اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الضجة ضد ترمب زوبعة في فنجان// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الضجة ضد ترمب زوبعة في فنجان

جمعة عبدالله

 

اثارت الموجة العارمة من الاحتجاجات الغاضبة, ضد قرار ترمب, في الاعتراف بالقدس عاصمة أسرائيل, ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الغربية. هذا القرار المجحف لم يكن وليد الساعة, ولم يكن مفاجئاً, ولم يكن قرار احمق متسرع , كما يتصور البعض, ولم يكن قرار سياسي من احمق ومجنون, لا يدرك عواقب المترتبة عليه بعد ذلك. كما يثرد عليه رواد ثريد الكلام. وانما هو قرار عمره 22 عاماً, يتكرر في الترويج الاعلامي, في كل الحملات الانتخابية لرئاسة جمهورية الولايات المتحدة الامريكية, ومن مرشحين الحزبيين (الجمهوري والديموقراطي) ان يتعهدوا في الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل, ونقل سفارتهم الى القدس, مثل ما تعهد الرؤساء الاربعة الذين فازوا بالرئاسة (بوش الاب والابن وكلينتون واوباما) وخامسهم (ترمب) كما تعهد في حملاته الانتخابية قبل ان يفوز بالرئاسة. لكن جاءت الظروف الملائمة, في ظل التدهور والتطاحن العربي - العربي, ومتاجرة بالقضية الفلسطينية في سوق السيرك السياسي التهريجي المضحك والهزيل . واذا كان  الرؤساء الاربعة, تريثوا في تفعيل قرارهم ووعدهم الانتخابية, لان الظروف كانت  غير ملائمة ومناسبة لتفعيله. ولم يصل بعد  الحكام العرب الى سوأ ضحالة  في زمن الانحطاط, والحروب الدموية بينهم, في حروب الاخوة الاعداء, ولم تصل الى الخراب والدمار العربي, الى الفوضى العارمة كما هي حالياً في حرائقها المدمرة, لذلك اوقدوا شعلة الربيع العربي (الشتاء العربي) حتى تصل حرب الاخوة الاعداء, الى الهلاك والتدمير الحرث والنسل, حتى تكمل مراحل الانحطاط العربي الى اسفل  اعماق الحضيض, لذلك الحكام العرب الطغاة, جندوا كل طاقاتهم وتحشيد امكانياتهم في حروب عربية/ عربية مدمرة, بواسطة المنظمات الارهابية من الدواعش وغير الدواعش من الارهابين القتلة , في اكمال فصول الخراب العربي, ودعموا داعش وذيولها, بالمال والسلاح والاعلام, وتجنيد المرتزقة والعملاء, من مال الخليج الفائض, في حروب تصفية واسقاط تدميرية, بين الحكام العرب الطغاة, حتى هيأوا الظروف الناضجة والمناسبة, لتفعيل وعد ترمب الانتخابي الحالي ,بتنفيذ وعده الانتخابي, بالاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل, ولم نسمع آنذاك رد فعل رافضة من الحكام العرب الى الرؤساء امريكا السابقين الاربعة , ولا حتى من خامسهم ترمب, لانهم  في حلقة ضعيفة بالانكسار والانهزام, كل سياساتهم العمياء مواصلة حروب الاخوة الاعداء, حتى لو هلك الحرث والنسل ولم تتوقف حرائقها , طالما المال الخليجي متوفر وفائض عن الحاجة. لذا فأن حملاتهم الاعلامية الحالية, من كل حكام العرب الطغاة, في المشرق والمغرب, هو ضحك على الذقون, في براعة امتصاص نقمة  الاحتجاجات من الشعوب العربية, التي ازهقت اروحها من هؤلاء الحكام الطغاة والقتلة , ليس لهم هم , سوى تدمير شعوبهم , وحكمها بالحديد والنار والارهاب, ولم يجرأ حاكم عربي واحد, ان يطرح مقترح مضاد الى قرار  ترمب, في مجلس الامن, سوى التنديد والاحتجاج, وكفى المؤمنين شر القتل, لم يقدموا اقتراح بديل الى مجلس الامن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. كما اقترح الرئيس الروسي (بوتن)  في  الاعتراف بدولتين, فلسطين عاصمتها القدس الشرقية, واسرائيل عاصمتها القدس الغربية, طالما هي مقسمة الى شطرين حاليا, ومن اجل كسب  اعتراف دولي يكسب الشرعية الدولية لدولة فلسطين.

 

لم نسمع حرفاً واحداً من اي حاكم عربي طاغي ومأجور وذيل للاجنبي, ان يرفع صوته في المحافل الدولية, كأن التاريخ يعيد نفسه في مسألة استمرار  المأساة الفلسطينية, ففي عام 1947 , طرحت الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة, قرار رقم 181. ينص على تقسيم الاراضي الفلسطينية مناصفة تقريباً في حجم مساحة الارض الفلسطينية  (العرب 45% واليهود 55% ) ووضع القدس وبيت لحم, تحت الوصاية الدولية, لكن حكام العرب آنذاك الخونة رفضوا القرار الدولي, خدروا الشعوب العربية, بحرب جهادية ترمي اليهود في البحر ويتحرر كامل التراب الفلسطيني المغتصب, وتكررت حروبهم الجهادية حتى رميت اسرائيل العرب في الصحراء, وقضمت الاراضي الفلسطينية حتى وصل القضم والضم ان تحتل اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المغتصبة نسبة 78% , واستمر التدهور على هذا المنوال, حتى وصلت حصة الفلسطنيين اقل آلآن  من 20% . والحبل على الجرار , وهذا القرار , ليس فقط اعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل, الذي  تحقق على يد ترمب بعد 22 عاماً من الوعود الانتخابية . ولكن هناك وراء هذا القرار , سياسة قضم وضم اراضي فلسطينية اخرى , والحكام العرب مسعورون  في دوامة  صواريخ الاعلامية, التي لم  تقتل ذبابة واحدة, وانما فقاعات هوائية ليس غير  , واسرائيل مرتاحة جداً جداً لان اراضيها ستكبر والاراضي الفلسطينية ستتقلص, وفورة الاحتجاجات وحدها مهما كان زخمها, لم تضيف شيئاً , اذا لم توجد اقتراحات تقدم الى مجلس الامن, من اجل كسب اعتراف دولي بدولة فلسطين, عاصمتها القدس الشرقية

جمعة عبدالله

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.