مقالات وآراء

بطاقة معايدة لِمِلْحِ الأرض ..// د. سمير محمد أيوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 19 آب/أغسطس 2018 19:14

كتب بواسطة: د. سمير محمد أيوب

الزيارات: 2486

د. سمير محمد أيوب

عرض صفحة الكاتب

بطاقة معايدة لِمِلْحِ الأرض ..

د. سمير محمد أيوب

يا كل بيوت الله، مع كل طواف، ومع كل تكبيرة وكل صوت ناقوس، مع كل القتل السادي والتدمير العابث، مع كل الإهانات الداخلية والخارجية،  لا نحس بِفَرحٍ، بل نَزْدَدْ معرفة بما يُرادُ بأمتنا، لِتَغدُوَ بلا عنفوان، مفتقدة للرجولة وللشهامة. أمَّةٌ أضاعت فلسطين، وسُلِبَ مِنها عِراقُها، وإستبيحت ليبياها، ودُمِّرَت شامُها، ويُقتَّلُ يَمَنُها غدرا كلَّ يوم، هي بالضرورة أمَّةٌ ضعيفة جبانة، لا تليق بها الحياة.

يا الأضحى نحن لا نشبهك كثيرا، أوجاعنا لا تليق بأفراحك. يُباغتنا الشوق إلى فرح، فتحتار بوصلتنا الى أي جرح تتجه. نتقطع إرَبا مع الحنين لأرواحٍ كانت معنا، قُتِّلَتْ غِيلةً. بلادنا لم تعد أوطانا. غَرَّبونا فيها، إستعبدونا وباعونا في أسواق النخاسة إماءً وعبيدا.

ولكن، رغم كلِّ أجيال العبث الرسمي، وطوفان الإفساد والرايات الملوثة بالنذالة، وحقول الألغام الطائفية والمذهبية والعرقية والقُطْرِيَّةِ، ورغم أنف كلِّ مهزومٍ زاحفٍ، ومأزومٍ مُسترزق ومتخاذل متقاعس، ورغم أنفِ من باعوا أو أوْهَموا، فإن زمنَ السقوط المشبوه، وزمن التعايش مع الهزائم وزمن المجون السياسي، فإنها كلُّها إلى زوال.

أيها المُلَوَّثينَ، بالخيانة أوبالتفريط أوالتقاعس أو بالصمت أو بالعجز، لعروبتنا رأيٌ آخر. أرحامها خصبةٌ بالرصاص البارِّ. رصاصٌ لا يَعُقُّ، يلد جيلا مباركا بعد جيل. ماضٍ بخطى ثابتة، يلاحق التحرير والتحرر، بالقوة إلى منتهى الدم والروح. حذار حذار من غضب طيور الرعد القادمة، فهم لا ينسون ولن يغفروا.

أما أنتم يا شرفاء هذه الأمة، يا أطهرَ ناسها وأكرمهم، فأنتم ملح الأرض. أحلامكم وطموحاتكم بالفرح، مؤكدة وعميقة، كثيرة وكبيرة . مع كل حلم قد يتحقق منها، ستصبحون إلى الفرح الحق والخير الأشمل أقرب، إن شاء الله.

الأردن – 19/8/2018

• < السابق
• التالي >