مقالات وآراء

إعادة تدوير الطبقة السياسية// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

إعادة تدوير الطبقة السياسية

حسن الخفاجي

13/1/2018

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 برع السومريون باختراعاتهم التي سجلت اسبقيتها حصراً بحضارتهم: منها  الكتابة، والعجلة، والمحراث، والتعليم . القيثارة السومرية الرمز الفني الخالد تثبت ان الانسان السومري كان راقياً وبارعاً بتنظيم أوقاته. كان للموسيقى دوراً في سلم الحضارة السومرية وكانت مصاحبة للمناسبات الاجتماعية والاحتفالات الدينية، لكن اختراعاً سومرياً واحداً ظلم على الرغم من تاثيره المباشرة على حياتهم اليومية، وظل مجهولاً دون ان ينتبه اليه المؤرخون. كان السومريون رواداً  في الحفاظ على البيئة، لأنهم تمكنوا من تدوير  فضلات مزروعاتهم وحيواناتهم والاستفادة منها. استعملوا فضلات الأغنام سماداً، اما الأبقار والجاموس فقد تمكنوا من تدوير فضلاتها بعد خلطها بالقش وتجفيفها وجعلها على هيئة أقراص وحصلوا منها على مادة استعملوها وقودا، تسمى شعبيا بـ(المطال). الغريب ان اكتشاف النفط -الذي اصبح بلاءً على العراقيين- لم يؤثر على اختراع السومريين وظل اغلب اهلنا  في قرى الجنوب والفرات يستعملون (المطال)  الذي اخترعه اجدادهم  قبل خمسة الاف سنة لغاية الآن!.

 

لقد كان السومريون أول من عمل بفكرة تدوير النفايات ليأتي الغربيون بعد آلاف السنين ويسيروا على خطى السومريين ويدوروا نفاياتهم.

 

هل يعجز أحفاد السومريين ان يدوروا معظم الطبقة السياسية الفاشلة والفاسدة، مثلما استطاع أجدادهم تدوير حتى فضلات الحيونات.

 

في خطاب له في ملعب الكشافة في اول اعوام انقلاب البعث المشؤومة في عام ١٩٦٨ قال صدام: (جئنا لنبقى). استمدت الطبقة السياسية الفاشلة الحاكمة من صدام ونظامه الكثير من عيوبه وسقطاته، لكن اهم ما أخذته تلك الطبقة من صدام هو  تبنيهم لشعار (جئنا لنبقى) وجعله واقعاً.

 

واهِم من يتصور ان تغييراً كبيراً او انفراجاً سيحصل بعد الانتخابات القادمة، لأن الطبقة السياسية- الفاسدون واللصوص منهم على وجه الخصوص ومن كل الأطراف- فرضوا برنامجا انتخابياً يبقيهم في الصدارة، لذلك يصعب التغيير الشامل. الأمل بالتغيير الجزئي  النوعي يبقى وارداً عبر المشاركة الواسعة بالانتخابات، لأن مقاطعة الانتخابات تعني حصول كارثة اخرى، لأن الفاسدين حَسِبوا حساب فوزهم بواسطة: مَن فسد والمرتشين ومَن يبيعون اصواتهم، كل هؤلاء سيذهبون  للانتخابات حتماً ويصوتون مجدداً لأولياء نعمتهم.

 

 عدم التصويت لكل رموز الفساد والهزائم واللصوصية.

 

 عدم التصويت لمن اثبتت الأيام انهم وأحزابهم لم يَثبِتوا على موقف وظلوا ممسكين بمطامع عصا السلطة  من طرف، وللتسويق اعلامياً ،فانهم يظهرون بين الحين والآخر وقوفهم مع الشعب ومطالبه .

 

عدم تجربة المجربين الفاشلين الذي أقروا بفشلهم والذين اثبتت  التجربة في الفترة الماضية فشلهم.

 

اما وقد اقترب موعد الانتخابات فسيغيّر معظم الفاسدين جلودهم وخطابهم وسيتقربون من الشعب ويصبح الوقت مثالياً لإطلاق الوعود الكاذبة، حينها سيكون من الواجب علينا  ان نغلق نوافذنا وابواب سمعنا امام أكاذيبهم .

 

لأنهم يعرفون انهم لصوص لذلك سيكون شعار محاربة الفساد شعار الأغلبية وهم فاسدون ، لأننا لم نر اي من الفاسدين الكبار حوسب او تمت محاكمته ومعظمهم داخل العراق. نرحب بالجهود المبذولة لجلب حرامية الخارج.

 

من سننتخب ؟.

ننتخب من لم تلوثهم المناصب، ممن هَزموا داعش والارهاب، ومن اثبتت السنوات السابقة تطابق افعالهم بأقوالهم، من حاربوا الفساد وأستجوبوا الفاسدين وأقالوا البعض منهم وفضحوا المتخاذلين .هذه الشريحة على الرغم من قلتهم حيث لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، لكن صوتهم ومواقفهم المشرفة كانت الاقوى .

 

للإجابة على السؤال: هل بإمكاننا تدوير البعض من الطبقة السياسية على الرغم من  القانون الانتخابي السيء؟.

 

 نعم نستطيع ان ندور البعض: نعزل الفاسدين ونقاطع قوائمهم، وننتخب الجيدين  ونكون الشعب الاول في العالم الذي ينجح بتدوير الطبقة السياسية الفاشلة، مثلما نجح  اجدادنا وكانوا روادا بتدوير فضلات حيوانتهم!.  

 

 عن فن الحكم قال نابليون بونابرت: (فن الحكم يقتضي ان لا تدع الرجال يهرمون بمواقعهم).

 

كل ساسة الصف الاول هرموا وفشلوا وما زالوا يتربعون على صدورنا  .

 

(الحق الذي لا يستند الى قوة تحميه باطل في شرع السياسة) تشي جيفارا