اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• شمال العراق، آشوري... آشوري ... آشوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

آشور كيواركيس

·        شمال العراق، آشوري... آشوري ... آشوري

 

بيروت – 19/12/2010

 

 

في الوقت الذي يتنازع الغرباء على السيطرة على ما تبقى من آشور، التي لا يزال الآشوريون يسكنونها ويمارسون فيها آشوريـّــهم لغة وتقاليدا، نلاحظ الدعم الكامل من الأحزاب الآشورية (سواء كانت تعمل تحت الأسماء الطائفية أم الإسم القومي الآشوري) للمشاريع المعادية التي تعمل على إذابة الشعب الآشوري في ثقافات دخيلة، وقد تطرّقنا إلى هذه المواضيع في الكثير من المقالات السابقة من ناحية السياسة، أما في الأسطر التالية فسنتطرّق إلى الآثار، وهذا ليس اكتشافا حديثا بل مجموعة صغيرة من المعلومات حول آشورية المنطقة، كتبها قبلنا الكثيرون مشكورين، وأهمهم الأساتذة: الشماس يوسف حودي، المحامي يعقوب أبونا، الأستاذ فريد ياقو، الأستاذ بنيامين حداد، الأستاذ يوسف زرا، الأستاذ فؤاد يوسف قزانجي، وغيرهم ... وقد قمنا بجمعها بشكل مبسط لكي يعرف القارئ المهتم بهوية الأرض وساكنيها، الحقيقة التي يحاول البعض تزويرها. أما عن استمرار الوجود الآشوري في هذه المناطق منذ أقدم حقبات التاريخ حتى اليوم، فهو مؤكد في مدوّنات الآشوريين أنفسهم عبر المراحل التاريخية في شمال العراق، وللإطلاع يمكن زيارة الرابط التالي: http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=3922.0

 

ألقوش : يلقبـّـها الآشوريون بـ"قلب آشور" (لبــّـا دآتور) أو "قلعة آشور" نظرا لصمودها عبر التاريخ بوجه الغزاة وبسب شجاعة أبنائها. استمدت القوش عراقتها من اسمها، فالقوش كلمة آشورية معناها (إيل ـ قوش) اي الاله القوي ، ويستدل به الى "سين" (القمر) ومركز تقديسه في ألقوش . حيث تم الكشف عن مذبح عليه 30 ثقبا رمز الاله سين وصهريج التطهير وحوض الغسل وذلك في محلة سينا من (الاله سين) في ألقوش، وبنيت هذه في زمن الملك سنحاريب ( 705 ـ 681 ) ق . م ، وعثر ايضا في موقع ( شويتا دكناوي ) على دنــّـين كبيرين يحتويان على بقايا رماد بشري مع اربع قطع ذهبية ومثلها فضية كل منها يعود الى الفترة الاشورية الحديثة.


تربض بلدة القوش فوق سفح جبل مسمى باسمها ( جبل القوش ) وهذا السفح الصخري مستوطن بشري تمتد جذوره التاريخية في اعماق عصور الانسان الاولى . تتخلله عشرات الكهوف والمغاور ،والقوش مستوطن اشوري قديم ... فالى الغرب من القوش وعلى مسافة سبعة كم منحوته اشورية في السفح الجنوبي لجبل القوش نحتت بصورة بارزة ضمن محراب مستطيل الشكل، ويمثل المنحوت صورة بارزة لرجل، طولها 124 سم ويرجح انها للملك الاشوري سنحاريب ( 704 – 681 ) ق . م وتدعى اليوم "شيروملكثا"، وهناك تقليد شفاهي متوارث نقلا عن ماروثا حكيم ان القوش كانت على الديانة الاشورية وان الهها كان الاله ( سين : القمر ) وكان لهذا الاله هيكل كبير يعبد فيه فوق المرتفع السفحي المعروف باسم ( شويثا دكناوى ) الواقع شمال غربي البلدة والذي يعتقد انه من صنع يد الانسان ، وان اسم القوش قد اشتق من اسم هذا الاله ( سين ) الملقب بـ"ايل – قاش" اي الاله العظيم او الكبير او الشيخ ... والمعروف ان ( قوش وكوش و قوس وقيس و وكوس) كلها اسماء نعتية لاله سامي قديم، وتاسيسا على ذلك يكون اسم القوش لفظة منحوته مركبة من الاله ومن او الكبير او العظيم ، وكان للاله سين الكبير موسم او عيد خاص يحتفل به اشوريو القوش في مطلع شهر نيسان الشهر الاول من السنة الاشورية او العراقية .. وفيه كان ينقل تمثال الاله ( سين ) باحتفال كبير فوق عربة حربية خاصة الى العاصمة نينوى لفترة سبعة ايام ، وبعدها يعاد الى القوش ، وفي طريق العودة كانت اخر مرحلة يمر بها موكب الاله قبل ان يستقر في معبده فوق (شويثا كناوى ) وهي التل المدعو (رَوما زليلا) الواقع جنوب شرقي البلدة  القديمة .. اراضي ( سينا )  وفوق التل كان يحمل موكب الاله سين ، وتجري ممارسات طقسية دينية يتخللها الرقص والغناء بشكل يقرب الى المجون .. ويواصل موكب الاله سين مسيرته ليستقر تمثاله اخيرا فوق ربوة ( شويثا دكناوي ) المذكورة.

