اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يهود العراق والهوية الوطنية.. حقبة العهد العباسي ح3// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

يهود العراق والهوية الوطنية.. حقبة العهد العباسي

الحلقة الثالثة

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

      بعد الفتوحات الإسلامية للمنطقة العربية ومنها العراق ساعدوا يهود العراق الفاتحين لأنهم كانوا غير راغبين بالحكم الفارسي الذي دبّ الضعف فيه أواخر أيامها, وعلى مدار عهد الدولة العربية الإسلامية حظي يهود العراق بمعاملة جيدة, وعدّهم من أهل الذمة, إلا أن مصادر التاريخ لم تشير إلى دور يهود العراق في العهد الأموي حتى زواله, وخلال عهد الدولة العباسية (750هـ -1258م) ارتقى يهود العراق مناصب وحظوا بحرية في مجالات كثيرة منها الأدب والطب والرياضيات والفلسفة, كما اقتبسوا الكثير من آداب اللغة العربية.

 

      في زمن الخليفة المنصور تم بناء بغداد عام 762م, والتي اصبحت أهم مركز للثقافة والتجارة والعلوم والفنون في العالم, فكانت ليهود بغداد منزلة رفيعة في جميع المجالات وكان (رأس الجالوت) له هالة واحترام وقدسية من قبل الخلفاء العباسيين, لأنه يعتبر من نسل الملك داود, مما قام به رأس الجالوت بتنظيم الشؤون اليهودية الخاصة بالمجتمع ولديه سلطة قضائية بفرض التحريم والحظر والغرامات والأمر بالسجن والعقوبة وفق التعاليم الدينية, بعد سيطرة الامبراطورية العثمانية على العراق عام 1534م كان هناك شيء من التسامح مع اليهود ومنحهم الحرية بممارسة شعائرهم الدينية وإدارة شؤونهم الخاصة, فانتخب رئيسهم الروحي (نَسِي) وهو بمثابة رأس الجالوت, كما منح رؤساء المثيبات (اليشبوت) سلطات دينية أوسع, وخلال الحكم العثماني للعراق (1534-1917م) عمل أثرياء يهود بغداد كأمناء للخزينة أو صراف باشي للسلاطين والولاة العثمانيين أثال حسقيل بن يوسف كباي وساسون صالح داود, لكن اقسى مرحلة مرت على يهود العراق هي في ولاية الوالي داود باشا, كان من اقسى الولاة في معاملتهم, لكن بعد عزل داود باشا تم استبدال منصب (النَسِي) بالحاخام باشي عام 1849م, وقد عرف الحاخام عزرا دنكور من اهم الحاخامات البارزين في ذلك الوقت, إذ اصبح رئيساً للطائفة اليهودية الأول في بورما, وكان له الدور الكبير في تأسيس أول مطبعة في بغداد وهي مطبعة دنكور, حتى ختمت بآخر حاخامات يهود العراق عام 1971 وهو الحاخام ساسون خضوري.

 

     في عام 1258م احتل المغول بغداد ولم يأت المغول بالعلم والنور إلى العراق بل جاءوا بالجهل والظلام, ولم يسلم يهود العراق من هذه النكبات بل كان لهم قسط وافر من الأذى, مما أدى إلى تدهور احوالهم وتراجع نشاطهم, ولم تتحسن احوالهم في العراق إلا بمديء العثمانيين, إذ اشتغلوا بالاعمال التجارية والمصرفية.

 

المصادر:

  خلدون ناجي معروف. الأقلية اليهودية في العراق بن سنة 1921-1952. ط1. مركز الدراسات الفلسطينية. جامعة بغداد. مطبعة سلمان الأعظمي 1975م. ص34/37.

  غادة حمدي. اليهود في العراق 1856-1920م. القاهرة. مطبعة مدبولي. ط1. 2008. ص30/33.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.