل يحاول تحقيق هويته على حساب التاريخ نفسه (اي على حساب مجتمعه القديم ). وامتد هذا الصراع قرونا وقروناً من الاستغلال الاقطاع. والذي كان ولا زالت بقاياه لم تمثل ولن تمثل لحد هذا التاريخ الا نسبة قد لا تساوي 5% من مجموع المكونات الاجتماعية الاخرى.

ويبدو ان الكاتب نسي عصر الظلم الكولونيالي لحكام دول اوربا الوسطى والغربية حصراً. والذي كان فعلاً يمثل مرحلة ظهور البرجوازية الوطنية داخل تلك الدول وقبل ما يقارب الاربعمائة عام او اكثر. وكيف غزت تلك الطبقة القارات الخمس للعالم. وهي امريكا الشمالية والجنوبية وافريقيا واستراليا واخيرا اسيا وغيرها وكيف ابيدت غالبية شعوبها القديمة, وفرضت على الباقي منها نظم العبودية المباشرة. يباع ويشترى بهم كالبهائم. وكيف كانت تقدم لهم من فتات موائدهم من الاطعمة الفاخرة. وهي من انتاج اولئك العبيد المقهورين والمسلوبة ارادتهم كليا.

علما كانت هذه الدول الاوروبية الغازية, قد تبنت الفكر المسيحي رياءً وتزلفاً وقبل اكثر من (1500) عام. ولم يؤنبهم ضميرهم الانساني ولا العقيدة المسيحية التي كانوا يتباهون بها. (كديانة وعقيدة مسالمة وانسانية). لا بل استعمرو الملايين من سكان القارات المذكورة.

ولا بد ان نسأل الكاتب. اي نوع كان هذا النظام وما خاصيته ونوعية اقتصاده وما تركيب مجتمعه ونماذج ملوكه وحكامه. وهل كانوا من البشر ؟ ام ملائكة من السماء ؟ ولكن. قد تسيل دموع القارئ تضامناً عاطفياً مع دموع الكاتب.

حين بدأ يذرف دموع التماسيح وبغزارة مطردة, حتى ملأت (مقارنة) الكثير من الجداول والاهوار على الذين سقطوا من جراء الانظمة الشمولية للفكر الماركسي للقرن الماضي والمتمثل بالاتحاد السوفياتي ودول اوربا الشرقية وغيرها.

وهل يعلم الكاتب ان ما حصل من الانتفاضات والثورات للطبقات المقهورة ومنها عام 72 – 71 ق . م. بقيادة الاطالي سبارتاكوس لتحرير العبيد واعدم في العام الثاني المذكور.

وكما نسي الكاتب ان ثورة كروميل عام 1620 م في بريطانيا بغية تحرير الطبقات الاجتماعية المسحوقة فيها. واسقط النظام الملكي واقام جمهورية. ودام حكمها ستة اشهر. وزحفت عليها جحافل من جيوش النبلاء والاشراف ورجال الكنيسة وقضت على هذه الجمهورية الفتية واعدم قائدها.

 

وايضا كنماذج اخرى لحركات ثورية لتحرير العبيد والتي قامت في جنوب العراق والكويت والبحرين وثم في مصر. وضمن فترتين متداخلتين من القرن الثامن الميلادي والثالث الهجري الاسلامي. وهم ثورة القرامطة وثورة الزنج ضد الاضطهاد الجماعي لطبقة العبيد والاقنان. ومن صلب الديانة الاسلامية – عهد الخلفاء العباسيين. وهي الديانة الثالثة السماوية والتي تدعي بقيمة الانسان مهما كان ومن اي جنس ولون خلق.

