اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الى حيدر العبادي: من يستلم الرشى يقدم استقالته// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

  

الى حيدر العبادي: من يستلم الرشى يقدم استقالته

سعد السعيدي

 

على صفحتها الخاصة في الفيس بوك نشرت الناشطة بيداء حامد رابطا لتقرير المفتش العام الامريكي حول اولى تراخيص النقال في العراق عام 2004. وكان العنوان الذي اختارته لمنشورها هو " ماذا يعني أن يكون رئيسك .. لصاً؟ ".

 

في خضم غضبها وضعت الناشطة بيداء تعليقا يشكل الاجابة على السؤال الذي وضعته. نعيد نحن وضع تعليقها هذا ادناه والذي نتفق معها به تماما مع رابط تقرير المفتش العام الامريكي اسفل المقالة.

 

اجابة الناشطة بيداء تقول: "يعني أن تنسى شئ أسمه "سيادة". يعني أن لا تنتظر أي قرار في مصلحة الشعب، يعني أن تتخلى عن أي أمل بإصلاح أو تنمية أو حياةٍ كريمة ... لكن لماذا؟

 

لأن الرئيس الفاسد هو أداة طيعة بيد من جاءوا به الى السلطة أجانباً كانوا أم محليين، وهو يخضع طوال فترته لإبتزازهم وتهديدهم له بالفضيحة والتشهير. هو ببساطة "مكسورة عينه" ولا يستطيع أن يرفعها بوجوههم!

 

هل سأل أحد نفسه عن سر إحتفاء كل الكتل بتنصيب العبادي؟ لماذا لم يستخدم العبادي التفويضات الكبيرة التي حصل عليها لمحاصرة الفاسدين؟ لماذا يهددهم بالاعلام ويحميهم على أرض الواقع؟ لماذا هرول فور تسلمه السلطة الى صندوق النقد الدولي واغرق البلد بديون هائلة ويرفض كشف عقودها للشعب؟ لماذا يسوق البلد عنوةً الى الخصخصة واقتصاد السوق، دون أن يكون وضع العراق مهيئاً لذلك؟ لماذا تُغلق المصانع وتُدمر الزراعة ويُحطم التعليم لدينا؟ لماذا يمرر قانون عفو يخرج الارهابيين بموجبه بدون عقاب؟ لماذا لا يُحاسب ضباط الجيش الخونة الذين انسحبوا من الموصل والانبار؟؟ ولماذا يسكت على الإعتداءات الامريكية المتكررة على الجيش العراقي والحشد؟؟

 

رغم انه لا وجود لجواب لهذه الاسئلة وغيرها، سوى أن العبادي مجرد رجل فاسد مطيع ينفذ أوامر تحطيم العراق بلا أدنى تردد أو ندم، الا أنها ليست فقط تخمينات منا، فهناك شئ آخر ..".

 

وتكمل بيداء في غضبها موضحة كما ادناه :

 

"تقرير قديم في عام 2004 أعده قسم "أمن التكنولوجيا الدولية" في وزارة الدفاع الامريكية، في إطار قضية أحد كبار المستشارين الامريكيين" دانييل سودنيك" المتهم باختلاس مئات الملايين من الدولارات من المبلغ المخصص لبناء منظومة الاتصالات في العراق، وردت فيه تفاصيل دقيقة تثبت تواطؤ المسؤولين العراقيين في تمرير العقود الفاسدة، وتلقيهم رشاوي وصلت احدها الى 5 مليون دولار استلمها وزير الاتصلات حيدر العبادي!!

 

أتمنى أن يطّلع جميع العراقيين على هذه الوثيقة ليدركوا حجم الخطر المحدق بالعراق والمسؤولية الملقاة على عاتقنا لحمايته، وليدركوا فداحة الخطأ الذي يرتكبوه بمقاطعة الإنتخابات وترك الامور لتسير حيث خطط لها ألد أعدائنا شراسةً وأشدهم تصميما على منع نهضتنا.

 

التقرير مكون من 120 صفحة، في الصفحات (9، 21، 22، 23، 25، 86، 101) تفاصيل لقاء العبادي في لندن بنجيب ساويرس الملياردير المصري ورئيس شركة أوراسكوم ومدراء الشركات الاخرى التي رست عليهم عقود التراخيص بعد ايام قليلة، وعن تنافس المسؤولين الامريكيين والعراقيين على هذه الغنائم ".

 

ينتهي هنا تعليق الناشطة بيداء.

 

لدى الاطلاع على الصفحات التي ذكرتها الناشطة بيداء يتبين بان ليس فقط العبادي هو من استلم الرشى حسب هذا التقرير الذي جرى تسريبه منذ امد طويل (وحيث يلاحظ صمت المذكور عليه فلم يبادر حتى الآن الى تكذيبه ولا الى رفع الدعاوى القضائية ضد ناشريه بتهمة التشهير). إنما قد وردت فيها اسماء اخرى ايضا مثل اسم ابراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة وعضو مجلس الحكم كمستلم هو ايضا للرشى بنفس الوقت مع العبادي. وورد كذلك اسم نظمي اوجي كمصدر لتلك الرشى ، واسماء اخرى مثل المدعوَين عدنان علي الكاظمي وشوان الملا بكونهما ناقلَي اموال الرشى للمستلمين اعلاه. وقد اثار انتباهنا في الصفحتين (22 و 118) ورود اسم مضر شوكت من حزب المؤتمر كاحد ممثلي شركات الهاتف النقال التي شاركت في التقديم لرخص إنشائه والتي كانت تعمل مع نظمي اوجي.

