اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (130)- صابر الرباعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (130)

 

صابر الرباعي

      اليوم اقتطع لكم اعزائي القراء الكرام، مرة اخرى جزءً يسيراً من حلقات كتابي الموسوم بـ (حكايات ذاكرة صورية) الصادر في بيروت عام 2015 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. الذي عد من كتب المذكرات. وهذا الجزء اليسير من الحلقة 12 من الفصل الثالث في الباب الاول. ومن هنا لابد لي ان اعود بكم الى عقد السبعينات من القرن المنصرم. حيث كان ابرز الانجازات الفنية للعراق الحديث، هو تاسيس معهد الدراسات النغمية العراقي في العام الدراسي الاول له (1970 - 1971) . ويمكن اعتبار العقد السبعيني، اي السنوات العشر الاولى من عمر المعهد، العصر الذهبي لمسيرة المعهد في كافة مجالات عطائه الفني والعلمي ونحن مطمئنون. وقد امتد ذلك حتى عقد الثمانينات وان يكن ذلك بنسبة اقل رغم وجود الحرب العراقية الايرانية. وعندما تاسست دائرة الفنون الموسيقية منتصف السبعينات، تم استقدام بعض الاساتذة الموسيقيين من خارج العراق للتدريس في هذا المعهد الفتي، الذي اسس اصلا لدراسة فنون موسيقى وغناء المقام العراقي اكاديميا، خوفا عليه وخشية من اضمحلاله..! بجانب الاساتذة العراقيين الاكفاء، فكان ان جيء باستاذين من الاتحاد السوفيتي، وبالتحديد من تاجاكستان لتدريس آلتي الجوزة والسنطور..! محمودوف على آلة الجوزة وهو استاذي ، وعبد الله ايف على آلة السنطور ، كذلك جيء باستاذ هنكاري – سيناشي - على آلة السنطور..! وجيء ايضا بالاساتذة د. محمد خماخم والاستاذ النوري الرباعي والاستاذ صلاح المانع، لتدريس الموسيقى ونظرياتها وآلتي القانون والناي على التوالي من تونس. وهكذا كانت دراستنا للموسيقى في المعهد منوعة المصادر العراقية والعربية والاجنبية..

 

وكنتُ خلال السنوات التي امضوها الاستاذة العرب والاجانب في العراق، على علاقة وطيدة بهم، تخلل ذلك اكثر من لقاء ادعوهم فيه على الغداء او العشاء مع عوائلهم، خاصة اساتذتي التونسيين، حيث ولد بعض ابنائهم في العراق خلال فترة خدمتهم في معهدنا..! على كل حال، تبدو حكايتنا في هذه الحلقة ستكون بخصوص استاذي الكريم النوري الرباعي. الذي درست على يديه مادة الصولفيج والاملاء الموسيقي وغيرهما، ومما اتذكره حين ألتقي به وبعائلته، وعلى الاخص اولاده الصغار، ان احد ابنائه كان اسمه صابر. مضت السنون وغادر جميع الاساتذة الى بلدانهم. وظلت ذكراهم ناقوس يدق في عالم النسيان..! بل عصية على النسيان..!

 

لا اريد ان اطيل عليكم اعزائي القراء. ففي سهرة من السهرات في بيت احد الاصدقاء في عمّان قبل شهرين تقريبا، اي في تشرين الثاني أو كانون الاول من عام 2016 ، بمناسبة قدوم بعض الاصدقاء العراقيين المغتربين في كندا، وكان احدهم من تلاميذي القدماء في معهد الدراسات النغمية العراقي هو وهاب اكرم، الذي فاجئني بحكاية لم تخطر يوما على بالي بعد ان ورد اسم المطرب التونسي صابر الرباعي في احاديثنا بصورة طبيعية. فاجئني قائلا. (هل تعلم، او هل تتذكر، ان صابر الصغير الذي كان يأتي احيانا مع والده النوري الرباعي الى المعهد، هو صابر الرباعي المطرب المشهور حاليا..!) وظل يؤكد لي بان الفنان الحالي صابر هو ابن الاستاذ النوري الرباعي، ولكنني في الحقيقة فوجئت بهذه المعلومة ولم يخطر على بالي يوما ان يكون ذلك الصغير الذي كنا نداعبه ونحبه كطفل صغير وهو يأتِ مع والده وعائلته سواء الى المعهد او في الدعوات الخاصة على الغداء او العشاء، هو صابر الرباعي المطرب الشهير حاليا..! انها مفارقة فعلاً..! واقع الحال، جعلتني هذه المعلومة ان أتأمل ذكريات قديمة من عقد السبعينات، حيث لم ألتقِ بهم منذ ذلك الوقت، سوى بعض لقاءاتي مع استاذ آلة الناي صلاح المانع لتعدد سفراتي الى تونس الخضراء، ولانه من سكنة تونس العاصمة وقد دعاني في بيته على الغداء او العشاء، لا اتذكر بالضبط في احدى المرات..! اما الدكتور محمد خماخم والنوري الرباعي فهما من سكنة مدينة صفاقس عاصمة الجنوب التونسي، التي تبعد عن العاصمة تونس حوالي 350 كم، ولكن كانت تأتيني بعض اخبارهما وسلامهما من خلال تلميذي النجيب عازف القانون سهاد نجم عبد الله. الذي عمل ردحا من الزمن مدرسا لآلة القانون في المعهد الموسيقي بصفاقس. على كل حال، انها ذكريات جميلة، تبدو صعبة النسيان فعلا..!..

