اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

العراقي الطائر// يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

          الكَلامُ المُباح (155)

العراقي الطائر

يوسف أبو الفوز

 

حين وصل جليل وزوجته كنا مشغولين بمتابعة تقرير مصور طريف يعرضه التلفزيون عن  الاسماك الطائرة . استغربت سكينة من وجود خمسين نوعا من الاسماك التي تطير، وهي لا تعتبر طيورا وانما اسماك تستطيع القفز من الماء والطيران باستخدام زعانفها أذ تضربها بالماء بقوة وتقفز ثم تفردها فتتحول الى اجنحة تحمل اجسامها الصغيرة وتجعلها تحوم لعشر ثوان في الهواء وتعود ثانية للماء لتضرب ثانية بقوة وتقفز وهكذا. وشرح التقرير بان هذا النوع من الاسماك  يضطر لحيلة الطيران هروبا من الاعداء ، فعند اقتراب عدو منها تخرج من الماء وترتفع في الهواء على ارتفاع يصل لمتر ونصف المتر وتحوم في الهواء وتكرر طيرانها للابتعاد عن اعدائها. التقرير بين ان حيلة الاسماك للهروب من الاعداء في الماء والطيران في الهواء يقودها الى اعداء جدد ، اذ تكون مختلف انواع الطيور بأنتظارها لتصطادها، ناهيك عن الانسان الذي استطاب لحوم بعض اصناف هذه الاسماك .

ومع بدء الحديث في شؤون الساعة عرّج جليل للحديث عن التحالفات الانتخابية  في الساحة السياسية في البلاد وخروج اسماء معينة من تحالفات والانضمام لتحالفات اخرى ،وحركة التحالفات بين الكتل والأحزاب وبعض الانشقاقات ، وكل ذلك استعدادا لخوض الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في ايار المقبل. والجميع بدأ بتقديم الوعود للمواطن العراقي، بان يجعل حياته جنة على الارض .

كان جليل يكرر بأن الوعي الانتخابي عند الناس هو الكفيل بأن يفهم بأن حياته ستسمر مثلما كانت ان لم تصبح اسوأ ان لم يقم بأختيار البديل المناسب، القادر على تجاوز سياسة المحاصصة الطائفية وعلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، وهو البديل الذي يهتم بانجاز برنامجه الانتخابي بدل الانشغال في تكرار اطلاق الوعود .

وكعادة صديقي الصدوق ابو سكينة ، بان لا يفوت شيئا الا ويربطه بالاوضاع بالعراق ، اطلق ضحكة وقال : شفتوا هذا السمك الطاير ، شكله حلو وطيرانه يفرح الروح بس  الله يكون بعونه لان حاله مثل حال المواطن العراقي، محير وعذابه ما يخلص ، هذا السمك المسكين يطير بالهواء تاكله الطيور، ينزل الى الماء تاكله الاسماك الكبيرة ، والعراقي طول هذه السنين محير، كل الذين انتخبهم لم يوفروا له الامان وشيء من الوعود التي اطلقوها، واكلوا كل حقوقه وحياته، وما عليه الان اذا يريد يعيش الا ان يختار بديل يخرجه من دوامة المحاصصة وطلايبها ، البديل الذي هو ضد المحاصصة الطائفية قولا وفعلا ، والا راح يظل طول عمره مثل هذا السمك، محير ومهددة حياته ومستقبل اطفاله ،  لا هو حاط ولا هو طاير.

*  طريق الشعب العدد 132 السنة 83 الأثنين 19 شباط 2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.