اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (78)- متفضلون 1و 2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 لقراءة مواضيع اخرى للكاتب, اضغط هنا

يوميات حسين الاعظمي (78)

 

متفضلون 1

       إنطلقت بدايتي الفنية على الصعيد الاعلامي، منذ بداية عقد السبعينات من القرن العشرين. وتعد هذه الفترة من سبعينات القرن الماضي بالنسبة لي، أخصب فترة تكوين لوجودي وظهوري كمغنٍ جديد لم يزل يخطو خطواته الاولى في عالم موسيقى وغناء المقام العراقي بالاوساط المقامية والغناسيقية في بلدي العراق بصورة عامة، وبداية تبدو جيدة نسبياً في التخطيط لمسيرتي الفنية، حسب ما كنت أمتلكه من فطرة وأحاسيس ومعرفة فتـيـَّة، إنطلاقاً من تجربة لم تزل بسيطة بطبيعة الحال زمنذاك. ولعل حظي الكبير إنني واجهت وتعاملت مع أناس كبار في المجتمع والفن والتجربة والمعرفة والاخلاق، قادوني وساروا  بي الى برِّ الأمان، والفضل كل الفضل لهم، وذلك هو الحظ العظيم..! وبقيت حتى يوم الناس هذا، تلميذاً لكل نصائحهم وتوجيهاتهم التي أصغيت إليها إصغاء التلميذ لأستاذه، والابن لوالده، كلما مررت بأي تجربة جديدة..! وسوف لم ولن أنسى مواقفهم النبيلة هذه ما حييت، ولعلني أستطيع بصورة مختصرة جداً، أن أذكر بعضاً من أسماء هذه الشخصيات، حيث يقف رنين جرس إسم استاذي في اللغة الانكليزية بمعهد الدراسات النغمية العراقي، أخي وصديقي المرحوم عبد الكريم عبد الرزاق العبيدي (ابن جيجو ، ابو رائد) الذي لم يتسنى لي الإلتقاء بأي شخص مثله، في عدد ما يمتلك من مزايا إنسانية، بمعنى الانسانية، حتى يوم الناس هذا، ليس في ثقافته المميزة أو علمه أو معرفته فحسب، وإنما في منظوره الحضاري الراقي لشتى أمور الحياة، وإحترامه للموسيقى والغناء، وحكمته التي لم تخطئ أبداً، وإنسانيته العظيمة التي أسبغ عليها مقاييس أقرب الى المثالية الحقيقية..! هو الذي شجعني في الفن والتبحر فيه، وهو الذي حثــَّني على التعمق في العلم والمعرفة، وهو الذي ساهم كثيراً بتقويم مسيرتي الفنية، من خلال آرائه الصائبة رغم انه غير متخصص بالموسيقى بصورة مباشرة، وهو الذي ذُهـِلَ عندما إستمع إليَّ لأول مرَّة في مقام الحجاز ديوان عشية الزيارة الشهيرة لأستاذنا محمد القبانجي الى المعهد يوم 11/11/1974 ، ومقامات اخرى بعدئذ، كالرست والنوى والخنبات وغيرها الكثير، فركز جل إهتمامه بتشجيعي وتقويمي. وهو الذي أهديته بصورة مباشرة، أخيراً كتابي المطبوع في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر الموسوم (الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) . وفاءاً وتقديراً واحتراماً لذكراه الخالدة..

 

       وفي الصورة كنتُ أغني مقام الرست مرَّة أخرى في إحدى حفلات فرقة التراث ببغداد منتصف السبعينات، وكانت في قاعة ابن النديم، ضمن بناية المكتبة الوطنية، المقابلة لوزارة الدفاع وسط بغداد، في هذه الليلة غنيت قصيدة تبدو خمرية، في منحى صوفي من قصائد الشاعر الكبير صفي الدين الحلي، وهذه هي القصيدة..

 

        خذ فرصة اللذات قبل فواتهــــــا

                                          واذا دعتك الى المدام فواتهـــــــا

        واذا ذكرت التائبين عن الطــــلا  

                                         لا تنس حسراتهم على اوقاتهــــا

        يرنون بالالحاظ شذراً كلــــــــما   

                                         صيغت أشعتها أكف سقاتهــــــــا

        كأس كساها النور لما أن بـــــــدا

                                         وصباح جرم الكأس من مشكاتها

        صفها اذا جليت بأحسن وصفها 

                                         كي تشرع الاسماع في لذاتهــــــا

        لولا إلتذاذ السامعين بذكرهـــــا  

                                        لغنيت عن أسمائها بسماتهـــــــا

        ذنب اذا عد الذنوب رأيتـــــــــه  

                                       من حسنه كالخال في وجناتهــــا

        راح حكت ثغر الحبيب وخــــده 

                                       بحبابها وصفاتها وصفائهـــــــــا

        فكأنما في الكأس قابل صفوهـا 

                                       ثغر الحبيب فلاح في مرآتهــــــــا

 

 

        لا أريد أن أتشعب بالموضوع، لأن الاصدقاء المتفضلين كثيرون وتفصيلات ذكرياتهم وأفضالهم عليَّ كثيرة، ولا تتسع مثل هذه الزاوية الصغيرة التي نتحدث فيها عن - حكاية هذه الصورة – للإيفاء بحق كل المتفضلين، وبالتالي يصعب الكتابة عنهم في هذا الحيـِّز من الكتابة، وسأكتفي بإسم آخر له علاقة مباشرة في موضوع موسوعتنا الثقافية هو........