   

تلكيف : أشهر آثارها قبة حسين جبر: وتنتهي بحدود قرى شمس قره- خراب. أجرت مديرية الآثار العامة تنقيبا فيها عام 1939 ذكر في تقريرها: " كان سابقا بقايا قبة مبنية، يظهر من فحص الملتقطات ان كسر الفخار تعود الى الفترة الآشورية من الألف الثالث قبل الميلاد ومن المعتقد ان هذا الموقع قد بقي مسكونا منذ الألف الرابع وحتى الالف الأول قبل الميلاد". ويؤكد المؤرخون ان مدينة تلكيف الحالية شيدة فوق تل كبير كان يتخذ كحامية عسكرية اشورية، وجلبت الصخور الكبيرة من التلول المجاورة لرصها في صدرهذا التل تربته من الانجراف في موسم الامطار ..ويذكرالمؤرخ الدكتور بهنام ابو الصوف ان الاكتشافات التي تمت في عام 1886 ميلاد بان هذا البئرقد حفر في القرن السابع قبل الميلاد، وكان يلبي حاجيات القرية من المياه .. اما عالم الآثار فكتور بالاس فيرجع تاريخ هذا التل الى الادوار الاشورية والاكدية وهي الادوار المعروفة بطبقة (نينوى الخامسة). ويضيف: "تلكيف هذه المدينة الاشورية العريقة التي يقطنها خليط من الاقوام المعروفة بحضارتها الراقية في بلاد مابين النهرين، عايشت حضارات، وتعاقبت على ربوعها اجيال السومريين والاكديين والاشوريين الذين مكثوا فيها حتى بعد سقوط عاصمتهم (نينوى) ليتجانسوا مع اقوام نزحوا اليها من الجهات الشمالية والغربية اثر الغزوات المتكررة التي قام بها تيمورلنك على الموصل وضواحيها "….

 

اما الباحث حبيب حنوكا - في ص 23 من كتابه تاريخ الكلدان - يقول ان تلكيف تعتبر من كبريات المدن المسيحية في العراق ، تقع على بعد 15 كم من شمال الموصل / اهاليها يتبعون الكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق الاشورية ، وهي مدينة اشورية قديمة العهد ، قد تكون من العصر الاشوري المتاخر وربما كانت احدى القلاع الدفاعية عن العاصمة نينوى بحكم تجاورها ، وهي تقع ضمن مدينة نينوى الكبرى ايام اوج اتساعها والتي كانت تشمل الرقعة الجغرافية المتوازية الاضلاع والتي اركانها خورسباد - نينوى - كالح / نمرود - كرمليس ، ووصفها النبي يونان بان طول محيطها ثلاثة ايام ،،

 

تل الرماح : يبعد 80 كيلو متر غربي الموصل . وقد عملت فيه بعثة بريطانية عام 1964 م ، وكشفت عنبرج مدرج ـ زقورة ـ بجوار معبد منتظم الشكل ، يرجع الى 1800 ق. م كما عثر على مجموعة من رقم طينية يرجع زمنها الى اواسط العهد الاشوري . حسب دليل الموصل السياحي لعام 1975 م

