اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (44)- محاولة توزيع المقام العراقي 1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعظمي (44)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

محاولة توزيع المقام العراقي

الجزء الاول

         في العام الدراسي 1988 - 1989 كنت طالباً في كلية الفنون الجميلة/ قسم الفنون الموسيقية وفي المرحلة الثانية، حيث كان درس الهارموني (البناء والتوزيع العمودي للاداء الغناسيقي) احد الدروس المهمة في هذه المرحلة , ومنذ البداية ، إنشدَّ إهتمامي بهذا الدرس، حيث وجدت ضالتي فيه كما بدا لي في ذلك الوقت ، اذ كان هاجسي الواعي وغير الواعي يتجه نحو تقديم شيء جديد للأداء المقامي، بعد ان قدمته اكثر من مناسبة مع الكورال رغم بقائه بصورة افقية في الاداء (مونو) الامر الذي شغل بالي طيلة هذه السنين حول امكانية تطوير غناء المقامات العراقية الى مستوى اكثر علمية واجمل اعدادا مما تم انجازه مع الكورال الافقي ذو الخط الواحد, ولكن كيف..!؟ كيف يتم ذلك..!؟ لا ادري..! فلم يكن في بالي امكانية التوزيع الموسيقي, خاصة وانني لم ادرسه بصورة منهجية بعد. وعليه تم اهتمامي بهذا الموضوع. فقد عاد تفكيري الجدِّي من جديد لعمل شيء ما في غنائي للمقام العراقي منذ المحاضرات الاولى لهذا الموضوع (الهارموني) في قسم الفنون الموسيقية بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد, وعندما انتهت هذه المرحلة, كانت فكرتي قد تبلورت بصورة اكبر واوضح وبدأت اكتب واحاول الكتابة العمودية بامكانية لا تتجاوز خبرة سنة دراسية, وعندما بدأ العام الدراسي الجديد والمرحلة الثالثة من دراستي، الذي كان من ضمن منهاجه الدراسي موضوع الكونترابوينت (تقابل الاصوات ببناء عمودي موزع) استقرت الفكرة تماما في ذهني بعد ان بدأت محاولاتي الاولى فيها منذ العام الماضي في المرحلة الثانية من الدراسة، التي كان مفادها, توزيع المسار اللحني للمقام العراقي عموديا..! وبذلك انصب اهتمامي بفهم هذا الموضوع العلمي في البناء الموسيقي كثيرا, وبصورة جدية كبيرة. ولابد لي ان اذكر هنا من باب الامانة، ان اول من درَّسنا في المرحلة الثانية في درس الهارموني هو د. طارق حسون فريد – رئيس القسم – ولم يبقى على تدريسه لهذه المادة العلمية اكثر من شهرين، حتى جاءنا الاستاذ المقتدر في هذا الموضوع الموسيقار عبد الرزاق ابراهيم العزاوي , وهو استاذي السابق ايام تلمذتي في معهد الدراسات النغمية العراقي مطلع السبعينات..

        وفي المرحلة الثالثة عندما بدأنا ندرس الكونترابوينت، كان استاذنا فيه هو حمدي قدوري, وخلال الدراسة بدأت افهم بعض كوامن هذا العلم الموسيقي المهم, فوجدت من المناسب ان استمر حتى بعد انتهاء المرحلة الثالثة، باكتساب المعرفة بهذا الدرس, لأن المرحلة الرابعة لا يوجد فيها دروس مماثلة بل دروس اخرى كالقيادة الموسيقية وغيرها, ولما كنت لم اكتفي بمعرفة كافية لهاتين المادتين  العلـْميـَّتين (الهارموني والكونترابوينت) من خلال مرحلتين فقط هما المرحلة الثانية والثالثة من الدراسة الاكاديمية, فقد كان ضالتي هو استاذي الفاضل حمدي قدوري الذي عرضت عليه اعطائي دروسا خصوصية في الهارموني والكونترابوينت خارج الكلية , وبسبب رغبتي الشديدة للمعرفة, فقد بدات دروسنا الخصوصية وانا لم ازل في المرحلة الثالثة, وكنت اصطحب استاذي حمدي قدوري بسيارتي الى بيتي من الكلية صباح كل سبت, حيث كانت الساعتين الاولى بالنسبة لي في يوم السبت شاغرة, وعندما نكمل الدرس نعود الى الكلية لاكمل بقية المحاضرات، ومن ثم اوصله الى بيته في منطقة السيدية البعيدة نسبيا عن منطقة الاعظمية. وبسبب لهفي ايضا للزيادة في المعرفة فقد استمرت الدروس الخصوصية هذه اكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة..! أي حتى بعد تخرجي من الكلية بسنتين تقريبا..!  والغريب انني لم اكن ارغب في معرفة الاخرين في الكلية والقسم في موضوع هذه الدروس الخصوصية..! وقد ارجِّح السبب, هو تجنبا من ادارة القسم, للمواقف الغريبة التي كنت اتوقع اتخاذها في مثل هذه الامور..!