ثم تبع ذلك في روما في عهد طبقة النبلاء والاشراف عام 400 ق.م. اي ما كان يسمى عصر روما الوثنية. واستمر ذلك بعد العام المذكور حتى عام 400 م. وتحت نفوذ نفس الحكام القساة وفي ظل الديانة المسيحية وبأقنعة براقة وحتى عام 1250 م. بعد سقوط امبراطورية روما على يد البرابرة الالمان. ولم تسقط اقنعتهم حتى هذا اليوم.... وتعددت المذاهب الدينية, مما ادى الى تفاقم الصراح والنزاع بين جميع المراكز الدينية المسيحية. وعكس ذلك, لا فقط الى داخل اوربا وامريكا اللتان لم يعد للدين والمذهب اي اعتبار فعلي لهما. بل عكس ذلك سلباً وبشكل عنيف على جميع المذاهب المسيحية في الشرق الاوسط ومباشرة المذهب الكاثوليكي والنسطوري والارثوذكسي. عدا ما اصاب الاقليات الحضارية المتعايشة في وادي الرافدين. ومنها الاشورية الكلدانية السريانية. وثم اليزيدية, واصبحت جميعها مهمشة وشبه مقصية ومجهولة المصير تقريباً.

كما لم يذكر الكاتب ولو بالأحرف الابجدية الاولى لأبجدية الاخلاق والقيم الإنسانية. وكيف كانت الدبابات البريطانية تمشي على اشلاء مئات الالاف من شعوب الهند الكبرى قبل تقسيمها عام 1945 الى ثلاثة دول – الهند الحالية – باكستان وثم بنغلادش وكذلك جيوش هولندا التي استعمرت الملايين من شعوب دولة اندونيسيا والجزر القريبة منها. وكذلك فرنسا وتعاملها بالمثل لشعوب الهند الصينية – فيتنام وكمبوديا ولاءوس ومن بعدها امريكا في فيتنام وشبه جزيرة كوريا. عدا الكثير من شعوب افريقيا التي استعمرتها. ايطاليا واسبانيا والبرتغال ايضاً.

ولم يشر الكاتب ولو بحرف واحد الى ما الت اليه الاوضاع بعد اكتشاف العالم الجديد (الامريكيتين ) وكيف زحفت جيوش البرجوازية للاستعمار البريطاني والفرنسي والاسباني بعد عام 1650 م. وكالذئاب الجائعة واحتلت هاتين القارتين, واستعملت ابشع اساليب الإبادة الجماعية بحق شعوبها من الهنود الحمر. واصبحوا حاليا (الشعوب الاصلية) قلة مرفوضة تقيم في رقعة جغرافية كأنها متحف للتاريخ الطبيعي وضمن محميات خاصة بهم لا غير.

وكانت هذه الفترة فرصة ذهبية للطبقات الاقطاعية والبرجوازية وذات الرساميل الضخمة القادمة من الدول المذكورة. وبدأت تقضي على موروثاتها الثقافية والاجتماعية التاريخية التي تميزت بها كل من المكسيك وبيرو وجارتها كولومبيا بحضارة – مايا – وانكا – وقد قضى المبشرون المسيحيون الرومان على جميع المعالم المادية الظاهرية الثقافية والدينية والاجتماعية لهاتين الحضارتين. عدا ما بقي من زقورات رباعية- كأهرامات محلية فقط. ولا زالت شاخصة حتى اليوم فيها. وان عام 1776 م. يعتبر رمزا لقيام دولة الولاياة المتحدة الامريكية في القسم الجنوبي من امريكا الشمالية. كما يشهد هذا التاريخ ولادة رؤساء لهم دورهم المثبت في تحرير العبيد نسبياً من بطش الغزاة واشهرهم ابراهيم لنكولن 1854 – 1860 م. وجورج واشنطن 1789 – 1797م. ورغم ذلك لا زال التميز العنصري طافحاً في اغلب الولايات الجنوبية منها وغيرها.

ويعتبر النظام الرأسمالي الامريكي – داعية للحرية وحقوق الانسان اعلامياً وللجنس الابيض فقط.

اما الانظمة الشمولية التي تحدث الكاتب عنها والتي تشمل الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية. وتحدد هذه الفترة بسبعة عقود من عام 1917 حتى عام 1990 من القرن الماضي. فقط اعيد فيعا حق المظلوم اليه. ولم يهن النظام القاسي. بل ظل يعيش ضمن النظام الشمولي دون ان يستعبد احدا منهم.