 

بلد: تقع شمال غربي الموصل على الطريق المؤدية الى سنجار ونصيبين وجزيرة ابن عمر وعرفت باسم اسكي موصل، اي "الموصل القديمة"، يعود تاريخها الى { 4500ـ 3800 }ق . م . وسميت باسم ـشهر اباد ـ عنداستيلاء الفرس عليها عند سقوط الدولة الاشورية سنة 620 ق . م . ومن اهم اثارها الباقية جسرها الحجري الذي لم يبق منه الا القنطرة الوسطى المبنية من حجارة الحلان المهندمة  .

 

حديثة الموصل: مدينة قديمة يرجع تاريخها الى عهد الاشوريين، تقع بالقرب من الزاب الصغير، سماها الفرس ـ نوكرد ـ وهي اخر سواد العراق كانت على دجلة قرب الزاب الاعلى.

 

تربيس: وهي بفايا مدينة اشورية قديمة تبعد خمسة كيلومترات عن شمال غرب تل قوينجق في سهل نينوى . وكان الاله نركال يعبد فيها، عثر في التنقيبات على معبدين، وعلى قصر شيده أ سرحدون 681 ـ 669 ق .م  لابنه اشور بانيبال، ومما عثر عليه هناك الواح منقوشة من الرخام. ولمدينة تربيس ذكر كثير في الكتابات المسمارية المكتشفة في تل قوينجق  .

 

معلثايا: تقع قرب مدينة دهوك ب 7 كيلومترات الى اليمين المسافراليها من الموصل وبالقرب منها تل اثري وكانت حصنا عسكريا في العهد الاشوري، وبالقرب منها منحوتة اشورية ، نحتت على سفح الجبل . وإسمها يعني بالآشورية "المعبر" او الممر فهي المعبر الرئيسي الذي يربط مدينة معلثايا بدهوك عبر نينوى وكانت دهوك مدينة آشورية عريقة منذ القدم وتعتبر مدينة عسكرية كبيرة تصنع فيها الاسلحة والمعدات. وتعتبر معلثايا موقعاً استراتيجياً يربط العاصمة الآشورية نينوى بمرتفعات آشور جنوب شرق تركيا الحالية (مقاطعة هكاري). وفيها منحوته هامة انجزت في عهد الملك الآشوري سنحاريب عام (704 ـ 681 ق.م)، وقد تــمّ اكتشافها عام 1845م من قبل القنصل الفرنسي رووي.


تقع المنحوتة على بعد 7 كم من الجهة الجنوبية الغربية من مركز المحافظة. تتألف المنحوتة ذات ابعاد 5.75 × 2.20 م من مسلة رائعة وفي دقة عالية من النحت في موكب يقوده الملك سنحاريب وسبعة من الالهة الكبار في احتفال بهيج بانجاز مشروع ري كبير في المنطقة ويحتوي بالاضافة الى رسوم الآلهة على رسم للشعار الآشوري المتداول حالياً بين الآشوريين( العلم الآشوري ) وشعار النسر بالاضافة الى كتابات مسمارية منحوتة لم يبقى ألان أثر لها بسبب التخريب التي طالها في محاولة لمسحها من الوجود. تتألف المنحوتة من موكب يضم الملك الآشوري سنحارب والالهة: آشور، ننليل، سين، نابو، شمش، ادد، عشتار. يظهر الملك سنحاريب واقفاً أمام الآله آشور ( الاله القومي للاشوريين) وهو من الرموز القومية والدينية المقدسة لدى الاشوريين ويأتي بالمرتبة الاولى في موكب الالهة واقفاً على ظهر حيوان دليل على سيطرة الاشوريين على قوى الطبيعة وتسخيرها لخدمتهم.
ويظهر الإله أشور وهو يمسك بيده اليمنى السوط وهو دليل رمز للقضاء وبيده اليسرى يمسك الحلقة والعصى رمز للقوة والسلطة الالهية. وتأتي الالهة ننليل زوجة الاله آشور بالمرتبة الثانية حيث نقشت صورتها جالسة على كرسي ذي مسند على ظهر حيوان الاسد وتم العثور على مثيلها في مسلة اورنمو (2112-2195 ق.م). اما الاله نابو فيأتي بالمرتبة الرابعة في المنحوتة ويعتبر ابن الاله مردوخ الذي ارتبط اسمه مع كوكب المشتري وهو الاله الذي وضع مسارات النجوم. الاله شمش المعروف برمزه القرص المجنح في الحضارة الاشورية ومن الالهة ذات المكانة القديرة الذي يرمز الى الشمس وعطائاتها.الاله ادد: الهه الرعد والعواصف يأتي بالمرتبة السادسة ونجد صورته على مسلة من الحجر عثر عليها في قصر الملك تجلا تيلاصر الثالث. وأخيراً تأتي الآلهة عشتار اله الحب والحرب في المرتب الاخيرة في المنحوتة وتحتل مكانة هامة جداً في الموروث النهريني وميثولوجيتها باعتبارها آلهة الغصب.

