مقالات وآراء

عادل عبد المهدي يحاول نزع الشروال الكردي المقدس// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

 

عرض صفحة الكاتب

عادل عبد المهدي يحاول نزع الشروال الكردي المقدس

حسن الخفاجي

 

انقسم المجلس الاسلامي الاعلى الى مجلسين، مجلس التملك المقدس بالوراثة، الذي فاز به السيد عمار الحكيم، وأصبح لاحقا تيار الحكمة، ومجلس فاز بكهوله السيد صولاغ وخسر كل شيء وتبخر. الفائز الوحيد من هذا الانقسام هو السيد عادل عبد المهدي، الذي اصبح بفضل انسحابه الذكي بتوصية عليا، رئيسا للوزراء، بحجة الاستقلالية وعدم التحزب، التي هبطت بركاتها السريعة عليه، ومسحت كل تاريخه بكل الأحزاب!.

يسير السيد حيدر العبادي على خطى عادل عبد المهدي بانسحابه من حزب الدعوة، الذي ربما سينقسم الى قسمين او سيتشظى، بين ادعاء السيد المالكي لملكيته، وبين خصومه أولهم عمامة البزنس والصفقات السيد علي العلاق، وربما اخرين. لقد نزع السيد حيدر العبادي في اخر أيامه برئاسة الوزراء شروال الزعامة الكردي المقدس من السيد مسعود برزاني، وسلب منه ( قدس الاكراد) كركوك، وظل برزاني لفترة دون هوية غير هويته العائلية.

 الصراعات الدولية والاصطفافات والتقاسم الجديد لمناطق النفوذ بين الدب الروسي والنسر الامريكي، اصبحت طوق نجاة للسيد مسعود برزاني، الذي فقد كل شيء وكسب بالآخر بطاقة اللوتو الثمينة. بإسهامه عبر حلفائه الجدد من نزع رئاسة الوزراء من السيد العبادي والباسه رئاسة الوزراء شروالا كرديا، على مقاس السيد عادل عبد المهدي، الذي رد الجميل والاعتبار سريعا للسيد مسعود باتفاقات مالية وموازنة، اقرت على عجل بتوصية من اللاعبين الخارجين الكبار، منحت السيد مسعود برزاني ثلث موازنة العراق.. أمسى السيد مسعود هو يتحكم نسبيا باموال العراق بعد ان منح منصب وزارة المالية لاحد اتباعه. يأخذ السيد مسعود حصته من نفط العراق المستخرج من الجنوب وياخذ كل واردات نفط الشمال، دون الالتزام ببنود اتفاق ابرمه مع السيد عادل عبد المهدي، الذي يفاخر بارتدائه التاريخي للشروال منذ كان معارضا يقيم بكردستان. الذي يحصل ان الامريكان، ربما هم من أوعزوا للسيد العبادي بنزع خاتم زواجه من حزب الدعوة، ليكون مستعدا كلاعب جوكر احتياط، في حال تمكنوا من إطاحة السيد عبد المهدي. شعر السيد عبد المهدي بحراجة موقفه، لذلك أعلن عن عدم تنفيذ مسعود للاتفاق المالي معه. حاول التلويح بنزع الشروال الكردي، بالخصوص بعد سلسلة التفجيرات التي يراد منها عودة كركوك الى الحضن الكردي. تلويح السيد عبد المهدي بنزع الشروال، لعل السيد مسعود يحن ويشفق عليه ويعود الى اتفاقه المالي معه. لان السيد عبد المهدي يدرك خطورة وحراجة موقفه، بعد الغضبة الشعبية، وارتفاع نبرة الانتقادات الحادة، التي اطلقها السيد العبادي وأتلافه ضد سياسة السيد عادل عبد المهدي المالية مع السيد برزاني والأمنية في كركوك.

زيارة السيد العبادي يوم امس لبعض نقاط السيطرة العسكرية واستقباله بحفاوة من منتسبيها، واستمراره بنقد سياسة السيد عبد المهدي، هي اعلان عن جهوزيته لشغل منصب رئيس الوزراء، بعدما اغتسل غسل الجنابه الاخير وفض شراكته بحزب الدعوة. السيد العبادي ومشغليه يدركون ان مزاج العراقيين بالضد من كل الأحزاب الحاكمة، لذلك عمد المشغلون على خداع العراقيين باستقلالية عادل عبد المهدي، لتكون جسرا لاستقلالية من يأتي بعده، ممن ضاقت على طموحاتهم ثياب الأحزاب المستهلكة. بضاعة السيد العبادي، التي يريد بيعها للعراقيين: هي نجاحه السابق بالتعامل مع السيد برزاني، وتمكنه من كبح جماحه وإسهامه بافشال مساعي مسعود للانفصال، وخنقه اقتصاديا. السيد عبد المهدي يحاول ان ينزع فعليا الشروال الكردي ان لم ينفع مع السيد برزاني التلويح بنزعه. التلويح بنزع الشروال او نزعه فعليا، من اجل البقاء بالمنصب، لان غدر السيد مسعود وإخلاله بالاتفاق مع عبد المهدي احرج عبد المهدي ومن جاء به الى السلطة وجعلهم عراة امام العراقيين.

اقامتي لفترة في السودان واحتكاكي المباشر بالسودانيين ودماثة اخلاق معظمهم وبرودة طبعهم وصبرهم، جعلني استبعد ثورة هذا الشعب، لكن ثورة السودانيين السلمية، التي قابلها تاجر الإبل حميدتي رجل السعودية بالنار، جعلني أعلن عن خطأ تقديراتي من جهتين. الاولى انني كنت ولازلت اراهن على ثورة سلمية للعراقيين وعصيان مدني يطيح بكل الطبقة السياسية وهذا لم يحصل الى الان. ثانيهما استبعادي لثورة السودانيين وقد حصلت وهم قاب قوسين او ادنى من تحقيق حلمهم بحكومة مدنية.

(ياصبر أيوب، ماذا انت فاعله ان كان خصمك لا خوف، ولا خجل)