اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

كيف يريد بحر العلوم تفكيك العراق بـقانون شركة النفط الوطنية؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

الموقع الفرعي للكاتب

كيف يريد بحر العلوم تفكيك العراق بـقانون شركة النفط الوطنية؟

صائب خليل

22 آذار 2018

 

في مقابلة مع مجلة "تقرير نفط العراق" بتاريخ 7 اذار 2018 رد أحد أقوى دعاة قانون "شركة النفط الوطنية" وعرابيه، عضو لجنة النفط والطاقة النيابية عن المجلس الأعلى، الدكتور ابراهيم بحر العلوم، عن سؤال حرج حول احدى مواد القانون الخطرة بما يلي:

"إذا قررت البصرة أن تكون مستقلة غدا وأن تبيع نفطها وغازها بدون شركة النفط الوطنية العراقية، ... إذا قرروا ذلك، جيد، فهذا قراركم، لكنك لن تحصل على حصتك في هذا الصندوق. لن يتلقى سكان البصرة ذلك، لأنك لا تقدم النفط والغاز إلى شركة النفط الوطنية العراقية."

بحر العلوم يستند إلى نص في القانون يحرم مواطني المحافظات والأقاليم التي تمتنع عن تسليم نفطها إلى شركة النفط الوطنية، من حصتهم في "صندوق المواطن". ويبدو لأول وهلة بأن هذا الرد "منطقي" وانه سيردع البصرة او غيرها عن الاستقلال. وأهم من ذلك فهو يدغدغ مشاعر الظلم التي بنتها كردستان داخل العراقيين الآخرين من خلال عدم تسليم نفطهم وبقاء استلامهم للحصص النفطية في كثير من الأحيان.

 

لكن الحقيقة الخطيرة التي تختفي بين السطور تختلف عن ذلك تماما. فقد كشفت دراسة ثانية قدمها الأستاذ احمد موسى جياد، ان هذا الرد يكشف أن في نص القانون تحفيزاً مبيتاً للبصرة لكي تطالب بالاستقلال الاقتصادي كما فعلت كردستان.

فكل ما يحتاجه دعاة استقلال البصرة، وهم ناشطون منذ وضعت اميركا بساطيلها على ارض العراق، هو ان يعدوا سكان البصرة بأنهم سيؤسسون "صندوق مواطن" خاص بالبصرة، ويقدمون لهم نفس النسبة التي تقدمها "شركة النفط الوطنية"، وانهم سوف يحصلون على ما يقارب عشرة اضعاف ما يحصلون عليه من صندوق شركة النفط الوطنية!

ومن الطبيعي، ان لا نتوقع ان في النية تسليم تلك المبالغ بالفعل إلى سكان البصرة في النهاية، إلا أن النقطة قوية جداً إعلامياً، وسيكون الحافز لاستقلال البصرة اقتصاديا، كخطوة أولى لاستقلالها عن بقية العراق، عارماً بين سكان البصرة، ويصعب مقاومته، بل أن استقلالها سيكون أمراً حتمياً! فما الذي يكلفها ذلك الطموح؟ لا شيء على الإطلاق حسب ما يستنتج من قول بحر العلوم!

 

إن الانفصال الاقتصادي وتصدير النفط بشكل مستقل، عمل لا دستوري، ويفترض ان يخشى من يسعى اليه او يدعو اليه، عقوبة قانونية قاسية تليق بمن يسعى لتمزيق البلد، لكن بحر العلوم يطمئن من يريد ان يفعل ذلك بأن عليه ألا يخشى مثل تلك المحاسبة، وبأن أقصى ما ينتظره ليس سوى حرمانه من المبلغ التافه، والذي حسبناه في المقالة السابقة بـ 36 دولار في العام. وهذا سيعوض بمبلغ أكبر بكثير في حالة البصرة والمحافظات المنتجة للنفط.

لذلك فان بحر العلوم في الحقيقة يدعو بين سطور رده، سكان البصرة إلى الاستقلال ويغريهم به! بل ربما يتم منذ الآن الترويج لمثل ذلك سراً او علنا، والطريق ممهدة له. فشيخ "القوة المجتمعية" التي اثنى عليها رجل المجلس الأعلى الآخر عادل عبد المهدي، لإنجازها “العظيم”، يعمل في شركة نفط البصرة وكذلك العديد من اتباعه الشديدي الطاعة له. ولن يعدم هذا ان يستخدم قدراته وخبرته بعد دخول القانون حيز التنفيذ، في دعوة ثانية مباشرة إلى استقلال البصرة. وسيكون خطابه سهلا: لم نحصل على شيء يستحق الذكر من "صندوق المواطن"، لأننا ندفع حصة بغداد وذي قار وميسان والكوت والانبار.. الخ. وسيرفع بدلا من شعار "للشعب حق في ثروته النفطية" شعار "للبصراوي حق في ثروته النفطية". وسيهوس له نفس القطيع ويسحب نفسه عادل عبد المهدي وبحر العلوم، فقد اوصلوا المشروع إلى نقطة اللاعودة...فالباقي تحصيل حاصل. 

عندما يتحقق هذا السيناريو، فطبيعي أن ما يستلمه سكان بقية محافظات العراق، مثل ميسان وذي قار وواسط سوف يهبط عند انسحاب البصرة، إلى لا شيء تقريباً، خاصة إن لحقت بها كردستان ومحافظات أخرى. إن عادل عبد المهدي وبحر العلوم وعدنان الجنابي وشلة النفط والطاقة البرلمانية ومن يقود عصابة "القوة المجتمعية" لا يبدون أبداً أي اهتمام كما يبدو بحال "المواطن" ولم يتساءلوا عن خطورة هذه التداعيات عليه.

لا يقلقهم أيضاً أن المشروع ذاته، والذي طبل هؤلاء له كأعظم انجاز، سوف يسقط! فبدون البصرة، سوف تفلس شركة النفط الوطنية نفسها ويفلس معها المواطن وصندوقه، ولن تجد "الأجيال" فلساً واحداً في صندوقها.

بل لا يقلقهم أن العراق نفسه كدولة، سيصاب بضربة لن يشفى منها أبداً، وعندها لن يجد المواطن حتى ما يأكله، ولن تجد الأجيال وطناً تسكنه!

لكن هذا لا يهم... فالمشروع سيكون قد نفذ الغاية التي صمم من أجلها، وأنجزت هذه المجموعة، المهمة المكلفة بها على أحسن وجه، وحصلت قياداتها على مكافأتها المجزية، أما الباقين فسوف يكتشفون حماقتهم بعد فوات الأوان. 

 

أحمد موسى جياد: قانون شركة النفط الوطنية العراقية يشرعن تفكيك العراق ويقضي على الشركة ذاتها

https://www.iraqakhbar.com/901518

 

 نشرت المقالة: كيف يريد بحر العلوم تفكيك العراق بـقانون شركة النفط الوطنية؟

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/1759552820768446

 

مقالات أخرى للكاتب حول الموضوع:

مجلس النواب يصوت على قانون يتيح لأميركا تجميد ثروات العراق!

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/1756506127739782

نقاط مناقشة لقانون شركة النفط الوطنية صائب خليل...

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/1757627147627680

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.