اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قصيدة نعي لعصرنا من عصر ما قبل الوباء// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

قصيدة نعي لعصرنا من عصر ما قبل الوباء

صائب خليل

13 شباط 2019

 

في سالف العصر والأوان عندما لم يكن وباء الرعب من إيران قد انتشر في امة العرب بعد..

كان للشاعر ان يمتدح ايرانياً.. دون ان يصاب نزلاء المصحة العقلية بالهياج

قبل ايام مرت الذكرى الأربعون للثورة الإيرانية وكان هناك فيديو يعدد انجازاتها بأرقام مفيدة تكشف حقائق خطيرة..

ترددت ان اشاركه، ليس خوفاً، فأنا بعيد عن ايديهم، ولا آمل بشيء من رضا احد..

إنما فكرت: ما فائدة حقيقة لا تثير الا الجنون والهلوسة فيمن يسمعها، ولا تأتيني إلا بالاتهامات الساقطة؟

وفكرت: نعم لقد تمكنوا من منع الحقائق عن هذا الشعب.. ومنع كل من يفكر بالحديث عنها.

لذلك، مشاركتي هذه القصيدة(1) لم يكن اعجابا بها، بل بالزمن الذي كانت به هذه القصيدة ممكنة!

 

منذ ان سلمنا الإعلام بأيديهم، كتبنا على عقولنا السلام..

النتيجة أننا لا نعرف شيئا تقريبا عن ايران..

فالنصف مجنون منها، والنصف الآخر مجنون بها، والندرة الباقية مطاردة بالتهم من الطرفين

والمجانين لا يصلحون لا للقراءة ولا للكتابة .. لأنهما لا يصلحان للتفكير

وكيف يفكر من يشعر بالمغص في معدته بمجرد سماع كلمة؟

 

تخيلوا قطيعا من الغزلان، ثلثه يعتقد ان الذئاب هي الخطر،

وثلثه يؤكد أن الجواميس بقرونها الكبيرة، هي العدو الذي يجب الانتباه منه،

أما الثلث الثالث فيقسم ان لديه معلومات توكد أنهما خطران بنفس الدرجة، وانهما يتعاونان سرا لمحاصرة القطيع!

لو كنت أنت الذئب.. هل تستطيع ان تحلم بفريسة أجمل من هذه؟

ما هي فرصة مثل هذا القطيع الذي لم يعد يقدر ان يرى عدوه، للبقاء على قيد الحياة؟

شاهدوا بعض افلام عالم الحيوان لتقدروا ذلك

 

كل فرد عندنا يرى نفسه عاقلا، وهو مطمئن أنه وصل الى حكمه بالتفكير المجرد..

لكن حقيقة الخط المذهبي والخط المرجعي الفاصل بين طرفي الرأي، يفضح أن العقل لم يكن صاحب القرار. فلو كان العقل من يحكم، لوجدنا نسباً متقاربة ممن يكره ايران بين الشيعة والسنة.. بين الصدريين وغيرهم من الشيعة.. أما حين تختص بالكره مجاميع وبالحب مجاميع، فهو الدليل على أن هذا الحب والكره قد "نزل من فوق" على تلك المجموعات، ولم يخرج من الرؤوس.. نزل من الإعلام المسلط على هذه المجموعة وذاك المسلط على تلك المجموعة، أو ما تقوله مرجعية هؤلاء ومرجعية أولئك. العقل فردي يوزع قراراته بشكل عشوائي، والإعلام جماعي يصيب جماعات.

 

نكتفي اليوم ان نراقب بدهشة هذا الانجاز العظيم في تحطيم الوعي، الذي لم يسبقه شيء مماثل في التاريخ. إنجاز لم يكن سابقا ممكنا إلا على المساجين الموضوعين تحت السيطرة التامة لسجانيهم، فتمكنوا من تحقيقه على الشعوب "الحرة"..

إنهم يسبقوننا بأجيال، وهم حريصون على إبقاءنا بعيدين إلى الوراء، وهم افضل من يحسن ذلك في كل تاريخ البشرية حتى اليوم، ونحن اسهل الفرائس في التاريخ حتى اليوم، ولحمنا الطري يسيل لعاب الذئاب.

 

(1) قصيدة نزار في الخميني

https://www.facebook.com/saiebkhalil/videos/1982774095104906/

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.