اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعـظمي (134)- بشير مفتاح

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 يوميات حسين الاعـظمي (134)

 

بشير مفتاح

      في ليلة جميلة من ليالي مهرجان بابل الدولي الرابع عشر الذي بدأ من 22-9 حتى 1-10-2002 التي كانت ليلة ختام المهرجان لهذا العام، كنت قد دعوت عددا من اخوتنا العرب من فنانين وادباء واعلاميين من المشاركين في مهرجان بابل، فضلاً عن مجموعة اخرى من اخوتي واصدقائي العراقيين ايضا، ومما اتذكره من اسماء بعض شخصيات سهرتنا لهذه الليلة التي اخترت لها مكانا تراثيا هو نادي الجمعية البغدادية للتراث والفنون الكائنة في منطقة الصليخ من الاعظمية. من الجزائر كان السيد لحسن بلخيري ابو صدام مع زوجته والشاعر المعروف بشير مفتاح، والصحفي صالح روبي وزميلته السيدة نادية بو ركبة رئيسة جمعية نجدة اطفال العراق وشهادة العامرية. ومن المغرب كان السيد ادريس العمراني مع شقيقته. وكذلك الاعلامي الفلسطيني عبد الرحمن عثمان الاذاعي في الاذاعة الالمانية باللغة العربية. ومن الاردن الفنان خليل الجهماني. ومن اخوتي واصدقائي العراقيين الاعلامي احمد صبري ابو مها والاديب حسن عبد الحميد والفنان التشكيلي كريم الوالي والنحات طه وهيب والمخرج التلفزيوني وديع نادر والباحث المقامي قصي الطائي ابو سيف، وانظم بعدئذ الدكتور عبد القادر الدليمي وصديق له. اضافة الى اخرين لاتحضرني اسماءهم..! فقد كانت سهرة وليلة جميلة حقا وانا اتعرف على بعضهم لاول مرة، ومن هؤلاء الشاعر الجزائري المعروف بشير مفتاح الذي اتحفنا بابيات شعرية بالمناسبة ارتجلها خلال سهرتنا لهذه الليلة ، وهذه هي الابيات ادناه التي دوّنها في ورقة الصغيرة

 

أقـرِضِ الشعــرَ فـؤادي وانـظمِ   /   نحـن في بيتِ الحسينِ الاعـظمي

واشكرِ الفضلَ ففي الشكـرِ رضاً   /   تطبعُ الصدقَ عــلى نُـطق الـفمِ

هـذه لـيلةُ سعــدٍ مُــنـــِـحتْ   /   مـن كـريمٍ ذي المقامِ الاكـرمِ

جـَـمعتْ بين قــلوبٍ ابدعــتْ   /   فـي سماءِ الـفنِّ مـثلَ الانجمِ

بـارك اللهُ كـنا فـي ذا اللقا   /   مع استـاذِ المـقامِ الاعـظمِ

 

من الشاعر الاستاذ

بشير مفتاح الجزائري  1/10/2002 بغـداد

 

اعتقد، أو أحتمل، بل ربما من المؤكد ان هذه الابيات الخمسة التي ارتجلها الشاعر بشير مفتاح وكتبها في ورقة صغيرة واهداني اياها، لم توضع ضمن نتاجاته الشعرية، ولا يعلم بها نقاد الادب الجزائري، وعليه ربما لم توضع ضمن تاريخ وادب واشعار الشاعر بشير مفتاح..! لانه كتبها واهداني الورقة مباشرة، ربما دون ان يكتب نسخة اخرى لها ليحتقظ بها كي يضعها ضمن نتاجاته الشعرية، وانا بدوري لم انشرها ولم اذكرها منذ ذلك الوقت حتى الان ، حيث اعرضها عليكم الان اعزائي القراء الاكارم، من خلال موسوعتي المتسلسلة التي انشرها لكم من خلالها، وعليه فان نشرها الان، أكون قد اضفت الى مدوّنات هذا الشاعر ابياتا جديدة في تاريخه الشعري لن تذكر من قبل..! على كل حال، لم تتح لنا فرصة المواصلة بصورة عامة، ولكنني عرفت من خلال موقع كوكل انه توفي في شباط من عام 2013 ، اسكنه الله فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون..