 

بالإضافة الى منحوتة معلثايا يوجد في المدينة ( معلثايا المعروفة حاليا ملطايا ) تل اثري شاخص اكتشف في المنطقة بقايا لاواني فخارية وادوات وكتابات تكشف اهمية المنطقة.  أجرى العديد من الباحثين العراقيين دراسات قيمة حول المنحوتة ولم يقللوا من شأنها الآشوري

 

دراووج - الدراويش: وفيها زقورة اشورية مدفونة تحت تل دائري.

 

كلي دهوك : فيها منحوتة أخرى للملك الآشوري سنحاريب وهي من المواقع الاثرية الهامة في دهوك ويطلق عليها آثارياً منحوتة الملك سنحاريب ويحتوي هذا الموقع بالاضافة الى النحت على جدران احد الكهوف على مستوطنة بشرية اكتشفت بقايا مقبرة وكتابات وأواني فخارية فيها ولازالت آثار المقبرة في المستوطنة موجودة لحد الان وتبلغ مساحتها حوالي 1كم.


تعتبر منحوتة سنحاريب هذه ذات اهمية استراتيجية لدهوك انذاك حيث تقابل منحوتة معلثايا وتسد الفتحة الاخرى لدهوك باتجاه الكلي او السد حالياً وكانت تعتبر بمثابة حصن عسكري وبرج مراقبة لحماية المدينة. في المستوطنة يوجد كهف كبير كان معبداً للاله آشور بالاضافة الى انه كان مقراً لاجتماعات الملك سنحاريب وحاشيته وهو عبارة عن كهف كبير نحت في الصخر وكان يحتوي على اربعة اعمدة حجرية دليل توسع الاشوريين العلمية والعسكرية والادبية في جهات العالم الاربعة حيث لقب اكثر ملوكهم انفسهم بملوك الجهات الاربعة وكان الملك يعقد اجتماعاته في هذا المكان المحصن بالاضافة الى استخدامه كمعبد للالهة الآشورية للاحتفاءات المتعددة. حيث عثر على رمز لخمسة الهة آشورية منحوتة على مدخل الكهف كانت واضحة لفترة قريبة الا ان الان لم يبقى لها اثر بسبب التخريب الذي طالها ووجود رموز هذه الالهة الخمسة وهم الاله آشور واله سن والالهة انانا (ننليل) بالاضافة الى الالهة عشتار يؤكد ان هذه المنحوتة او المستوطنة آشورية خالصة وارتباطها شكلاً ومضموناً بمنحوتة معلثايا الاثرية بعكس ما يتوقع بعض الباحثين المحليين من ان المستوطنة تعود الى الديانة الزردشتية لجردها من محتواها الاشوري.