فكان اولى بالكاتب لو تمكن من تشخيص الخلل في مجمل النظرية الماركسية والتي تظم – المادية التاريخية – والمادية الديناميكية والاقتصاد السياسي. وهي ليست نظرية مغلقة ولا آية منزلة من السماء. بل قابلة لنقد والزيادة والنقصان. والتي خدمت الطبقة العاملة وحلفائها الفلاحين والعمال الاجراء والكادحين وغيرهم في الدولة المذكورة وفي كثير من دول العالم التي تحكمها الاحزاب الماركسية ومنها الصين وفيتنام وغيرها.

وان فشل التجربة السوفيتية للاشتراكية ضمن الفترة المذكورة فعلاً. ولكن لم يكن الفشل بسبب خلل في الصياغة النظرية. ولا في جوهرها. كما جاء في عنوان الكتاب كاعتداء لا ادبي ولا منطقي على النظرية من قبله.

ولكن كان قد شُخص ذلك (اي بوادر الفشل) قبل ان ينهار النظام المذكور منذ فترة. ومن قبل الكثير من المتتبعين لحركة الشوب بموجب النظرية المذكورة.

وذلك باستحواذ التعامل البيروقراطي والعمل الانتهازي والبدعة الشخصية على القيادة السياسية الحزبية بالدرجة الاولى للدولة المذكورة. وتعتبر ظاهرة الفشل ظاهرة مهمة جدا في تاريخ البشرية. لانها فعلاً كان لها مردوداً ايجابيا بليغا. وعكس ذلك لا فقط على شعوب الاتحاد السوفيتي واروبا الشرقية واحزابها الطبقية والديمقراطية المقتدية بالنظرية الماركسية.

بل على جميع الحركات العمالية لاوربا الغربية والامريكية. وحتى اليابانية وعلى الكثير من الاحزاب المتبنية لهذه النظرية. وكانت على راس السلطة. فتنبهت على ذلك واستفادت كثيراً. ومنها الصين – فيتنام – كمبوديا – كوبا – امريكا اللاتينية وغيرها.

ولكي نواصل تعليقنا على هذا الكتاب. لا بد ان نذكر. ان الاستاذ اسطيفانا حاول وعلى مضض الطعن بالمضمون العلمي للماركسية التاريخية. وذلك بتسفيه معظم المفكرين السياسيين والعلماء الاجتماعيين والفلاسفة الذين خطوا الاسطر الاولى للمادية التاريخية واهمهم – هيغل – دوهرنغ – فيورباخ – روزا لوكسبورج – كارل لبنخت – جاك جان روسو. وثم ماركس وانجلس عملاقا الفلسفة المادية. وثم لينين القائد الثوري المنفذ لاول ثورة في التاريخ للطبقة العاملة وحلفائها.

واذا اردت ان اذكر اسماء الذين اعتبرهم الاستاذ نجيب منتقدي هذه النظرية فقد احتاج الى قائمة طويلة. فاترك ذلك للقارئ الكريم ان يتابع بجدية ويحدد القيمة العلمية لكل واحد منهم. واخيرا لا بد ان نقول بكل ثقة ومعنوية عالية.

ها هي الحركة العمالية والاحزاب اليسارية (المتبنية الفكر الماركسي) تنهض من جديد وتعيد بناء حركاتها واحزابها في كل انحاء دول العالم. وخير دليل على ذلك. هو انتماء اكثر من (6000) عضو جديد الى الحزب الشيوعي الأمريكي وهو في رحم الراسمالية والعولمة العالمية. كما احتل الحزب الشيوعي الياباني المرتبة الثالثة في البرلمان الحالي. وجاء تسلسل الحزب الشيوعي الروسي الثاني في مجلس دوما الروسي... اليس انهيار وفشل التجربة السوفيتية يعتبر اهم حدث في تاريخ الشعوب. كرصيد ماضي سلبي – لحاضر واسع ايجابي ؟؟ اهو في التطبيق. ام في جوهر النظرية ؟ اما ما يخص الفصل الرابع والاخير من هذا الكتاب, والذي جاء بعنوان من سطرين.