         ومن الجدير بالذكر، ان الفكرة التي راودتني في شان توزيع المسار اللحني للمقام العراقي، من خلال دراستي لهذا العلم الموسيقي خلال سنتين من الدراسة في الكلية، ومن ثم الدروس الخصوصية التي كنت اتلقاها من استاذي الفاضل حمدي قدوري، كنت قد باشرت فيها منذ عام 1989 رغم الظروف القاهرة التي كان يمر بها بلدنا العزيز بعد العدوان الثلاثيني الغاشم بقيادة امريكا واسرائيل وبريطانيا مطلع عام 1991. الامر الذي مكـَّـنني بالتالي، من تحضير رسالتي العملية عند التخرج عام 1991-1992 في موضوع توزيع مقام البنجكاه (سلّمه رست) حيث اديته بصوتي منفردا مع الكورال من طلبة القسم بالاصوات الاربعة (الباص والتنور والآلتو والسوبرانو) امام اللجنة من اساتذة الكلية وبعض الفنانين المعروفين والجمهور الحاضر على مسرح قسم الموسيقى في الكلية , فضلا عن رسالة نظرية اخرى كانت حول التراث الغناسيقي في الاعظمية , وقد بقيت هذه الرسالة العملية , الوحيدة حتى هذا اليوم من حيث انها انجاز علمي جديد لم تكن له سابقة, منذ ان اسس قسم الفنون الموسيقية عام 1987 حتى يوم الناس هذا, وبناءً على ذلك, تم تكليفي من قبل الكلية للقيام بتدريس هذا العمل في قسم الفنون الموسيقية بعد تخرجي منها عام 1991-1992 . وقد استمر الامر الى اربع سنوات متتالية حتى اعتذرت من الاستمرار في التدريس لانشغالاتي الكثيرة..

        ومن ناحية اخرى, فقد كنت خلال هذه السنوات مستمرا في هذه التجربة، حيث اكتب الخطوط الاساسية لمسارات لحن مجموعة من المقامات العراقية، ومن ثم اعمل على توزيعها هارمونيا وكونترابوينتيا، معرضا اياها على استاذي حمدي قدوري لوضع ملاحظاته او تصحيحه للاخطاء الواردة فيها، حتى وصل الامر ان طلب هو, الانتهاء من هذه الدروس الخصوصية باعتباري اصبحت في وضع يمكن فيه الاعتماد على نفسي في التوزيع حسب رايه. ولم يترك استاذي الامر هكذا, فقد كتب لي شيئا اشبه بالمقالة، بل مقدمة لكتاب كنت قد فكرت في تأليفه حول هذه التجربة الدراسية النظرية والعملية الرائدة، كشهادة منه وتوثيقا لها، وبالتالي هي مقدمة يمكن وضعها في كتاب اشرح واوضح فيه هذه التجربة مع الاستاذ حمدي قدوري. وأخيراً قدِّر لهذه التجربة ان تكون بعدئذ اطروحتي للدكتوراه، بعد ان كانت الحداثة المقامية في القرن العشرين اطروحتي في الماجستير..! واعتقد من المناسب الان ان ادرج لك عزيزي القارئ الكريم هذه المقدمة التي كتبها استاذي الكريم حمدي قدوري. الذي غادر العراق منتصف التسعينات الى فرنسا بلد زوجته الفرنسية، واصبحت الرسائل الورقية بيننا هي الاتصال الوحيد لمعرفة احوالنا، حتى آخر رسالة اعتذر فيها عن الاستمرار لكبر سنه، واصبحت لا اعرف شيئا عنه، والارجح انه توفي في باريس حسب بعض الاخبار التي اشارت الى ذلك رحمه الله رحمة واسعة..

 

وللذكرى شجون

 

نهاية الجزء الاول

 

اضغط على الروابط

مقام الكرد لحسين الاعظمي

https://www.youtube.com/watch?v=KMfvWU0IUbs

 

كرد آخر عام 1977

https://www.youtube.com/watch?v=HeMFNbz1pi8

اغنية مني شبدة

https://www.youtube.com/watch?v=Hhbc86b3N64

 

 

حسين الاعظمي والفرقة الموسيقية من اليمين محمد قمر ووسام العزاوي ونصير شمة وستار جدوع ومحي مجيد عام 1985

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.