تحتوي المستوطنة بالاضافة الى الكهف والنقوش المنحوتة، على بقايا اثار لم تنل نصيبها من البحث والتنقيب، ان المسوطنة كانت محصنة بسورها الذي يحدها من جميع الجهات، ففي الطرف الغربي باتجاه الاسفل هناك آثار لسور متهدم مبني من الحجارة، ويوجد جدول ماء على طرفه الشمالي منحوت على الصخر ويأتي اليه الماء من الطراف الشمالي حيث الوادي وينابيع المياه بواسطة انابيب فخارية الى مجرى نحت في الصخر عرضه ( 50 سم) وطوله الظاهر ( 5 م) ولكنها مطمورة تحت التراب وفي قمة الجبل عند الطرف الشمالي آثار لبقايا سور قديم مبني من الحجارة.كانت المستوطنة تحتوي على ثلاثة مداخل رئيسية الاولى في الجهة الغربية والثانية في الجهة الشرقية والثالثة في الجهة الجنوبية وكلها تؤدي الى المعبد الرئيسي بدليل وجود المشاعل المنتشرة على اطراف الطريق باتجاه المعبد ويربط المعبد بالمستوطنة نفق كبير محفور في الصخر بطول 11م وعرض متران وارتفاع ثلاثة امتار.

 

خنس : قرية يرجع تاريخها الى العهد الاشوري ، حاليا تابعة لقضاء الشيخان تقع على بعد 35 ميلا من الموصل، ورد اسمها في الكتابات الاشورية ـ خانوسا ـ وبالقرب منها صدر مشروع سنحاريب الاروائي الذي يؤمل ان يكون من اروع المناطق السياحية في محافظة نينوى،  وتعتبر آثار خنس من اروع الاعمال الادبية الآشورية في دهوك (نوهدرا) دون منازع فقد زينت الجبل بصورة تذهل الانسان عند رؤيتها ينحني إجلالا أمام روعة أنامل الفنان الذي كرس كل جزء من الصخور لنقش ادق التفاصيل عظمة واعجوبة اخرى تركها اجدادنا الاشوريون لتؤكد اصالتهم وعراقتهم وتواصل عبر ما تركوه رغم ضعفهم السياسي والاقتصادي.


تعتبر منحوتات خنس متحفا اثاريا طبيعيا بحد ذاته يضم آثارا شاخصة وبارتفاعات شامخة. وهي من المشاريع النحتية المهمة التي قام بها الملك الآشوري سنحاريب على غرار منحوتة معلثايا، بدأ العمل فيها عام 703 ق.م واطلق عليها اسم (قناة سنحاريب) وهو مشروع لارواء الاراضي الزراعية في نينوى وذلك بنقل المياه من منطقة خنس الى الاراضي في نينوى بإقامة قناة كبيرة على نهر الخوصر ومنها يتم نقل المياه بواسطة قناة جديدة تم حفرها حيث بلغ طول القناة (80كم) وتم حفر القناة على الصخور في العديد من المناطق التي مرت بها. يقع الموقع حاليا في قرية خنس قرب قرية بافيان شمال شرق مدينة الموصل وتقع اداريا ضمن محافظة دهوك ويتم الوصول اليها من الطريق الرئيسي دهوك- اربيل الذي يتفرع من قرية مريبة باتجاه الغرب. يعود الفضل في اكتشافها إلى الاثاري المعروف هنري لايارد عام 1850 م. زين مدخل مشروع سنحاريب بثيران مجنحة وضعت على مدخل السد او القناة. وقد سقط أحدهما في النهر والأخر لازال يقاوم السقوط.


أما الصخور الكبيرة الحجم فقد نقش عليها صورة الملك سنحاريب وخلفه الإله آشور ويحمل بيده عصا طويلة مع الحلقة التي نقشت فيها صورة الملك وذلك يرمز الى تلقي الملك اوامره مباشرة من الالهة حيث ان الآلوهية نزلت من السماء وان الملك يمثل الاله على الارض وينفذ أوامره، بالإضافة إلى هذين التمثالين الكبيرين فانه توجد صورة الآلهة ننليل زوجة الإله آشور حيث ترافقه مع المنحوتات الآشورية وفي الطرف الاخر مقابل الملك نجد صورة قائد المشروع او منفذ المشروع وهو قائد عسكري ينجز المشاريع الموكلة اليه ويشرف عليها. حملت السلسلة الصخرية المرتفعة العديد من الصور المنحوتة للملك سنحاريب والاله آشور. وهذه المنحوتات الاصغر حجما حفرت في الصخر بعمق (20 سم) وطول ( 2.5 م) وارتفاع 2.5 م واتخذ من الاعلى شكل نصف دائرة نحتت داخلها صورة الملك الآشوري سنحاريب وهو يشير باصبعه الى رموز الالهة المنقوشة في القمة وبجانب الصورة كتابات آشورية (مسمارية) مؤلف من 64 سطرا.

