اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مستقبل شعبنا في الشرق الاوسط الجديد في ظل صفقة القرن والترسانة الامريكية// جونسون سياويش ايو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جونسون سياويش ايو

 

مستقبل شعبنا في الشرق الاوسط الجديد

في ظل صفقة القرن والترسانة الامريكية الضخمة

جونسون سياويش ايو

 

  تترقب دول العالم اجمع ساعة الصفر التي تعلن عنها الادارة الامريكية  توجيه الضربة العسكرية الموجعة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تعتبرها راعي الارهاب الاكبر وتمثل بنظرها أخطر دولة على المصالح الامريكية وحلفاءها في المنطقة وعلى الامن والاستقرار العالميين، خاصة بعد ان اوعز الرئيس الامريكي السيد (دونالد ترمب) الى وزارة الدفاع بارسال ترسانة عسكرية ضخمة الى الخليج العربي والمناطق القريبة منها للتصدي للخطر الايراني وردع نفوذها المتصاعد في المنطقة.

 

    اذا نظرنا الى كل هذا التحشد العسكري في منطقة الخليج من زاوية واحدة او من الناحية العسكرية نستنتج بان تغيير نظام الحكم الفقيه الايراني والقضاء على وكلاءها التقليدين في دول المنطقة والمتمثلة بحزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لايران في سوريا والعراق بات وشيكاً وارغام الحوثيين بقطع كل اشكال الارتباط  مع  ايران بات حتمياً.

 

   لكن لو نظرنا من الزواية الاخرى او بالاحرى من الناحية الجيوستراتيجية وفق المخطط اليمين المسيحي المتطرف في امريكا وبريطانيا المتمثل بعقيدة الكنيستين الانجيلية والبروتستانتية ومعهما ايضاً اليمين اليهودي المتطرف في اسرائيل، سنرجع من جديد ونربط الاحداث الحالية الجارية في منطقة الشرق الاوسط  بامور روحانية مرتبطة بنبؤات الكتاب المقدس التي اشرنا اليها في مقالاتنا السابقة (روابط موجودة في نهاية المقال).

 

  فان التحرك العسكري الامريكي الحالي وما سبقتها من الخطوات تتمثل بالعقوبات الاقتصادية الصارمة ليس بحق النظام الايراني فحسب بل ايضاً بحق الدولة الفلسطينية (السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة) وايضاً على دولة تركيا التي مارست بحقها ضغوطات سياسية واقتصادية صارمة منذ ان وصل السيد دونالد ترمب على سدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، بالاضافة  للحروب النفسية التي شنتها امريكا على الدول الثلاث المذكورة اي (ايران وتركيا وفلسطين) الدول التي تقف بالضد من المخططات الامريكية البريطانية الاسرائيلية في المنطقة، وكل هذه التحركات بالاضافة الى سلسلة من القرارات المهمة التي اتخذتها الادارة الامريكية في واشنطن ومن ابرزها (الاعتراف بمدينة القدس العاصمة الابدية لاسرائيل وقرار نقل السفارة الامريكية في اسرائيل الى مدينة القدس والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان السورية) هذا ناهيك عن جملة من الاجراءات الامريكية الاخرى التي شجعت التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية. وكل هذه التحركات تتزامن تماماً مع مخططات اليمين الاسرائيلي الهادف للسيطرة والاستحواذ على مدينة القدس وضمها لدولة اسرائيل وفق مشروع ("القدس لعام 2020) الذي وضعته الحكومة الاسرائيلية، وهي خطة عشرية يهودية متوسطة الأجل، تتعلق بالبنية التحتية والاقتصادية والاستيطانية والأمنية، والشؤون الدينية والصحية والتعليمية والسكانية والجغرافية والسياحية والخدمية العامة... وغيرها؛ مرسومة رسمياً بشأن مدينة القدس، أُعلنت رسمياً في عام 2009، وبدأ تنفيذها فعلياً منذ عام 2010 وتنتهي في عام 2020، وعملية تنفيذه سيتم من خلال مشروع (صفقة القرن) الذي بات ينتظر اللمسات الأخيرة لتعلن عنه الادارة الامريكية وفق خطتها للسلام بين الدول العربية واسرائيل وحل المشكلة الفلسطينية في ضل تأييد معظم الدول العربية والرفض الثلاثي (الايراني والتركي والسلطة الفلسطينية)، الدول الثلاث التي تمكنت الادارة الامريكية ان تحتويها وتشل قدراتها بالعقوبات الاقتصادية والخطوات الاخرى التي اشرنا اليها اعلاه تحسباً من ان تتخذ اي خطوات استباقية عسكرية لافشال مشروع (صفقة القرن) والذي سيعلن عن تفاصيله قبل او في المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده  في دولة البحرين في شهر تموز القادم بين الدول العربية واسرائيل لحل المشكلة الفلسطينية بحسب ما اعلنته الادارة الامريكية. وبموجبه سيتم ضم مدينة القدس بكاملها (الشرقية والغربية) للسيادة الاسرائيلية بالاضافة الى ضم اجزاء واسعة من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية التي تتواجد عليها المستوطنات اليهودية او اجزاء اخرى منها تخطط اسرائيل لبناء مستوطنات جديدة عليها.

