اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

المثلث الصعب من أقليم كوردستان// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

لقراءة مواضيع اخرى للكاتب, اضغط هنا

المثلث الصعب من أقليم كوردستان

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

18/7/2018

 

يبدو العنوان غريباً وربما بعيداً نوعاً ما عما هو الدارج والمؤلوف فمن الوهلة الاولى يسير بنا الطريق الى التفكير في الاشكال الهندسية ومنها المثلث المتعدد والمختلف في طول الاضلاع وحجم الزوايا.

 

ولكن الواقع فأن المثلث خرجت من عالم الرياضيات الى عالم السياسة والاقتصاد والجوانب الاخرى فمثلث برمودا المعروف ايضاً بأسم (مثلث الشيطان) هي منطقة جغرافية على شكل مثلث متساوى الاضلاع يقع في المحيط الاطلسي وهي منطقة معروفة من حيث المخاطر المزعومة و تعتبر النقطة الاعمق في المحيط وسميت بذلك الاسم نسبة الى جزر برمودا التي تبلغ عددها (300) جزيرة.

 

اما المثلث الاخر هو مثلث التنين الذي هو امتداد مائي كبير في اليابان يقع في المحيط الهادي مع اهتمام اعلامي اقل بها مقارنة بمثلث برمودا بسبب بُعد اليابان و قلة استخدام اللغة اليابانية في العالم.

 

و المثلث الثالث هو محور الشر الثلاثي (مثلث الشر) الذي اطلق على لسان الرئيس الامريكي جورج بوش في خطابه الذي القاه في 29 يناير 2002 ليصف حكومات كل من ايران و العراق و كوريا الشمالية بدعمهم للارهاب وتسعى لشراء اسلحة الدمار الشامل هذا الخطاب الذي كان اساساً لبدأ ما يسمى بالحرب على الارهاب فالمحور المشار اليه عبارة عن مثلث آخر يضاف الى المثلثات الاخرى وربما تأتي السياسة والاحداث بمثلثات اخرى من نوع جديد في طول الاضلع والرؤوس والاهداف.

 

ولكي لانذهب بعيداً فأن المثلث الجديد على الساحة السياسية العراقية هي من صنع القيادة الكوردستانية وخاصة السيد (مسعود البارزاني) رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليكون قاعدة لبناء العراق الجديد بعد تحريرها عام 2003 هذا المثلث تم رسمها بثلاث اضلاع متساوية في الطول وعند رأس كل زاوية كلمة واحدة بسيطة في حروفها كبيرة في معناها ومثمرة في تطبيقها وهذه الكلمات هي (التوازن – الشراكة – التوافق) وهذا نابع من ماعاناه الشعب الكوردستاني على ايدي الانظمة العراقية المتعاقبة من اضطهاد واقصاء وتهميش.

 

ان رفع هذا الشعار من قبل القيادة الكوردستانية للتعامل مع الحكومة الاتحادية لم تكن وليدة اليوم وانما ولد من رحم المعاناة وقطرات دماء الضحايا ودموع الاطفال والامهات ونضال الشعب بأكمله ومن جانب اخر نابع من ايمان الشعب الكوردستاني وقيادته بأن اوضاع العراق لايمكن ان تستقر وتشهد التقدم والازدهار إلا بتطبيق هذا المثلث الصعب فكراً وممارسةً ايماناً وعملاً بحيث كلما ابتعدت الحكومات العراقية عن المفاهيم الثلاثة كلما كانت احوال الشعب العراقي اكثر سوءً وأقل تطوراً ونمواً وانسب حاضنة للارهاب ان تعيش فيه.

 

ان المثلث المذكور بمفاهيمها المتواضعة صعبة في التطبيق ولانلمس لها الوجود على ارض الواقع وان صعوباتها ترجع الى الاسباب التالية:

-      ان مطلب او شرط التوافق والتوازن والشراكة الحقيقية كان مطلباً قديماً للحركة التحررية الكوردستانية منذ تأسيس الدولة العراقية وان كان بعبارة اخرى التي هي (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان) ولكن الحكومات المتعاقبة لم تكن لديها الاستعداد بتطبيق المطلب لعدم ايمانها به ومحاولة كل منها بالتفرد بالحكم واتخاذ القرارات.

-      جرت محاولات حثيثة بعد عام 2003 لتأسيس عراق مدني ديمقراطي اتحادي على مبدأ التوازن والتوافق والشراكة بين مكونات الشعب وبدأت بوادرها تلوح في الافق بمجلس الحكم وصياغة الدستور لعام 2005 وخلال سنوات قليلة شهد العراق نوعاً من الاستقرار الامني والسياسي ولكن سرعان ما ندموا انحدروا منها ليدخل البلاد الى حرب اهلية ويليه عمليات ارهابية متكررة وسيطرة داعش.

-      ان القيادة الكوردستانية وشعبه على قناعة تامة بأن قبول المثلث الصعب يكون لفترة قصيرة وبعدها ترجع الى ما كانت عليها سابقاً لأن المشكلة في العقلية الحاكمة وليس في الوجوه والاسماء والتجارب السابقة تبرهن ما ذكر أعلاه, اذن مسلسل المثلثات لا تنتهي فما ان تختفي احداها لتبدأ اخرى بالظهور.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.