 

زاخو: أقام الملك الآشوري سنحاريب مشاريع عديدة اذهلت العالم، وأبرزها بناؤه جسر زاخو المعروف في مدينة زاخو ومنه اشتق اسم زاخو وهي تسمية آشورية تعني النصر او الانتصار (زاخوتا). إن بناء جسر بهذا الحجم يحمل معان عديدة قيمة اهمها يعتبر انجاز عمراني ضخم لا تستطيع مجموعة معينة بناءه الا اذا كان وراءها دولة قوية قادرة على انجاز المشروع فقام الملك سنحاريب ببنائه ليكون حلقة ربط العاصمة الآشورية نينوى بالاراضي الاشورية في سوريا من جهة، وليكون حلقة ربط الامبراطورية بالاراضي الآشورية جنوب وجنوب شرق تركيا من حهة أخرى. فقام بتشييد جسر بمهارة عمرانية عالية الدقة يسمح بمرور العربات العسكرية الكبيرة. حيث عثر في الاحجار السفلى منه على كتابات مسمارية ورموز للابراج الفلكية التي اشتهرت بها مدينة بابل، ولم يبق الآن إلا الأثر القليل لهذه الصور والكتابات. يتألف الجسر من خمسة ابواب مبينة على اشكال مقوسة من الحجر.

 

عنكاوا : مدينة آشورية تقع في شمال غرب مدينة اربيل ( أقدم مدينة مأهولة في العالم)  في شمال العراق. تبعد عن اربيل حوالي اربعة كيلومترات. يقدر سكانها بـ 20000 نسمة الاغلبية العظمى منهم ينتمون الى الكنيسة الكلدانية (آشوريين كاثوليك). سميت  عنكاوا في القرون القديمة وتم ذكرها في كتب تاريخية مختلفة منها كتاب ابن العبري ( مختصر تاريخ البلدان ). كذلك تم ذكر اسم عنكاوا في كتاب "آشور المسيحية" للمستشرق جان موريس فييه، رئيس اللجنة الآكاديمية في الفاتيكان، حيث يذكر فيها الكاتب مراحل تغيير اسم البلدة في القرون المختلفة. من الشواهد التاريخية التي تؤكد آشورية عنكاوا:

 

1- تل مار عودا: يقع شمال غرب عنكاوا و على بعد 4 كم على يسار الطريق المتجه الى قرية كزنة. تم تسجيل هذا التل ضمن المواقع الاثرية في العراق عام 1945 . من الملصقات السطحية التي دونتها الموسسة العامة للاثار عنه أنذاك هي حافة واحدة لاناء اشوري وكسرات من الفخار و شقف من الخزف يعود زمنه الى القرون المسيحية الاولى.

 

2-  تل قصرة : تطرق المحاضر في الندوة التي أقيمت في قاعة جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا حول التنقيبات التي أجريت في هذا الموقع في عام 1945 للمرة الأولى واكتشاف آثار فيه تعود إلى العهدين الآشوريين الوسيط والحديث، واعتباره منذ ذلك الوقت منطقة أثرية في حماية الدولة. وقد اتخذ الإحتلال الكردي قرارا بإزالة هذا التل عام 2009 "لعدم أهميته" كما زعم آذاك، هذا فيما تتم مصادرة أراضي عنكاوا من قبل الإحتلال الكردي وبقوانين تعسفية لا تطبق إلا في المناطق التي يسكنها الآشوريون. يقع هذا الموقع الاثري داخل القصبة في الشمال الشرقي منها. كان تل قصرة الى الوقت القريب يستخدم كمقبرة للبلدة وما تزال بعض القبور جاثمة فوقه لحد الان. سجل هذا الاثر في مديرية الاثار العراقية تحت اسم قصر "مقبرة عنكاوا" و تحت تسلسل 218. ارفاع التل 10امتار و محيطه 600 متر. عثرت مديرية الاثار كمية من الفخار في الاثر.  فآثار بلدة عنكاوا المنتشرة في داخل البلدة وفي السهل المحيط بها تشير الى مدى عمرها القديم في الاستيطان البشري ، فهي على أقل تقدير وحسب ما تم تسجيله في دائرة الاثار العامة ومنذ عام 1943 من كونها كانت آهلة بالسكان في العهد الاشوري الحديث، وكذلك تشير التنقيبات الاثارية على أستمرار الحياة فيها بعد ذلك.

