اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مِم يتأتى الدين!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مِم يتأتى الدين!

نيسان سمو

 

الجهل والتخلف هما السبب في كل هذه الصراعات الفارغة!

جَم الصراعات الناتجة بين الإنسان هي بسبب ذلك الجهل والتخلف. فَمنذُ تطور الإنسان البدائئ وإنتاجه لذلك الوهم والجهل دخل في صراعات مميتة والى يومنا هذا . ورغبةَ منا في تغيير المسار قليلاً، وإلقاء بعض الضوء على ذلك الجهل والتخلف ووضع نقطة صغيرة على جزئية كبيرة في هذا الجانب سننقل جزء بسيط في هذا الشأن للكاتب والفيلسوف الهنغاري (جورج بوليتزر) كي يعي اصحاب تلك الصراعات الفارغة كيف واين يسيرون الى ان يصلوا الى نقطة الله يرحمه (بالرغم من إنني اشك في انه سيرحمهم)!!!. 

يقول جورج بوليتزر في كتابه : مبادىء أولية في الفلسفة في موضوع:

مم يتأتى الدين!

إن انجلس قد اعطانا جواباً واضحاً جداً في هذا الموضوع: (ولد الدين من تصورات الإنسان المحدودة).

هذا الجهل مزدوج بالنسبة للناس الاولين: جهل الطبيعة، وجهل انفسهم. ويجب التركيز على هذا الجهل المزدوج عندما ندرس تاريخ الناس البدائيين.

ففي عصور الاغريق القديمة والتي نعتبرها مع ذلك حضارة متقدمة، يظهر هذا الجهل لنا طفولياً، وذلك عندما نرى ان ارسطو ظن إن الارض ثابتة، وانها مركز للعالم، وحولها تدور الكواكب (هذه الكواكب التي رآها مثبتة كمسامير في سقف، عددها 46 وهذا الكل هو الذي يدور حول الارض..).

وقد اعتقد اليونان ايضاً بوجود اربعة عناصر: الماء، الارض، الهواء، النار، وظنوا انه من غير الممكن تجزئتها. نحن نعلم ان كل ذلك خطأ، مادمنا الآن نجزء الماء والارض والهواء ، ولا نعتبر النار جسماً من الرتبة نفسها.

وكان اليونان ايضاً في جهل كبير عن الإنسان نفسه، ماداموا لا يعرفون وظيفة اعضائنا، ويعتبرون مثلاً إن القلب هو مقر الشجاعة!.

فإذا كان جهل علماء اليونان كبيراً الى هذا الحد، هؤلاء الذين نعتبرهم متقدمين، فماذا يكون جهل الناس الذين عاشوا آلاف السنين قبلهم؟

إن التصورات التي امتلكها الناس البدائيون عن الطبيعة وعن انفسهم كان يحدها الجهل ، لكن هؤلاء الناس حاولوا رغم كل شيء ان يفسروا الاشياء.

كل ما نمتلك من وثائق عن الناس البدائيين يشير الى إنشغالهم بالأحلام، وقد حلوا مسألة الاحلام هذه بإعتقادهم بالوجود (المزدوج) للإنسان وفي البدء اضفوا على هذا المزدوج نوعاً من الجسد الشفاف الخفيف، ذي كثافة مادية ايضاً، ولم يتولد في اذهانهم إلا بعد ذلك بزمن طويل التصور بأن الإنسان يملك مبدأ لا مادياً يحيا بعد الموت، مبدأ روحياً (كلمة مشتقة من كلمة الروح، التي تعني النفحة في اللآتيني، النفحة التي تذهب مع آخر النفس، في اللحظة التي تستعاد في النفس، وحيث المزدوج وحده مستمر) وهكذا فالنفس، هي التي تشرح الفكر، والحلم.

وفي القرون الوسطى كانت لديهم تصورات غريبة عن النفس، ظن إن في الجسم السمين نفس رقيقة، وفي الجسم النحيل نفس كبيرة، لذلك كان النساك يقومون بصيامات متعددة وطويلة في تلك الحقبة حتى يملكوا نفساً كبيرة، ويحققوا مسكناً كبيرا للنفس.

وبما ان الناس البدائيين سلموا ببقاء الإنسان بعد الموت بصورة المزدوج الشفاف، ثم بصورة النفس كمبدأ روحي، فقد خلقوا الآلهة.

وبإعتقادهم بوجود كائنات اكثر قدرة من الناس، موجودة على شكل مايزال مادياً، توصلوا لا شعورياً الى الإعتقاد بألهة متعددة موجودة على شكل نفس ارقى من نفسنا. وهكذا، وبعد ان خلقوا حشداً من الآلهة لكل منها وظيفة محددة، كما هو الشأن في عصور الاغريق القديمة، توصلوا الى هذا التصور للاله الواحد. وعندها خلق الدين الموحد الحالي. نرى بذلك، إن الجهل كان في اصل الدين، حتى في شكله الحالي.

لقد ولدت المثالية إذن من تصورات الإنسان المحدودة ومن جهله، بينما ولدت المادية، على العكس، من تراجع هذا الحدود.

وسنشهد عبر تاريخ الفلسفة، هذا الصراع المتواصل بين المثالية والمادية، فهذه تعمل على تراجع حدود الجهل، وسيكون ذلك احد امجادها وإحدى حسناتها، وعلى العكس من ذلك، فالمثالية والدين الذي يغذيها يبذلان كل جهودهما لحفظ الجهل والإستفادة من جهل الجماهير لجعلها تقبل القمع والإستغلال الاقتصادي والاجتماعي .....  انتهى الإقتباس..

نحن لازلنا في تلك الصراعات وخاصة في هذه المواقع الهوائية. ولكن الفرق البسيط هنا هو اننا في تفاهاتنا الهوائية لم نتطور كي نصل الى الصراعات الإقتصادية بل توقفنا وانجمدنا أمام الصراعات الاكثر تخلفاً والمتمثلة بالصراعات الدينية والمذهبية والعقائدية والطافية بل حتى القبلية الريفية البعيدة كل البعد عن العلم والمادية.

بالرغم من كل النتائج المروعة والتي تطفوا ليس على السطح فحسب بل تغطي اجسادنا الفارغة بأكملها مصرين نحن على التمسك بذلك التخلف والجهل. كل صراعاتنا العقيمة والفارغة مبنية على معرفة الفرق بين الكتيتا والكسيسا (حتى بدون ان يكون لنا ديك)!.

سنستمر بهذا الجهل وهذا التخلف حتى يقولوا علينا (الله يرحمه) كما قالوها للملايين الذين سبقونا دون تمكيننا حتى من وضع  نقطة صغيرة في درب حياتنا القصيرة والتي سوف لا تتكرر. نحن مستمرون وسائرون في ذلك النفق الهوائي الفارغ  حتى دون معرفتنا او إدراكنا عن كيفية تلك الرحمة وكيف سيرحمنا (شلون راح يرحم المتخلفون من امثالنا)!.

ملاحظة: نعتذر من بعض الاخوه عن هذه الكلمة وماجاء فيها (آني مالي علاقة جاءت على لساني) ولم نكن نرغب الدخول الى ذلك الباب ولكن قرعناه مضطرين بسبب ازدياد كثافة الطبقة الغُبارية القاتمة التي على عيوننا وكذلك بسبب استمرار المتنفعين والمستغلين في الضحك على عقول هذا الإنسان الضعيف مادياً.

لا يمكن للشعوب المتخلفة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ! نيسان سمو

 

نيسان سمو 14/10/2017

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.