مقالات وآراء

2018 مرحلة جديـدة من التحديـات// إياد السامرائي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

2018 مرحلة جديـدة من التحديـات

إياد السامرائي

الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي

 

لا شك ان العراق اليوم يمر بمرحلة جديدة ، ولكنها مرحلة لن تتضح ملامحها الا بعد تشكيل حكومة جديدة نتيجة الانتخابات البرلمانية القادمة بعد شهرين من الان.

 

بعد خمسة عاما على الاحتلال الامريكي للعراق، تحقق انجازان اساسيان وينتصب امامنا ثلاثة  تحديات اساسية.

 

اما الانجازان فهما :

      الاستقلال الكامل فلا هيمنة امريكية ، ولكن صداقة وتعاون .

      والقضاء على الارهاب بشكل لم يتحقق مثله طوال الاعوام السابق .

 

والى ان وصل العراق الى هذه المرحلة ، اجتاز الكثير من الصعاب ، والحروب الداخلية ، وفساد الادارات، وتنامي النزاعات الطائفية والقومية ، وهي صعاب وان تراجعت فلا زالت جذورها قائمة ويتبرأ الجميع منها.

 

اما التحديات القادمة فهي :

بناء دولة ذات اقتصاد مستقر ينمو بوتائر متصاعدة ، فإن نمو الاقتصاد سيعالج الكثير من التوترات التي نراها كل يوم ، فالشعب وصل الى مرحلة ما قبل الانفجار لولا انه لا يريد تضييع بهجة الانتصار على الإرهاب ، وعلى الساسة كافة الانتباه لذلك ، وقد رأينا صيحات الغضب تحيط بالقيادات السياسية كلما زاروا منطقة شعبية ، وهو امر يجب ان ينبهنا إلى هذه الحقيقة .

 

العراق بإمكاناته يستطيع تحقيق نهضة اقتصادية جبارة كل مقوماتها موجودة ولكنها تحتاج الى ارادة وخطة وحسن تنفيذ.

 

اما التحدي الثاني ، وانطلاقاً من استقلال الارادة السياسية العراقية، فيتمثل في بناء علاقات صداقة وتعاون بينه وبين جيرانه دون استثناء، وبينه وبين دول العالم الاخرى سواء كانت قوى عالمية او اقليمية.

 

العراق اليوم محط انظار الجميع ، وهو واحد من اهم بلدان المنطقة ، ولكن ابناءه وسياسيوه لم يقدّروا بعد مكانته التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية ، فأجدهم ينزلونه دون ما يستحق ، وهم  يتغنون به في الاحتفالات دون ان ينعكس ذلك على السلوك الشعبي او الرسمي!.

 

العراق بإمكانه ان يكون دولة ملء السمع والبصر ، ولكن لابد من تجاوز آثار الماضي ، ومآسيه عبر مصالحة وطنية شجاعة ، وسياسة خارجية متوازنة ، وحملة حقيقية ضد الفساد ، فان عجزت الدولة عما فات فلا اقل مما هو ات .

 

أما التحدي الثالث ، فيتمثل في معالجة أزمة الهوية الوطنية المستندة على قيمنا الاسلامية وهذه من اعقد القضايا .

 

نحن ندرك ان الصراعات الطائفية وسيطرة الفكر الداعشي على مدى اربعة سنوات ولد فيما يقابله ردة فكر متطرف ضد قيم المجتمع التقليدية وخاصة عند الاجيال الجديدة ، وساعد عليها شيوع استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ، فمن يتمعن في المجتمع لا يجد هوية منسجمة له بل هويات متعددة .

 

وازمة الهوية هذه ولدت ازمة اعتقاد ، فتزايدت حالات التمرد على قيم الدين وقيم الاخلاق الى درجة مؤلمة جدا ، وتتحمل التيارات الاسلامية المسؤولية الاولى في الوصول إلى هذه النتيجة ، إذ فشلت في تقديم النماذج والقدوات  ، وفي الحقيقة إن تحدي القيم والهوية خطره في المقام الاول على هذه التيارات ، مما يدعوها الى وقفة جادة مشتركة لمعالجة سلبيات هذه الظاهرة او احتوائها .