هذا وقد استعنت– بتصرف- بحوار اجراه الاعلامي الصحفي الجزائري السيد عيسى حديبي مع الشاعر والمترجم بشير مفتاح، اليكم جزء يسير من هذا الحوار الذي اعددته لكم وهو المنشور يوم السبت 26/ كانون الثاني /2013 قبل ايام قليلة من وفاته رحمه الله  

****

 عاش الأديب بشير مفتاح حياة مليئة بالعمل الدؤوب في واحدة من اشرف المهن وارقاها، حيث كان معلماً في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية مربياً لآلاف الطلبة من ابناء بلده الجزائر. واستمر في مهنته هذه زمنا ناهز الاثنين وثلاثين عاما، وطبيعي ان يكون له الكثير جدا ممن تخرجوا على يديه على مدى هذا الزمن الطويل من الخدمة التعليمية والتربوية بين مدرس ومعاون مدير ومدير لبعض المدارس، منها 20 سنة قضاها مديرا لإكمالية، قبل أن يُحال على التقاعد،

ومن نشاطاته الادبية، مشاركته في عدة منتديات ومهرجانات ولقاءات ثقافية ادبية في كل ارجاء الوطن العربي، وهو عضو في اتحاد الكتّاب الجزائريين منذ عام 1981، كذلك كان عضوا في الديوان الوطني لحقوق المؤلف حتى وفاته في مدينة بوسعادة يوم الجمعة 22 فيفري (شباط) عام 2013 عن عمر ناهز الاثنين والستين عاما..

اعماله ومخلفاته الادبية والثقافية كثيرا، وباللغتين العربية والفرنسية، حيث ترجم اعمال كثيرة بين اللغتين المذكورتين، منها اناشيد وطنية. كذلك كانت له مجموعات ادبية من الشعر العربي الفصيح، ومجموعات اخرى بالشعر الشعبي الجزائري...

هذا ويذكر انه منذ طفولته ادخله اهله في الكتّاب (الكتاتيب) لتعلم قراءة القرآن الكريم، حيث تذوق ايقاع اللغة العربية من خلال كلام الله عزّ وجل، فامتلك لسانا سليما منذ بواكير حياته، فاحب لغته العربية وعشقها، وتاثر بموسيقاها وايقاعها الساحر وبدأ يقرض الشعر في وقت مبكر من حياته وفي ذلك يقول..

الشِّعْـرُ في زَمَـنِ الصِّـبَا صَـادَفْـتُـهُ  /   فَـعَـرَفْـتُ فِـيـهِ مَـواقِـعَ الأوْزانِ

مَا كُنْتُ أعْرفُ ما العَـروضُ وإنَّمَا  /   شَـرِبـتْ أحاسِـيسِي مِنَ الـقُـرآنِ

فَطَـفِـقْـتُ أسْـبحُ في مـِيَاهِ مُحـيطِه   /   مَا ضايـقَـتْـني مَـعالـمُ الشُّــطْـآنِ

يَـئِـسَـتْ شَياطينُ القَـريـضِ لأنَّني مَا  احتَجْتُ في شِعري إلى شَيْطانِ

وتَـعَــوَّذَتْ نـفْـسي بِـخالـقِـها، فـَقَـد  /   مُـلِـئَـتْ بِـنُـورِ الـحَـقِّ والإيـمَانِ

 

         سئل بشير مفتاح مرة عن القصيدة العمودية، وهل هناك امكانية في تحديثها..؟ مع ظهور الدور الفاعل لقصيدة التفعيلة والنثر..؟ فرد على السائلين. الترجمة عملية حساسة تقتضي من الذي يعمل فيها ان يكون ملما باللغتين المنقول منها والمنقول اليها، وملما ايضا بالشيء الكثير عن النص وعن صاحب النص. يتمتع كل إنسان بطاقة شعورية معتبرة، ولكن وسائل التعبير عنها لنقلها إلى الآخر تختلف باختلاف المواهب والأذواق والأهداف. والقارئ لهذه المشاعر يحتاج إليها جميعا، حتى في النوع الواحد من الفنون..

وبشير مفتاح، من مواليد عام 1951

بعد حصوله على البكالوريا في الآداب والتحاقه بمعهد بوزريعـة، تخرج أسـتاذا في الأدب، فعمل في سلك التعليم فالإدارة إلى غاية تقاعده سنة 2002.

وهو عضو مكتب جمعية عيسى بسكر لترقية ثقافة الطفل– بوسعادة، مدير اكمالية، وعضو في اتحاد الكتاب منذ 1981، كذلك عضوا في الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وعضوا في الاتحاد الوطني للفنون الثقافية.

توفي في مدينة بوسعادة يوم الجمعة 22/ فبراير/ فيفري / شباط 2013

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.