اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الكذب والتضليل لغاية البقاء في السلطة// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

 

الكذب والتضليل لغاية البقاء في السلطة

سعد السعيدي

 

في منتصف آذار الماضي اعلن العبادي عن إلغاء حظر الرحلات الدولية على مطارات اقليم كردستان وعن إعادة افتتاح مطاري اربيل والسليمانية لاستقبال تلك الرحلات. وقد جرى ذلك بعد استجابة السلطات المحلية في الاقليم كما اشيع واعلن لإعادة السلطة الاتحادية الى المطارين المذكورين. وكان هذا الحظر قد جرى فرضه كما يعرف الجميع بعد أيام من استفتاء الاستقلال الذي اجراه الاكراد في ايلول 2017.

 

وقد بين العبادي لاحقا بعد رفع حظر الطيران بانه سيتم تشكيل لجنة عليا للإشراف على ادارة مطارات الاقليم ومنافذه الحدودية ترفع تقاريرها الى القائد العام للقوات المسلحة. واضاف انه سيتم ربط دوائر الجوازات والجنسية ومنتسبيها في المطارين بوزارة الداخلية الاتحادية بحسب القانون.

 

إلا انه بعد شهور من هذا في حزيران، حدثت مفاجأة. إذ جرى الاعلان عن تسليم مطلوبا كرديا للسلطات الالمانية على خلفية جريمة قتل ارتكبها هناك. وقد جرى هذا التسليم بقرار من سلطات الاقليم من خلال المطارات المفترض انها خاضعة للسلطة الاتحادية حسب اتفاق آذار. وقد اطلقت الخارجية العراقية بيانا حول تسليم سلطات كردستان لذلك المتهم للسلطات الألمانية قائلة بان هذا يعد ذلك مخالفة على الجهة التي سلمت والتي استلمت كون تبادل المطلوبين صلاحية سيادية تختص بها وزارة العدل الاتحادية!

 

بعدها في شهر آب اطلق حاكم الزاملي الرئيس السابق للامن النيابية مفاجأة اخرى. فقد اعلن عن تهريب داعشيتين المانيتين من سجون الاقليم بطريق مطار اربيل. لكن من خلال البحث اكثر تبين بان الحادث قد جرى حقيقة في نيسان الماضي. اي قبل حادث تسفير المتهم الكردي بشهرين وحيث لم يكد يمضي شهر على اتفاق استعادة المطارات. من كلام الزاملي يُفهم بانه قد تكتم على الحدث الفضيحة طوال فترة الحملة الانتخابية حتى الى ما بعد اعلان نتائجها. ولو انه قد قام بافشاء السر لربما كان سيتسبب (مبكرا) باثارة الشكوك المزعجة حول صحة الاعلانات الحكومية بشأن تلك الاستعادة. فهل بتكتمه لم يرد الزاملي إزعاج الحملات الانتخابية لحلفاء محتملين لكن باح بالسر بعدما اختلف تحالفه معهم لاحقا ويكون الامر بذلك مجرد نفاق سياسي لاغراض انتخابية وحزبية ؟ كذلك يلاحظ بان الزاملي قد ذكر تفصيلا وهو ان عملية التهريب قد جرت بمعية طائرة لوزارة النقل. فهل كان يريد توجيه ضربته لاولئك ممن اختلف تحالفه معهم لاحقا وهما تحالفا العبادي والمالكي بنفس الوقت؟ يلاحظ في السياق صمت وزير النقل مما يؤكد برأيي كلام النائب حول هذه النقطة.

 

لكن السؤال الآخر الاهم الذي يتبادر الى الذهن هو هل ان رفع الحظر عن تلك المنافذ الجوية قد جرى بسبب إذعان الاقليم كما جرى الادعاء ام بسبب انصياع العبادي ووزير داخليته للضغوط الامريكية؟ بالنتيجة هل عادت تلك المنافذ فعليا الى السلطات الاتحادية كما اعلن العبادي ام بقيت بيد الاقليم؟ وعلى اعتبار صحة الافتراض الاخير هل كان يضحك علينا العبادي مع وزير داخليته عندما ادعيا بعودة تلك المنافذ الجوية الى السلطات الاتحادية؟ وإن كان الامر كذلك فاية مصداقية تبقى للعبادي ووزيره بعد هذه المفاجآت المتتالية؟ هذا معناه ان الدولة العراقية بسبب هؤلاء ما زالت في خانة التراجع عن اداء دورها وشديدة الضعف وهشة الاساس. وان العبادي ووزيره لا يقويان على استعادة اي شيء مما اعلنا عنه وبنيا عليه حملتهما الانتخابية. بالنتيجة يستطيع ايا كان القول وبشكل مؤكد بان المطارات لم تعد وان الاخبار حولها كانت دعاية كاذبة لكسب الاصوات الانتخابية للعبادي وتحالفه على وجه الخصوص. وهذه ليست اول مرة يتخاذل بها حزب الاعرجي علاوة عن العبادي ويجبُن امام الضغوط الدولية باوامر من وراء الحدود. إذ انه قد فعلها قبلها بسنوات مع سابقة خور عبدالله.

 

المثير في الموضوع هو تشارك الجميع العبادي ووزير داخليته والزاملي النائب عن التيار الصدري في الكذب على الرأي العام والناخبين بشأن قضية المطارات هذه. وقد ساهم كل الباقين في مجلس النواب السابق مع العبادي في هذا الكذب على الشعب في سبيل تأمين الاصوات تحت عنوان استعادة السيادة العراقية. لهذا السبب جرى التعتيم على خبر الداعشيتين في نيسان وحيث تكتم عليها الدعي الزاملي وكل تياره وباقي تحالفهم. ولا ندري على هذا كم من مرة تكررت نفس القصة من خلال نفس تلك المنافذ رغما عن سيادة الدولة المتخيلة وبتواطؤ وصمت من نفس اولئك المهرجين المؤتمنين على تنفيذ القوانين والآخرين المفترض بهم مراقبة هذا التنفيذ ما شاء الله.

 

إذن الاعرجي البدري لا يتورع حاله كحال العبادي عن التراجع امام الضغط الامريكي لصالح الاكراد، ليعود بعد ذلك ليمارس الكذب وتضليل الرأي العام حول الموضوع باكمله للتغطية على هذه الهزيمة لغرض تأمين نتائج الانتخابات لاحقا. وبسبب هذا الكذب لا يكون حزب الاعرجي ولا تحالفه على هذا اهلا لاية ثقة، هذا إن كانوا اصلا اهل لها. ودولة بعهدهم تدار بالاكاذيب مع حملات انتخابية مبنية ايضا على الكذب لن تدوم طويلا فحبل الكذب قصير. وها هم جميعا مع العبادي قد انكشفوا عن كونهم ليسوا إلا مجموعة من طلاب المناصب الذين لا يتورعون عن عمل اي شيء فقط لغاية البقاء في السلطة. وهذه الغاية كما يرى تبرر لهم استخدام اية وسيلة كل حسب جهته الداعمة واجنداتها.

 

ولو كانت لدينا صحافة مستقلة حقا لكشفت الامر وقته. إلا ان صحافتنا مأجورة تعمل لمن يجزل لها. اي انها في خدمة مصالح من يملكها. ومع ذلك فقد انتبهت الناس للّعبة فلزمت بيوتها وامتنعت عن التصويت لهؤلاء.

رابط ذو صلة بالموضوع :

العبادي يعلن رسميا الغاء حظر الرحلات الدولية في كردستان

http://www.kurdistan24.net/ar/news/4d9cbc9f-4593-4ea2-96c9-bf2c1b2db1e0

  

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.