اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

القرار الامريكي.. انتصار لضحايا الإبادة الجماعية للمسيحيين والايزيديين// كامل زومايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كامل زومايا

 

عرض صفحة الكاتب

القرار الامريكي.. انتصار ورد الاعتبار

لضحايا الإبادة الجماعية للمسيحيين والايزيديين

كامل زومايا

 

وقع صباح يوم الثلاثاء 11 كانون الاول 2018 في البيت الابيض الرئيس الامريكي ترامب على مشروع القرار HR390 والذي أقر بأن الجرائم المرتبكة من قبل عصابات داعش الإرهابية ضد المسيحيين والايزيديين في العراق وسوريا "إبادة جماعية"، وقد تضمن نص القرار تعهد من الحكومة الأمريكية في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لإعادة إعمار مناطقهم المحررة وملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم،  ويعد القرار الامريكي هو احد القرارات المهمة التي وحدت مجلس النواب الامريكي ومجلس الشيوخ في صياغة قراراته في الاعتراف بما تعرض له المسيحيين والايزيديين في سوريا والعراق إبادة جماعية والعمل على رد الاعتبار للضحايا والعمل على اعادتهم الى مناطقهم بأمان وسلام ، ولابد لنا ان نذكر ان جهود استثنائية قد بذلت من قبل جمعية فرسان كولومبس الكاثوليكية في امريكا الذين قادوا حملة كبيرة للتوعية بهذا الخصوص في واشنطن والتي أسفرت عن إعلان وزير الخارجية الأمريكي في 17 آذار 2016 و15 آب 2016 أن الدولة الإسلامية في العراق والشام هي مسؤولة عن "الإبادة الجماعية" التي تعرض لها المسيحيين والايزيديين في العراق وسوريا.

 

بهذه المناسبة وبالرغم ان اصدار القرار تختلط فيه مشاعر الحزن والفرح معا، فمن جهة ان ما تعرض له شعبنا في عموم العراق وخاصة في الموصل وسنجار وسهل نينوى من المسيحيين والايزيديين العزل كان مشهدا حزينا ومأساويا وكان ومايزال ضمن سلسلة ممنهجة من عمليات تهديد وخطف وقتل وسبي بناتهم وتهجيرهم ونبش قبورهم وتهديم معابدهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ومقتنياتهم وحرق وتهديم منازلهم وعمليات افراغ المنطقة منهم ومن جانب آخر والرغم من كل ذلك وفي ظل هذه الاجواء الحزينة والمخيبة للامال يأتي القرار الامريكي  اليوم ليرد الاعتبار للسكان الاصليين من المسيحيين والايزيديين لما تعرض له من إبادة جماعية والعمل على انصافهم، في الوقت الذي لم تتحرك لحد الان الحكومة العراقية بمسوؤلياتها امام مواطنيها في العمل على حماية مواطنيها والالتزام بقراراتها يوم الاستقلال في 1930 بأنها ملتزمة امام المجتمع الدولي بحماية الاقليات والاثنيات في العراق وخاصة حقوق الشعب الكلداني السرياني الآشوري، فلابد من ان تسود تشريعات تعكس احترام التنوع واحترام الآخر عبر تشريعات تنبذ العنف وترسخ التعايش السلمي والعمل على تغيير المناهج التعليمية ومحاسبة التطرف الديني والتمييز بين ابناء الوطن الواحد وخلق مساحة كبيرة للسلم الاجتماعي والامني في العراق عموما، الى جانب ذلك تشكيل محكمة خاصة وفق المعايير الدولية وبمساعدة المحاكم الدولية في تقديم المسؤوليين عن تلك الجرائم للعدالة وانزال القصاص العادل بحقهم.

 

 ان القرار الامريكي الصادر لأنصاف ضحايا الابادة الجماعية من المسيحيين والايزيديين لابد ان تتفاعل معه الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان العراق ايجابيا وعلى بغداد واربيل ان تصدران التشريعات القانونية لأنصاف الضحايا والعمل على تطبيقها بشكل عملي وان يتم التعامل مع حقوق الاقليات كشريك في الوطن وان حقوق المواطن امر مفروغ منه ولكن يجب  حماية خصوصيته الدينية والثقافية في مناطقه التاريخية التي يقطنها حاليا واعادة الثقة لأبناء الاقليات بالمساواة من خلال ازالة التجاوزات وعمليات التغيير الديموغرافي التي حصلت ومازالت تحصل لممتلكاتهم ومناطقهم التاريخية الحالية ، لذا على حكومتي بغداد واربيل ملزمة وفق الدستور في حماية الاقليات وحماية التنوع والنسيج الاجتماعي للشعب العراقي بكل مكوناته وقومياته واطيافه..

 

على ممثلي شعبنا في اربيل وبغداد العمل على تفعيل دورهم في التشريعات التي تحمي التنوع العرقي والديني وحمايته عبر قوانين عصرية الى جانب ايلاء قدر كبير في تطوير مناطق تواجد شعبنا في اقليم كوردستان والعراق..

 

لابد لنا ان نتقدم بالشكر الجزيل لمن ساهم منذ الوهلة الاولى لحصول الإبادة الجماعية في العراق ضد المسيحيين والايزيديين في اعداد مسودة المشروع على الصعيدين المحلي والدولي ومنهم على سبيل المثال لا للحصر جمعية فرسان كولمبس الكاثوليكية في امريكا ومنظمة الدفاع عن المسيحية  في واشنطن دي سي والرابطة الدولية لعلماء الجينوسايد وسيادة المطران بشار وردة رئيس اساقفة ايبارشية اربيل والمؤسسات الكنسية الاخرى والمنظمات المدنية والحقوقية ذوي الاختصاص والمؤسسات السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري والمتعاطفين والمهتمين بحقوق الانسان لإنصاف  الضحايا والذين كان لهم دورا كبيرا في ابراز معاناة ضحايا الإبادة الجماعية على المستوى المحلي والدولي معا.

 

اخيرا على المسيحيين والايزيديين في سوريا والعراق العمل سوية والتنسيق معا،  لما يخدم مصالحهم ومصالح ابنائهم لانهم يلاقون مصيرا واحدا، وعليهم ان يعوا دورهم ومكانتهم من اجل المساهمة الجادة في حماية خصوصيتهم الثقافية والدينية وحقوقهم السياسية وتغليب مصالحهم على مصالح الاخرين بشكل يشعر ابناءهم بضرورة التشبث بالارض دون الهجرة في حالة ترجمت تلك الاهداف المعلنة الى واقع عملي ملموس.

 

كامل زومايا

12/12/2018

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.