 

   لذلك فان الصراع الخفي الجاري بين ايران وتركيا من جهة وامريكا من جهة اخرى سببه الوحيد هو مخطط الشرق الاوسط الجديد وان  مشروع صفقة القرن هو المدخل العريض الذي ستبدا امريكا وحلفائها  من خلاله تنفيذ جميع مخططاتهم، لذلك فان تركيا ستضطر في نهاية المطاف ان تختار حالة الصمت والسكوت بدلاً من المواجهة مع امريكا بسبب المشاكل السياسية والاقتصادية السيئة التي تمر بها في الوقت الراهن وتزايد الضغوطات الامريكية عليها والتي ستزداد اكثر في الفترة القادمة اذا استمرت بسياساتها المعادية لمشروع صفقة القرن، وان الخطوة المرتقبة التي ستتخذها الادارة الامريكية ضد تركيا وهي ادراج التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وجميع المؤسسات التابعة لها كجماعات ارهابية.

 

   فان ايران ستفعل المستحيل لابعاد اراضيها عن ساحات الحرب وخاصة بعد محاولتها جر وكلاءها في لبنان وسوريا والعراق الى اتون هذه الحرب بالوكالة عنها وذلك بشن ضربات صاروخية على القوات الامريكية المرابطة في الخليج وقواعدها وسفاراتها وقنصلياتها ومصالحها المنتشرة في العراق ودول الخليج وكذلك على الدول الحليفة لامريكا وخصوصاَ اسرائيل، وحاولت ايضاً استخدام الحوثيين لزعزعة الامن والاستقرار في الخليج لرفع اسعار النفط واحداث فوضى في اسواق النفط العالمية، كل ذلك بهدف افشال مشروع صفقة القرن.

 

  اما امريكا فقد تمكنت من افشال المخطط الايراني بعد ان وجهت رسالة تهديد الى الحكومة الايرانية من خلال بعض الدول الوسيطة مفادها اذا ما حاول اي طرف من الاطراف المحسوبة عليها بالتحرك لتعكير صفوة الاجواء المهيئة لتمرير هذا المشروع او حاولت افشاله بتوجيه صواريخها نحو اهداف امريكية او حلفاءها فان الرد الامريكي الحاسم والعنيف سيكون بالدرجة الاولى داخل العمق الايراني بتوجيه ضربة عسكرية موجعة للاهداف الايرانية (مواقع عسكرية ومنشأة نووية واجهزة امنية) بمختلف الاسلحة الهجومية المنتشرة في المنطقة، اما الدول التي ستنطلق من اراضيها صواريخ ايرانية على قواعدها ومصالحها وحلفائها وخاصة من الدول الثلاث لبنان والعراق وسوريا التي هي بالاساس داخلة ضمن مخطط مشروع الشرق الاوسط الجديد، فانها ستقوم بشن ضربات صاروخية وجوية موجعة كرد فعل ضدها، وباعتقادي فان امريكا ستمارس ضغوطات كبيرة على حكومات تلك الدول الثلاث لانهاء وجود الميليشيات الشيعية المسلحة فيها، وان هذه الدول ان لم تستطع احتواء هذه الميلشيات والسيطرة عليها وعلى صواريخها الايرانية واسلحتها الثقيلة فانها ستكون اكثر الدول الخاسرة من جراء هذه الحرب وستدخل في نفق مظلم بعد ان ينتشر الفوضى فيها، وستعمل امريكا باتخاذ اجراءات مختلفة ضدها بغية اضعافها ومن ثم تمزيقها  وتقسيمها الى دويلات قومية وطائفية صغيرة.