الفصل الرابع

اطلالة الشيوعية على شرق اسيا

الصين, القطب الثاني للشيوعية.

حقا قد يعجز القلم لأي كاتب, مورخ تاريخي, باحث اجتماعي, محلل سياسي. وعالم نفسي, او فيلسوف. ان يتمكن من الوصول الى معلومات دقيقة لمكونات هذه الدولة الشاسعة (الصين) وذات حضارة عريقة, حكمتها كغيرها من الحضارات القديمة, اسر عديدة متنفذة وذات اصول طبقية اقطاعية وراثية – دينية (ثيروقراطية) وكأن الاستاذ اسطيفانا قد عثر على ضالته المفقودة, وهو ابن قرية تاريخية ايضا – (القوش) والتي تقع على بعد يقارب الـ (45) كم شمال مدينة الموصل – مركز محافظة نينوى.

حين يصف هذا الشعب الذي يمثل تعداده قرابة (ربع ) سكان البشرية ومنذ قرون وقرون, ويصفه بالهمجية الحيوانية, وقارنه بكواسر الصحاري وبالغوغائيين.. ولم يستثنى من مكوناته الاجتماعية الرئيسية – الفلاحين, والعمال, والملايين من الكادحين المسحوقين والمهمشة من قبل الانظمة الاقطاعية التي ضلت تتحكم بهم – كالعبيد – قرون وقرون.

وخلاصة القول – ليس باستطاعة احد من البشر ويملك ذرة واحدة من المرؤة والانصاف وضمير حي. ان يقبل ان يصف هذا الشعب وقادته ومنذ ما يقارب الـ (100) عام بالجزارين والقتلة المجرمين. حين نهض في اواسط العشرينات من القرن الماضي ككتلة واحدة للدفاع عن وجوده الانساني, ويواصل المسيرة المعاصرة للتقدم والرقي. ويؤسس هذه الدولة العظيمة في عام 1949 بعد نجاح ثورته الذي بدأها منذ عام 1927. وبدون صخب لقادته او الاستعلاء على الغير. وقد ارتقى هذا الشعب سلم التطور والتقدم بهدوء وبخطوات حثيثة وموزونة. حتى الى مستوى من الحياة العلمية والاقتصادية لجميع مرافق الحياة بفترة وجيزة.

والكل على علم ان تقدم الدولة خلال نصف قرن لا اكثر, بلغ – ما لم يبلغه شعب اخر, ولم يكن على حساب غزو شعوب اخرى, او منافسة غيره لغرض ازاحته او  اضعافه وتهميشه.

بل هناك علاقات دبلوماسية واقتصادية متفاوتة في النسب مع مجمل شعوب العالم, وفي مقدمتهم الامريكي الرأسمالي, المتقاطع -  ايديولوجيا – جذريا معه, اقتصاديا وسياسيا.

وحاليا تعتبر دولة الصين, من الدول النووية والفضائية. وسباقة لغيرها من الدول الكبرى سلميا ايضا وبوتيرة عالية, ومعترف بها كقطب اقتصادي وتكنلوجي متميز دوليا ايضا.

لم يكتف الكاتب من وصف قادة الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وحتى الفلسفي, والذين ظهروا في الميادين المذكورة ومنذ اكثر من قرنين تقريبا, وسبق ذكر اسماء بعضهم ممن تخصص بالفكر الاقتصادي الاشتراكي والسياسي والاجتماعي وذات الاتجاه الفلسفي المادي. ونال من مكانتهم كعلماء ومفكرين وبأسلوب غير لائق بهم. لا بل كأعداء له شخصيا. وهو ليس ولن يكون مؤهلا لمنازلة هؤلاء الافذاذ. الى جانب قيامه بالاستهانة وتسفيه الكثير من خصوم, او منتقدي النظام الرأسمالي الطفيلي. لا بل جعل منهم _ كهياكل حية – تفتقر الى ابسط قيم واداب وعلوم انسانية وطبيعية. وحتى وصل حقده على كل اختصاصي من العلماء والفلاسفة الاجتماعيين والاقتصاديين, ويختلفون مع اقرانهم للنظام المذكور ويعتبرهم ما معناه – ارذل المخلوقات.

