اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الميليشيات الحاكمة تبتز امريكا لتغطية فشلها في أنهاء الثورة الشعبية// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

الميليشيات الحاكمة تبتز امريكا لتغطية فشلها في أنهاء الثورة الشعبية

د. لبيب سلطان

 

منذ ثلاثة أشهر جربت السلطة ممثلة بأذرع ميليشيات ايران المسيطر والحاكم الفعلي في العراق كل وسائل القمع الوحشي مع المتظاهرين والثوار ولم تستطع ان تكسر شوكتهم لسبب واضح ان ثورتهم هي ثورة وطنية صميمية وخروجهم للشارع وساحة الأعتصامات كان لهدف أقامة حكم وطني و دولة مدنية عادلة بعيدة عن فساد محاصصة الطوائف والأعراق، ولم يحركهم سيناريو امريكي –اسرائيلي أو بعثي كما يدعي متحذلقي السياسة الذين اضحوا كـ"الفتاحفالية" منجمين يرهمون مصطلحات رخيصة  مثل "الجوكر الأمريكي" الذي يحرك الجماهير لتفسير حركة شعب من خمسة وثلاثين مليون انسان عاشوا الواقع المر وفساد حكومي غير مألوف ودولة تدار من قبل الف أو اقل  من مرتزقة طارئين التبسوا الدين والتقوى لباساً زائفاً وحكموا خلال عقد ونصف، كان خلالها الشعب ينزف دما بصمت ويلعن الحياة, ووصل الأمر بهم أن الأستشهاد بكرامة في ساحات الأعتصام لهو خيرالف مرة  من العيش باذلال للحصول على لقمة للعيش وخدمات بسيطة عجزت حكومات الحرامية المتعاقبة عن توفيرها، لأن السلة لاتتسع للجمع بين سرقاتهم وتوفير خدمات وعيش يليق بالبشر.

 

أن من يروج لدور الجوكر الأمريكي في تحريك هذه الملايين مصاب بداء العميان أو التعامي، فهو اعطى لأمريكا أو اسرائيل أو البعث مالايملكونه وما لايستطيعونه ، الوف الشباب مستعدين للتضحية في سبيل وطن يحلمون به وتسير خلفهم جماهير مليونية زاحفة مستعد للصمود معهم بحثا عن سبل العيش الكريم وفي ظل دولة وطنية عادلة تكسر ذراع الفاسدين ومن ورائهم من صادروا منهم حق العيش بكرامة ورفض هؤلاء الشباب موقع الخانع كمن يرى الحرامي يسرق وهو قابع حائر.

   

جاء سيناريو مهاجمة قواعد يقيم فيها الجنود الأمريكان كاّخر ماأبتكره "سليماني" قائد العصابات الحاكمة لتحويل الأنظار من جبهة الصراع الوطني الحقيقي في ساحات الأعتصام الى هجمات جانبية  على الأمريكان تهدف لكسر شوكة الثوار وتحويل مسرح الأحداث من ثورة شعبية اصيلة الى خلطة يدخلون فيها امريكا الى ساحة الأحداث ، لخلط الأوراق وايجاد فرصة مناسبة للأنقضاض على الثورة ، بل أكثر من ذلك بتحويل العراق الى ساحة حرب بين الحشد الحكومي من جهة و القوات الأمريكية وتوريط العراق من جديد, وكل ذلك لتصفية حسابات ايرانية امريكية على حساب دم العراقيين. 

 

أن ظهور قادة الميليشيات الحاكمة أمام السفارة الأمريكية وأمام الكاميرات ليعطوا اشارة البدء بالهجوم على السفارة أظهر أنهم ليسوا الطرف الثالث بل هم الطرف الأول في الدولة والطرف الفعلي الماسك بزمام الأمن وأدارة الدولة العميقة والمسؤول المباشر عن تصفية المتظاهرين السلميين على يد الحشد  الحكومي الذي قاموا بتحويله الى قوات موازية على غرار حرس الثورة الأيراني لتصفية الخصوم ومعارضي السلطة وللقضاء على الحركات الشعبية المطالبة بالأصلاح, والذي فضح الطرف الثالث اليوم هو كيفية السماح لهم الحضور بملابس عسكرية أمام السفارة الأمريكية وحرق بوابتها في قلب المنظقة الخضراء ولم يستطع ما يدعى القائد العام للقوات المسلحة ان يجبرهم على الأنسحاب ولا توسلات نائب قائد عمليات بغداد الفريق يار الله الذي ظهر يتوسل اليهم وهو يرى انهم يحرقون مكاتب فيها ، في حين ان مجرد محاولة عبور المتظاهرين السلميين لجسر الجمهورية للتظاهر أمام المنطقة الخضراء كان يجابه بالقتل وأطلاق الرصاص الحي والقنابل الغازية السامة مباشرة على المتظاهرين. ولعل ماقاله عادل عبد المهدي انه لمدة ساعتين لم يستطيع الأتصال بكتائب حزب الله  بعد تلقيه خبر الضربة الأمريكية من وزير دفاعها ، انه ليس قائدا عاما للقوات المسلحة ولاحتى قائدا على فَـرّاش في الحشد السلطوي الموازي للقوات التي يزعم انه يراسها ، وهو كان قد قال سابقا انه لم يصدر اي امر باطلاق النار على المتظاهرين كونه فعلا لايملك سلطة على هذه الميليشيات  التي اجرمت بحق المتظاهرين والشعب العراقي باجمعه .

 

لقد فات على سليماني وعلى اتباعه من قادة المليشيات المسلحة ان القاصي والداني بات يعرف اليوم ان الجماهير خرجت غاضبة على سلطات الفساد التي تحميها عصابات تأتمر بامرة ايران تنتحل مختلف الأسماء الدينية المقدسة  وتدعي التمثيل . لقد خرج الشعب  بثورته لا حبا بأمريكا ولا بتوجيه منها أو من عملاء أسرائيل أو البعث بل من جور الظلم والفساد وأذلال الناس في عيشهم اليومي من قبل مرتزقة الأحزاب والعصابات التي نهبت الدولة وتاجرت بالدين والمقدسات لتخفي فسادها وعدوانيتها وأرتزاقها لأيران, فهي تسرق دون شبع وتعبث بحياة الناس باستهتار وفي وضح النهار ، واذا كانت تختفي بشعارات المقاومة فلا خيراً في مقاومة تحمي السراق وتضرب وتقتل ابناء شعبها الأبرار الذي خرج  ليواجه سلطات فاسدة بصدر مفتوح ، فشتان بين مقاومة تحمي بناء دولة ناجحة ومقاومة فاشلة تحمي السراق والحرامية والأنتهازيين والوصوليين ممن يتربعون على مقدرات الدولة التي اضحت اضحوكة للعالم بفسادها على يد هؤلاء الفاسدين. 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.