 

مانكيش : تشتهر بمسلـّـة آشورية منحوتة بالخط المسماري على صخرة  جبل , تعني في مضمونها أنها حجر أساس لمشروع  كبير  لنقل ماء الخابور من  منطقة  قرية دركلي شيخكا الواقعة على الطريق الجديد بين مانكيش وزاخو والتي  تحدها قرية كندك كوسة شمالاً  الى منطقة شرق نينوى . هذه المسلة منحوتة  على صخرة في الجبل بالخط المسماري وعليها اسم الملك الآشوري الذي في عهده  يقام المشروع . يمكن الأستفادة من فكرتها اليوم لنقل قسم من ماء الخابور  الى منطقة دهوك.

 

كرمليس : تعتبر قرية كرمليس التي تقع جنوب شرق مدينة نينوى | الموصل بحوالي 18 ميل من اهم المدن الاشورية القديمة جدا في المنطقة . ومعنى كرمليس بالاكدية \"كارموليسي\" اي مدينة الالهة مليسا (ملكة النحل عند الإغريق). وكما عرفت ب \" اور كرمش\" اي المدينة الخربة.  لقد قام العديد من منقبي الاثار في بلاد ما بين النهرن بزيارة كرمليس وذلك بحثا عن الاثار الاشورية. واول من قام بذلك كان الانكليزي المعروف اوستن هنري ليارد الذي ذكر عام 1846 وطبقا للاثار الاشورية المكتشفة في كرمليس بان هذه المدينة الاشورية كانت مدينة عظيمة بعظمة مدينة "دور شاروكين" في ذلك الزمان . وقد تم العثور في "تل الغنم" و"تل بربارة" على قطعع اثرية مكتوب عليه باللغة المسمارية اسماء الملكين الاشوريين سركون وشلمنصر. وفي\" تل بربارة\" تم العثور ايضا على بقايا احد المعابد الاشورية اما في\" تل الغنم\" تم العثور على بقايا احد القصور الاشورية.


فقدت كرمليس مكانتها في عهد شلمنصر الثالث (824-858 ق.م )، حيث قاد ابنه "اشور- دانين- ابلو" وبمعاونة 27 مدينة اخرى ثورة ضد والده. الا ان الوالد الملك قام بتجهيز وتقوية ابنه الاخر" شمشي اداد" حاكم كالح (نمرود) وانتهت هذه الحرب الاهلية بعد ان استغرقت اربعة اعوام (824-827 ق.م) بابادة الثورة والقضاء عليها تماما. الا ان اثار هذه الحرب المدمرة طالت كرمليس وذلك لقربها من مدينة كالح، حيث اطلق عليها بعد ان تركها سكانها بسبب الحرب اسم " اورو–كرمش" اي المدينة الخربة. ومازالت بعض القرى الاخرى المجاورة لها تطلق عليها اسم كرمش. رغم كل هذه الاحداث فقد استعادت كرمليس قوتها في عهد الملوك شلمنصر الخامس(722-726 ق.م) وسركون الثاني (705-721 ق.م) حيث اعتبراها كعاصمة مؤقتة لهما. وفي عهد المسيحية احتلت كرمليس مكانة هامة حيث نقل البطريرك مار دنخا الثاني كرسي كنيسة الشرق من بغداد، اربيل، ماراكا الى كرمليس عام 1332 وذلك لاستتباب الامن واستقرار الحكم فيها. وبقي الكرسي البطريركي في كرمليس لمدة 94 عام، حيث توالى على الكرسي كل من مار دنخا الثاني (1332-1380) ومار ايليا الرابع (1380-1408) ومار شمعون الثاني (1418-1427) الذي قام بنقل الكرسي الى القوش عام 1426 .

 

********



أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.