اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

النظرة الشرقية// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

النظرة الشرقية

مارتن كورش تمرس

محامي وقاص

 

العديد منا نحن الشرقيون المقيمين في دول أوربا، حينما نتسوق أو نحن على متن حافلة لنقل الركاب أو في مقهى عائلي (كوفي شوب) أو قد خرجنا للتنزه... إلخ. ترى الرجل من بيننا حتى لو كان مع زوجته، لا تستقر له رقبة ولا يسكن له رأس، بل ترى رقبته تتحرك يميناً وشمالاً، ورأسه يدور إلى جميع الجهاة كأنه قد ركب بدله راداراً. لو سألته زوجته عن سبب إلقائه بنظراته العديدة والمتعاقبة على كل إمرأة تمر من أمامهما أو من جانبهما أو تقابلهما وفي هذه الأخيرة تراه يدور بقامته ورأسه إلى الخلف وهو ينظر إلى التي مرت تواً من أمامه؛ يجيبها بكل حيلةٍ:

 

- أشبه بها.. أ أ أتصور أنها موظفة في دائرة أ أ أ...

 

كيف إذا كان الفصل صيفاً؟ تراه لا يُفَوِت نظرة على نفسه وهو يحترق شهوة ويتحصر ويلعن ويشتم... نفس الرجل ينتقل إلى دولة أوربية أما عن طريق اللجوء أو وفق عقد عمل تراه يمارس نفس التصرفات التي تعلمها في الشرق. وقد نسي بأن زوجته ما عادت تلك المسكينة التي كانت فاقدة للقوة والحيلة. ففي دول أوربا تجد المرأة الدولة نصيراً لها وقد فتحت لها ولفلذات كبدها ذراعيها مادياً ومعنوياً لتحتضنها مع أولادها من بعد أن تم طلاقها من زوجها الذي لم يسعى لتغيير سلوكه. بل ظل على نفس تصرفاته لا يحترم زوجته بل يهينها ويمارس العنف ضدها، لذلك تجد نفسها لا تقوى على تحمله فتترك بيت الزوجية وتهرع لتطرق باب بلدية المدينة الأوربية التي تقيم فيها. وتجد هذه الأخيرة لا تتأخر عن توفير الشقة السكنية للمرأة الشرقية وأولادها وهي تغدق عليهم بكل مخصصات المعيشة وتوفر الرعاية الإجتماعية والصحية ومصاريف التنقل، والتربية التعليم والمأكل والمشرب.

 

لست هنا لكي أدافع عن المرأة وأنما لكي أنبه الرجل الشرقي وأحثه على تغيير أفكاره لكي تتغير تصرفاته فيحافظ على زوجته وأولاده. فالمرأة التي أقترن بها سنيناً طويلة وعاشت معه في السراء والضراء (على الحلوة والمرة) ليس من العدل أن يتجاوز عليها في بلد الغربة ولا يحترمها لأن جمالها لا يصل إلى مستوى جمال المرأة الغربية. قد نسي أن الأخيرة قد وفرت لها الدولة الأوربية كل متطلبات الحياة منذ ولادتها بل وهي لم تزل جنيناً في رحم أمها إلى أن بلغت سن الرشد. المرأة الأوربية لم تعش حصاراً ولم تر ظلماً  ولم تجع ساعة ولم تُغصب من قبل زوجها على ما لا تريده ولم تُهن من قريب أو بعيد. أما الشرقية التي عاشت الظلم منذ فتحت عينيها على وجه الحياة، لتعيش حياتها مسلوبة الحقوق ومحملة بالواجبات ومحرومة من كل جديد. يا رجل كن مخلصاً وأحب زوجتك وأرعى أولادك وأترك كل نظراتك السيئة بل أغلق عينيك عن كل نظرة حبلى  بالشهوة الجنسية (فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.)"متى5: 29" التي أنستك أقرب الناس إليك وهي زوجتك شريكة حياتك رفيقة عمرك. لطفاً لا تنس أنك لست مراهقاً. هيا كن عادلاً، محباً، طيباً وسفيراً لبلدك في بلاد المهجر.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.