 

قبل مغادرة اساتذتي التونسيين الى بلدهم العزيز تونس الخضراء عام 1979، كنت قد دعوتهم على العشاء في أحد مطاعم بغداد الحبيبة، وقد اهداني استاذي النوري الرباعي صورته الشخصية للذكرى، وكتب خلفها كلمة قصيرة على الوجه التالي (الاخ المحترم حسين اسماعيل اهديكم صورتي المتواصعة كتذكار لصداقتنا الطيبة التي تواصلت ما يقرب عن الثلاثة سنوات، اخوكم النوري الرباعي بغداد في 28/5/1979 التوقيع النوري الرباعي)..

 

 ومما دعاني كي اتحدث في هذه الحلقة من موسوعتنا عن هذه المفارقة الجميلة، هي الصورة التي التقطها استاذي النوري الرباعي وانا اغني في قاعة الخلد الشهيرة، ففي بداية قدوم الاساتذة التونسيين الى معهدنا منتصف السبعينات، اقيمت الحفلة السنوية لطلبة واساتذة المعهد، فكانت في قاعة الخلد الشهيرة وفي يوم 18/5/1976 شاركت فيها بمقام النهاوند، وقد إلتقط استاذي التونسي النوري الرباعي، خلال الحفلة، صورة بعدسته بقيت حتى اليوم من الصور الارشيفية والجميلة، والاكثر من ذلك انها الصورة الوحيدة التي ارشفت لنا ذكريات تلك الحفلة..! وفي هذه الصورة أظهرُ واقفاً أغني مقام النهاوند مع أغنية جماعية للكورال – جلجل عليَّ الرمان - ويرافقني زملائي الطلبة الذين أصبح بعضهم من مشاهير الموسيقيين. ولعلني أقصد عازفيْ الجالغي البغدادي محمد زكي عازف السنطور وداخل احمد عازف الجوزة.. اللذان يظهران في منتصف الصورة، ومعهما في يمين الصورة، عازف الطبلة أمجد خضر هندي وبجانبه على آلة الرق علاء الحسون. كذلك يظهر خلف الفرقة الموسيقية أعضاء الكورال، من اليمين المرحوم باسم حسين وآمال السعدي وبجانبها المرحومة لطيفة احمد التي قتلها ابنها عام 1978 وإن لم تظهر بشكل كافي، والمرحوم جمال توفـيق وحسن رحيم وعلي جابر..

من ناحية اخرى، كان إختياري للنص الشعري في غناء مقام النهاوند، يــبدو نصَّاً جميلاً ، أو معبــِّراً . فكان هذا الزهيري

 ..

ما لاح بدر الدجى والليل عسعـس وجــــــن

إلا وعــقلي من البلوة تسودن وجـــــــــــــن

 من شوق سود العـيون الناعمات الوجـــــن

واليوم وياي بفنود الهــــــــــــــــوى فاتـن

واسهام الالحاظ بأقصى ضامـــــري فاتــن

أيام عصر الصبا يا وسفــــــــــــــتي فاتـن

راحن وجن ما دريت إشلون راحن وجــن

 

ومن حسن الحظ أنني أمتلك التسجيل الصوتي بصورة جيدة للفقرة التي أديتها في تلك الحفلة لمقام النهاوند، حيث سُجلتْ وقائع الحفلة كلها من خلال المخرج الاذاعي الشهير سعد محمود حكمت، واهداني تسجيل فقرتي في الحفلة لمقام النهاوند، وهي موجودة على موقع اليوتيوب (الاعظمي مقام النهاوند قاعة الخلد)..

اضغط على الرابط ادناه

(لمقام النهاوند في قاعة الخلد 18/5/1976)

https://www.youtube.com/watch?v=iKJnszqCBHQ

 

- صابر الرباعي - أتحدى العالم

https://www.youtube.com/watch?v=oif-cMB94E0

 

الى هنا اكتفي بهذا القدر من الحلقة 12 المنقولة من كتابي (حكايات ذاكرة صورية) ، وفي الحلقة السابقة 205 من موسوعتنا على الفيسبوك، تحدثت اليكم عن حفلة المعهد السنوية ودور الاستاذ باهر الرجب فيها التي اقيمت في قاعة الخلد يوم 18/5/1976. والى حلقة اخرى، استودعكم الله واشكركم اعزائي القراء على تجشمكم عناء التواصل معي.

  

 

 

 

المطرب الشهير صابر الرباعي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.