اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعـظمي (133)- محي الدين اسماعيل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 يوميات حسين الاعـظمي (133)

 

محي الدين اسماعيل

      عندما انهيت تجهيز كتابي الاول الموسوم بـ (المقام العراقي الى اين..؟) في محاولة طبعه، ليكون باكورة مؤلفاتي الورقية، كان ذلك بين عامي 1999 و2000 لا اتذكر بالضبط..! فكان عليَّ ان اقدم مسودة الكتاب الى دائرة الرقابة العامة في وزارة الثقافة والاعلام للحصول على اذن طبعه بصورة رسمية، وبما انني لم اكن امتلك خبرة في هذا المجال وعن كيفية حصولي على موافقة الطبع من الوزارة، فلم يخطر في بالي غير المرحوم الاستاذ حميد المطبعي، اعتمادا على ما تربطني به من علاقة وطيدة، وحضوره المعنوي في الوزارة، ومعرفته بمثل هذه الامور..! فذهبت اليه طالبا منه ان يكون هو الخبير في مراجعة نص مسودة الكتاب، عسى ان احصل على الموافقة الرسمية لطبعه، على حساب الوزارة من خلال مديرية الشؤون العامة، او ربما طبعه في اي دار اخرى، داخل البلد او خارجه..!

      قال لي المرحوم المطبعي. انا لست خبيرا في دائرة الرقابة العامة حاليا، ولكنني ابعثك الى الاستاذ محي الدين اسماعيل الذي يشغل موقع الخبير في دائرة الرقابة العامة حاليا، فاذهب اليه هناك عسى ان تحصل على مرادك.

 

      لم اكن قد تعرفت شخصيا على الاستاذ محي الدين اسماعيل بعد، رغم اني اعرفه بالاسم فقط، فذهبت اليه في دائرة الرقابة العامة داخل وزارة الثقافة والاعلام، نزولا عند نصيحة الاستاذ المرحوم حميد المطبعي، فتعرفت على شخص الاستاذ الكريم محي الدين اسماعيل وقدمت له مسودة الكتاب، طالبا منه ان يطلع على مضمونه آملا الحصول على موافقة طبعه. رحب بي الرجل كثيرا واجلسني قبالته وتحدثنا بعض الشيء عن الكتاب، واخبرته بان الاستاذ حميد المطبعي هو الذي وجهني بالحضور اليك. بعد حين طلب مني الاستاذ محي الدين اسماعيل ان اذهب الى مدير وادارة الدائرة لتسجيل طلبي ليتسنى تحويل الكتاب لي رسميا باعتباري الخبير المعتمد في الدائرة. وطبيعي عملت بكلامه حتى تم تحويل الكتاب الى الخبير الاستاذ محي الدين اسماعيل.

 

     مضى اسبوع او اكثر. حملتُ نفسي وذهبتُ الى وزارة الثقافة والاعلام والى دائرة الرقابة العامة، سائلا عن نتيجة الكتاب، الموافقة من عدمها..! فذهبتُ مباشرة الى الاستاذ محي الدين اسماعيل دون ان اذهب الى الادارة، لأرى الجواب منه او رد فعله في قيمة الكتاب برمته..! فكان ان اشار لي بالذهاب الى الادارة للاطلاع على النتيجة..! حيث لم يبدِ اي رد فعل جراء ذلك..! فذهبتُ الى مدير الدائرة مباشرة لاني كنت على معرفة به، ولكنني الآن لا اتذكر اسمه..! سائلا عن جواب الخبير الاستاذ محي الدين اسماعيل حول مضمون كتابي الموسوم بـ المقام العراقي الى اين..؟ وموافقة طبعه ام لا..!؟

     استقبلني السيد المدير استقبالا مميزا واجلسني بقربه وبدأ يحدثني باسهاب كثير عن الاعجاب المثير من قبل الخبير الاستاذ محي الدين بمضمون الكتاب..! واردف قائلا. ساريك ما كتبه الخبير في توصيته وموافقته على طبع الكتاب، رغم ان ذلك ممنوع الاطلاع على ما يكتبه الخبير، حيث تعطى نتيجة الموافقة فقط. واسترسل السيد المدير في كلامه. لكن السيد الخبير اثارني جدا بتكرار اعجابه بمضمون الكتاب بحيث قال اننا اكتشفنا كاتبا جديدا مرموقا في العراق. 

 

      واقع الحال، اصبحتُ متلهفا جدا للاطلاع وقراءة ما كتبه الخبير الاستاذ محي الدين اسماعيل حول كتابي. وعندما اطلعت وقرأت بما يقارب نصف صفحة او اكثر بقليل مما كتبه السيد الخبير. اجتاحتني هالة كبرى من السرور والابتهاج، لان ما كان مكتوبا من قبل الخبير الاستاذ محي الدين اسماعيل في موضوع طبع الكتاب ومضمونه الفني والعلمي والثقافي، شيء لايصدق، خاصة من شخصية علمية في الادب والفلسفة والثقافة، من خبير كبير كالاستاذ محي الدين اسماعيل. وعليه توسلت باخي السيد المدير ان يستنسخ لي هذه التوصية، لكنه اعتذر عن ذلك لان ذلك ممنوع حسب قوله، ووعدني انه سيستنسخ لي هذه التوصية بعد اسبوع تقريبا وليس الان..!

       نهاية الامر، لم احصل على نسخة من هذه التوصية المثيرة التي افتخر بها حقا لو حصلت على نسختها..! وفي النهاية ايضا، لم يطبع الكتاب في بغداد اصلا، رغم ان دائرة الشؤون العامة طلبت مني ذلك في وقتها. لكنني فضلت عرضا خارجيا مثيرا في بيروت من خلال المؤسسة العربية للدراسات والنشر التي تعتبر اشهر دار نشر عربية في الوطن العربي والمكتبات العربية في كل بقاع العالم..! وبقيتْ هذه الدار بشخص صاحبها ومديرها الاستاذ ماهر الكيالي، مستمرة في طبع كتبي واحدا تلو الاخر حتى يوم الناس هذا (هامش1)..!

 

      لا اعرف اخبارا عن الاستاذ محي الدين اسماعيل الخبير في دائرة الرقابة العامة اواخر التسعينات وبداية الالفية، فان كان موجودا ان شاء الله، فادعو له بالصحة والعافية والحياة الهادئة، وان كان عكس ذلك فالرحمة للاحياء والاموات. رحم الله الاستاذ حميد المطبعي ورحم امواتنا جميعا انه سميع مجيب الدعاء والحمد لله على هذا الحال وعلى كل حال.    

 

وللتاريخ اثر عميق

 

هوامش

هامش1 : انظر حلقات من الموسوعة تحت ارقام 69 و 70 و 71 و 72 و 73

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

اضغط على الرابط

مقام المحمودي / حسين الاعظمي ج 1

https://www.youtube.com/watch?v=LD4fjNyS5gA

مقام المحمودي ، حسين الاعظمي ج 2

https://www.youtube.com/watch?v=WHHqQRWW-aM

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.