وان الانحدار اللاأخلاقي والادبي الذي وصل اليه الكاتب, بوصفه جميع ثورات وانتفاضات شعوب الارض. بحركات همجية وغوغائية – وحسب القدم كما يعتقد وباختصار شديد:-

روسيا – الصين – كمبوديا – كوبا – كوريا الشمالية – بعض دول امريكا اللاتينية وغيرهم من قادة الفكر والثورات.

فان كبار المفكرين والعلماء والمقيمين للنظام الرأسمالي والطبقة البرجوازية, لا يمكن ان ينحدروا الى هذا الدرك المشين. بل الكثير منهم – سواء في الغرب او في الشرق. يدخلون في حوارات ونقاشات. لا بل بدراسات طويلة ومكثفة لكلا النظامين باحترام ووقار لا حدود له. ويتبادلون الآراء حول مستقبل كل منهما. وهل يمكن ان يصل الفكر الانساني المعاصر الى قيام نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي واحد. او ذات اهداف وقيم مشتركة تخدم شخصية الانسان حاضرا ومستقبلاً ويمكن تحقيق العدالة الاجتماعية نسبيا للكل ؟ ام ما نعيشه حالياً هو فعلا صورة مشوهة للتعصب الديني والقومي والمذهبي والعنصري المستفحل في غالبية المناطق الجغرافية التي تدين بمختلف الديانات السماوية وغيرها. والكل يعلم ان استقطاب ظاهرة التطرف الديني والمذهبي والقومي في منطقة دول الشرق الوسط خاصة. وظهور اعراضه في العالم الغربي نسبياً. هو من استثمار وتوظيف الانظمة الاجتماعية الاقطاعية من عمق التاريخ. وما خلفه من حروب اهلية – القبلية – والدينة في غالبية العالم ولا زال بقاياه حية ايضا.

وسبب ذلك هو استغلال سلطة الاقطاع وتحالفها مع توأمها سلطة رجال الدين. وها هو التاريخ الحديث, والنظام الرأسمالي حصرا. ايضا يوظف ومنذ عقود من السنين السلطة الزمنية (والدينية) – التي لا تقبل النقاش – كسلاح ذو حدين بيد قادة النظام الرأسمالي العالمي والحكام الموالين لهم في بعض الدول ودورهم بتحفيز لا بل استنهاض ما هو مترسب عبر التاريخ من القيم والمعتقدات الاجتماعية والدينية والمذهبية هنا وهناك. والتي فعلاً يمكن ان تشعل فتيل حرب دائميه في عدة دول من العالم خارج جغرافية النظام الرأسمالي وداخله.

 

واخيرا

هناك حكمة شعبية تقول:- من يلعب بالنار, لابد ان تحترق اصابعه اولا وثم كيانه كله !!!!

واخيرا الى :-

الأستاذ الجليل نجيب اسطيفانا

بكل مصداقية ونزاهة شفافة, وبعيدا عن اي شك اقول:- كنت قد اصبت كبد الحقيقة في كتابك الاول. والذي صدر بعنوان(صراعات الكنيسة وسقوط القسطنطينية) لأنها كانت سرداً مجرداً ومحايدا لأحداث واقعية وبدون اية تزويق لها.

واعتقد جازما. يعتبر كتابك المذكور كوثيقة تاريخية مهمة تستحق التقييم. ثم اوكد لك بانك مؤهل فعلا لإنجاز كتاب بعنوان (اعداد وتقديم) فقط. لانه, يبدو من كتابك الذي نحن بصدده – تفتقر لاي استيعاب بسيط لمفاهيم حركة المجتمع والتغيرات التي تلاحقها وفق قوانين اجتماعية خاصة. ونظرة الى الظواهر الطبيعية التي ترافق كوكبنا. وثم... الى الكون, المطلق الابعاد واجرامه التي لا تحصى.

مع التقدير لمنجزيك المذكورين.. ونحن بانتظار الثالث..

 

يوسف زرا  14/9/2017 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.