والى موسوعتنا القادمة ان شاء الله

وللذكرى أثر عميق

 

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي مقام الحجاز ديوان

https://www.youtube.com/watch?v=sjdrJVCPTo4

مقام الرست

https://www.youtube.com/watch?v=4DjLXGVR_p8

 

 

متفضلون 2

        الموسيقار منير بشير، الذي بقي في فكري وخيالي ثابتاً راسخاً لا يتزعزع منذ أن إلتقيت به مطلع السبعينات. فقد بنيتُ له تمثالاً في ضميري، وفاءاً لذكراه الخالدة. هذه الشخصية التي قلبت موازين الثقافة والذوق الغناسيقي في العراق، منذ أن عاد من غربته مطلع سبعينات القرن العشرين بدعوة من الحكومة آنذاك..

 

       إن الحديث عن كل شخصية مميـَّزة عرفتها وعاصرتها في الفن منذ أن بدأت مطلع السبعينات، تحتاج الى كتاب أو أكثر من كتاب كي نفي حقها من التاريخ والانجاز. فالحديث عن شخصية بمستوى منير بشير، أمر يحتاج الى أكثر من كتاب اذا ما أردنا أن نعطي حق هذا الفنان الحضاري الكبير، فقد عاصرتُه في آخر خمسة وعشرين عاماً من حياته، أي منذ عودته الى بلده العراق حتى وفاته عام 1997. كيف يتسنى لي عزيزي القارئ الكريم أن أتحدث لك عن ربع قرن من التجربة الكبيرة مع رجل عملاق في الفن بمعنى الكلمة، وعملاق في رؤيته الحياتية ومنظوره الحضاري لشتى الامور في حيز صغير كهذا..!؟

 

       في النصف الاول من سبعينات القرن العشرين، كنت لم أزل مصارعاً وحائزاً على بطولة العراق في المصارعة الحرة والرومانية. وقد كنت قد بدأت أولى خطواتي الفنية في هذه الفترة من خلال مسرح مقهى المتحف البغدادي، وفي مرَّة من المرَّات من عام 1973 إستمع إليَّ المرحوم منير بشير وأنا أغني مقاماً رئيسياً لم يكن من المتوقع غناؤه من شاب في مقتبل عمره ومقتبل خطواته الفنية، لصعوبة أدائه وتعقيداته الشكلية التاريخية كفورم غنائي تراثي  Form . كان ذلك في الحفلة السنوية لأساتذة وطلبة معهد الدراسات النغمية العراقي، التي أقيمت في حدائق وكالة الانباء العراقية، الواقعة في شارع أبي نؤاس الشهير على نهر دجلة الخالد مطلع السبعينات. ومنذ ذلك اليوم بدأت حياتي الفنية فعلاً، حيث كان المرحوم منير في هذه الفترة مشغولاً بفكرة تأسيس فرقة فنية في غناء الفولكلور الغناسيقي العراقي ليجول بها العالم، وبمرور الوقت، إستطاع أن يقلب حتى موازين الأنظمة والقوانين، وأخرجني من خدمتي العسكرية الى وزارة الثقافة والاعلام..! في عملية اسطورية غريـبة لا يمكن أن تحدث في أي زمان ومكان إلا في حكايات ألف ليلة وليلة..! ورعاني منذ ذلك اليوم الرعاية الأبوية بمعنى الكلمة وفتح العالم أمامي، بل فتح أبواباً كثيرة كانت موصدة في وجه كل الفنانين العراقيين..! وبهذا كنتُ رائداً في هذا المجال بين أقراني المقاميين، بعد أن تأسست فرقة التراث الموسيقي العراقي، وأصبحتُ موظفاً رسمياً في دائرته، دائرة المستشار الفني التي أصبح إسمها بعدئذ دائرة الفنون الموسيقية، أي أنني  كنت أعمل معه بصورة مباشرة، وعليه كان تخطيطي لمسيرتي الفنية من خلال التجربة التي سرت بها مع هذا الرجل المعلـِّم، ناجحا بمقاييس عديدة..! فقد كنت أراه وأحسبه قدوة هائلة في الفن، مقـتـنعاً بتجربته وتفكيره ونصائحه ورؤيته دون تردد من حيث المبدأ..! وقد نجحتُ وأصبتُ كثيراً في حساباتي هذه، ولذلك كنت أتعظ بكل النصائح والملاحظات التي عشتها معه طيلة ربع قرن من الزمان..

 

       أعتقد أن الحديث عن هذا الموضوع يطول، ولي فيه مواقف أخرى أتحدث بها عن تفصيلات هذه التجربة النادرة مع فنان عراقي عربي لا يضاهى في كل تكوينه الفني..! في كتاب خاص أنوي إعداده بعون الله أسميته مبدئيا بـ (ربع قرن مع منير بشير) ..

 

وللذكرى أثر عميق

 

اضغط على الرابط

منير بشير تقاسيم على العود في الاردن

https://www.youtube.com/watch?v=d3bMnXv_fFA

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.