 

   لكن بتصوري فان امريكا تحاول ان تمرر مشروع صفقة القرن من دون اية عراقيل وبعيدة عن اي مواجهة عسكرية سواء مع ايران او وكلاءها في المنطقة، رغبة منها بتأجيل هذه المواجهة الحتمية الى مرحلة قادمة. وايضاً ايران التي اخذت الانذار الامريكي بمحمل الجد ستحاول ان تقبل بامر الواقع وترضى بتمرير مشروع صفقة القرن بعد ان تم محاصرتها عسكرياً واقتصادياً وكذلك الحال بخصوص وكلاءها في المنطقة، فان السيد خامنئي مضطر بان يتجرع السم من جديد بصمته وسكوته على تمرير مشروع صفقة القرن، كما تجرع  السيد خميني السم بقبوله لوقف اطلاق النار اثناء الحرب العراقية الايرانية.

 

  لذلك فان مشروع صفقة القرن سيمرر سواءاً تحركت ايران ووكلاءها في المنطقة ضد المشروع او سكتت عنه. وبعد تمرير مشروع صفقة القرن فان بعض المناطق في الشرق الاوسط ستكون اكثر ملتهبة وستدخل في صراعات وحروب مختلفة تماماً عن المراحل السابقة, وان المنطقة برمتها ستشهد تغيرات جذرية مرتقبة والتي ستنعكس ايجاباً حيال مستقبل وجود ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق تواجده التاريخية على رغم الحالة المأساوية والصعبة التي يمر بها في الوقت الراهن في ضل تناقص مخيف لتعداده في العراق واقليم كوردستان من جراء المخططات الخبيثة التي نفذتها المنظمات اليهودية المعادية لمشروع الشرق الاوسط الجديد وايضاً الدول الاسلامية السنية والشيعية والجهات السياسية الداخلية التابعة لها او خاضعة لسياساتها الخبيثة حيال شعبنا بالاضافة الى مجموعاتها الارهابية المختلفة كمنظمة داعش والقاعدة والنصرة الارهابية وميليشياتها المسلحة، وان جميع هذه الجهات المذكورة عملت بمخططات منظمة ومنتظمة لقلع جذور شعبنا من اعماق اراضيه التأريخية السحيقة والسيطرة عليها وارغامه على ترك الوطن والهجرة الى انحاء دول العالم خوفاً من ان تتحقق النبؤات الموجودة في العهد القديم والتي تشير بشكل واضح الى نهوض امتنا ودخولها من جديد في الساحة الدولية ككيان جديد في منطقة الشرق الاوسط.

 

  حيث ستقوم الحكومة الامريكية في المرحلة الاولى بتطبيق المشروع الذي اقره الكونغرس الامريكي وصادق عليه الرئيس دونالد ترمب والذي هو بالاساس انشاء كيان خاص لشعبنا في مناطقه التاريخية بغطاء مشروع الابادة الجماعية، وفق القرار (HR390) والذي أقر بأن الجرائم المرتكبة من قبل عصابات داعش الإرهابية ضد المسيحيين والايزيديين في العراق وسوريا "إبادة جماعية"، متضمنا تعهدا من الحكومة الأمريكية في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم لإعادة إعمار مناطقهم المحررة. وفي نظري فان الحكومة الامريكية ستقوم بتنفيذ هذا القرار عملياً في مناطق سهل نينوى مباشرة بعد الانسحاب المرتقب لفصائل الحشد الشعبي منها، علماً بان قرار الانسحاب لهذه القوات قد اتخذ رسمياً من قبل رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي، وان هذه الخطوة ستكون بمثابة اللبنة الاولى وكأساس قوي ومتين لشعبنا ليكون له الدور الفعال في المستقبل.....

والرب يوفق الجميع

 

الرابط الاول :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=875099.0

 

الرابط الثاني :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=875380.0

 

الرابط الثالث :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=841235.0

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.