مقالات وآراء

قوات الأمن تتعمد مهاجمة المتظاهرين السلميين بنفس وقت تعطيل الإنترنت// ترجمة سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ترجمة سعد السعيدي

 

تقرير منظمة العفو الدولية حول التظاهرات في العراق:

قوات الأمن تتعمد مهاجمة المتظاهرين السلميين

بنفس وقت تعطيل الإنترنت

منظمة العفو الدولية*

ترجمة سعد السعيدي

 

علمت منظمة العفو الدولية أن المتظاهرين السلميين في جنوب العراق وبغداد يخشون من قيام السلطات بتعمد تعطيل الإنترنت قبل هجوم قوات الأمن وفتح النار عليهم.

 

وقد أخبرت مصادر موثوقة المنظمة بانها تعتقد أنه قد قطع الاتصال بالإنترنت لمنعهم من مشاركة الفيديوات والصور الخاصة بالقوة المفرطة وغير الضرورية التي تستخدمها قوات الأمن. ومن ضمن هذا استخدام الذخيرة الحية في المدن في المحافظات الجنوبية للبلاد ، في البصرة خصوصاً.

 

وقالت لين معلوف نائبة مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا : "نحن نراقب عن كثب الوضع المتصاعد في جميع أنحاء جنوب العراق ونشعر بالقلق الشديد من التقارير التي تفيد بأن قوات الأمن تضرب وتحتجز المتظاهرين السلميين بشكل تعسفي وحتى تطلق النار عليهم.

 

إن تعمد تعطيل الإنترنت هو تقييد مثير للقلق للحق في حرية التعبير ويشير بقوة إلى أن السلطات تريد اخفاء شيء ما. نحن نخشى من أن يكون هذا التعتيم متعمدا لإعطاء تفويضا مطلقا لقوات الأمن لقمع النشطاء السلميين بعيدا عن امكانية توثيق افعال هذه القوات ومحاسبتها".

 

وقال مصدر في بغداد لمنظمة العفو الدولية : "عند قطع الإنترنت ، يتعرض الناس للضرب والقتل لأننا لا نستطيع تحميل المعلومة للشبكة. يعرف العراقيون الآن قيمة الإعلام الاجتماعي. إذ اننا بحاجة له لرفع صوتنا".

 

وقال رجل يبلغ من العمر 21 عاماً من قضاء الزبير غرب مدينة البصرة ، لمنظمة العفو الدولية بانه قد انضم إلى مظاهرة يوم الأحد 15 تموز للاحتجاج على استمرار غياب فرص العمل في المنطقة. وقال إن أحد أفراد قوات السوات العراقية واجه المتظاهرين وبدأ باطلاق النار عليهم قبل أن يطاردهم ويضربهم.

 

واضاف : "لقد أرادوا ضرب الجميع ولم يتركوا أحداً بدون إصابات. وقد اصيب شخص برصاصة في ساقه ورأيت آخر ينزف من عينه. وبينما كنا نتراجع أمسك بي أحدهم [من السوات] وضربني آخر. وعندما قاومت لابتعد عنهم ، رمى هراوته علي ّ وكسر ذراعي. لقد قطعوا الإنترنت ليتمكنوا من ضربنا".

 

وقال ناشط آخر في مجال حقوق الإنسان في بغداد : "لقد تجاوز هذا الآن الماء والكهرباء ، انهم يريدون كسرنا. إنهم يهينوننا. هل يوجد أسوأ من الاختطاف والتعرض للضرب والتكسير ثم الرمي على قارعة الطريق ؟ نحن لم ندعُ للعنف. نحن مسالمون".

 

في الأسبوع الماضي أبلغ شهود في محافظة البصرة منظمة العفو الدولية بأن قوات الأمن تستخدم الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين. وقد لقي ثمانية أشخاص على الأقل حتفهم في الاحتجاجات حتى الآن وفقا لوزارة الصحة العراقية. وأفاد شهود أيضاً بتعرض متظاهرين سلميين للضرب بالهراوات والكابلات والخراطيم البلاستيكية في محاولات لتفريقهم.

 

في بغداد يوم الاثنين 16 تموز ، وفقا للمعلومات التي حصلت عليها منظمة العفو الدولية، تم اعتقال اثنين من المتظاهرين حوالي الساعة 8 مساء أثناء مغادرتهم للتظاهرات في وسط المدينة. وقد اخذهم رجال مسلحون يرتدون ملابس مدنية قالوا لهم: "نحن من السلطات ".

وقد تم جر المتظاهرين إلى سيارة قبل عصب اعينهم واقتيادهم إلى مكان مجهول. وقد تعرضوا لاحقاً للضرب والصعق بالمسدس الكهربائي والتحقيق معهم حول اشخاص نظّموا الاحتجاجات وسُئلوا إن كانوا ينتمون إلى جماعات متطرفة. وبعد أن عجزوا عن الحصول على نتيجة من الضغط الشديد، أُجبروا بعد ذلك على التوقيع على أوراق دون إبلاغهم بمضمونها ، ثم أفرج عنهم.

 

"يجب على السلطات العراقية وضع حد فوري للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة التي تشمل الضرب والمضايقة وترهيب المحتجين السلميين من قبل قوات الأمن ، والشروع بإجراء تحقيقات سريعة ومستقلة وحيادية لتقديم جميع المسؤولين عنها إلى العدالة"، كما تقول لين معلوف مضيفة "بان من واجب السلطات ضمان امكانية ممارسة كل شخص في البلاد لحقه في حرية التعبير والاحتجاج السلمي دون تدخل".

 

خلفية الامر

اندلعت الاحتجاجات في كل انحاء جنوب العراق يوم الأحد 8 تموز بسبب ارتفاع مستويات البطالة وعدم وجود الخدمات العامة بشكل كاف. وقد أفادت وزارة الدفاع العراقية بأن ما يقدر من نحو 274 من أفراد قوات الأمن قد جرحوا في الاحتجاجات حتى الآن.

 

وقد قطعت خدمة الإنترنت في وقت متأخر من الليل يوم الخميس 12 تموز. وعلى الرغم من أنه قد تمت استعادة الخدمة في غالبيتها يوم الإثنين 16 تموز، إلا أن الإشارة ما تزال ضعيفة في جميع أنحاء البلاد، ولا تزال العديد من منصات وسائل التواصل الاجتماعي مقطوعة.

 

* نشر هذا التقرير بالانكليزية بتاريخ 19 تموز 2018