 

نتجاوز موضوع رشاوى الجعفري والمذكورين الباقين ونترك امرها للرأي العام العراقي لكي يقرر هو ما يلزم بشأنهم. إذ ان لدينا تساؤلات اخرى غير تلك التي عبرت عنها الناشطة بيداء.

 

تساؤلاتنا تتعلق بموقف المالكي من العبادي خلال فترة توليه رئاسة الوزراء حتى نهايتها. فقد يكون مفهوما سبب عدم تحرك المالكي على العبادي اثناء فترة الاحتلال. إذ كان الاخير يعمل كمظلة حماية لعملائه. لكن لماذا لم يتحرك عليه لاحقا بعد جلاء الاحتلال لإحالته الى القضاء اسوة بما فعله مع الهاشمي ؟ ام لعل انه كانت للمالكي حصة من الرشوة ؟

 

لدينا اسئلة ايضا حول ما جرى بعدها في مجلس النواب. نتساءل عما كان يعرفه المشاركون في مسرحية اعتصام النواب قبل سنتين من امر هذه الرشوة ؟ لماذا غضوا النظر عنها ولم يستخدموها لاقالة العبادي (هذا إن تجاوزنا مسألة صمتهم عليه منذ انسحاب حماته من قوات الغزو) لما كانوا يريدون فعلا محاربة الفساد كما كانوا يعلنون ، فتجاوزوها الى موضوع آخر باهت بما لا يقاس سمي يومها بحكومة الظرف المغلق ؟ الاجابة هو انهم كانوا على علم بامر الرشوة جيدا (خصوصا منذ تسرب رائحتها العفنة لحظة حدوثها) ، لتكون حقيقة تقاطعهم مع العبادي بعيدا جدا عن مسألة تورطه بالرشى هو الصراع بين كل هؤلاء اللصوص والجهات التي تحركهم على الغنائم من موارد الدولة والتي كان جزءها الاكبر بيد العبادي وشلته لا بيد هؤلاء. وهو ما يفسر لجوئهم الى القيام لاحقا بمسرحيتي استجواب زيباري والعبيدي بهدف الاستحواذ على حصص هاتين الجهتين وللضغط على العبادي نفسه على الاستجابة لهم اي المعتصمون ومن يحركهم ، دون دفعه للاستقالة على خلفية الرشوة الموثقة بتقرير المفتش العام الامريكي. كل هذا يضع هؤلاء المذكورون جميعا مرة اخرى من فاسدين ومرتشين في خانة الفساد الشديد في محاولاتهم إلتهام بعضهم البعض للاستحواذ على موارد البلد... بمعية مسرحية الاعتصام الهزيلة.

 

وطبعا ففضح امر الرشوة علنا معناه إقالة العبادي ومحاكمته ، وبالتالي انكشاف كل سرقات لصوص المجلس هم وغيرهم وفقدانهم كل ما حصلوا عليه من قوة ونفوذ وامتيازات. ومعناه ايضا انتخابات مبكرة لن تبقي على ايا منهم في اماكنهم لا هم ولا احزابهم مع التظاهرات التي كان يشتد ويتصاعد اوارها على ابواب منطقتهم المحمية.

 

ويبقى السبب الرئيسي في عدم اختيار الامريكان إلا هذا العبادي لترؤوس الحكومة بعد احتلال داعش لنصف العراق تقريبا هو انهم كانوا بحاجة لمن يأتمر بامرهم من دون نقاش كما اوضحت الناشطة بيداء. وطالما يبقى العراقيون جاهلون بما يجري وهو ما يريده كل هؤلاء ، والاهم مشتتين وغير متوحدين سيسهل على قوى الاحتلال التي اعادها العبادي الى العراق من فرض وصايتهم عليه واعادة فرض الفاسدين لرئاسة الوزراء.

 

ومع فساد العبادي الموثق هنا تكتمل كامل حلقة رؤوس الفساد في العراق. فسليم الجبوري رئيس مجلس اللصوص عليه اضبارة نشاط إرهابي. وفؤاد معصوم معروف بفساده حد الغثيان عدا عن تناغمه مع ارهابيين. وعلى رأس كل هؤلاء مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية الذي يغطي على الجميع بجرائمه وتاريخه المعروفين. وبهذا يبقون جميعا تحت طائلة الابتزاز لضمان استمرار الفساد في العراق حيث الكل الفاسد يغطي على فساد الكل.

 

لذلك نعيد توجيه المطالبة كما في العنوان الى حيدر العبادي: من يستلم الرشى يقدم استقالته. فليتفضل بتقديمها.

 

رابط المقالة :

http://cryptocomb.org/DoD-IG-Report-on-Iraq-Cellphone-Licenses-FOUO.pdf

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.