اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

إذا انت أطلقت على مبادئك النار، أطلقت مبادئك عليك العار!// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

إذا انت أطلقت على مبادئك النار، أطلقت مبادئك عليك العار!

صائب خليل

 

نقاش بين خالي المرحوم جميل منير، القيادي في الحزب الشيوعي، وأخيه المرحوم الخال ياسين بعد صدور اعلان تأميم النفط من قبل احمد حسن البكر، توجه ياسين الى جميل وسأله ببعض الغضب والعتب: "شلون تصدرون بيان تأييد للبعث بتأميم النفط، وهمه يطاردوكم وحابسيكم بالسجون؟؟!!"

أجابه جميل بهدوء: "لعد شلون؟ تريد يقولون الحزب الشيوعي وقف ضد التأميم"؟

حاول ياسين الاحتجاج: "احنا متبهدلين وندافع عنكم، وانتو كلها تعذيب وسجن واعدام، تالي انتو تطلعولهم بيان تأييد؟؟"

استمر جميل يشرح لأخيه أن هذا أمر وذاك امر، وان البعثيين يبقون اعداءهم لكن هذا لن يدفعهم الى موقف يخون مبادئهم، حتى لو كان ذلك يعني ان اعدائهم سيستفيدون منه"!

لا أظن أن خالي ياسين اقتنع بكلام أخيه، اما انا فما زلت انظر بعد نصف قرن من الحادثة، بدهشة الى هذه الرفعة التي امامي! هل يمكن حقاً لإنسان ان يمتدح او يدعم من يسجنه ويعذبه ويطارد اهله ويعدم رفاقه، إذا اتخذ موقفاً صحيحاَ من وجهة نظره من الناحية المبدئية؟ هل هناك حقاً مثل تلك الأساطير؟...

....

اليوم...تخرج تظاهرة يفخر بها أي شعب في العالم لطرد الاحتلال عن بلده.. فتسمع:

"كلام حق أريد به باطل"!

"متاجرة بشعار السيادة"!

"نريد خروج الاحتلال لكن ليس بطريقة الميليشيات"!

"الحكومة دعت اليها لإفشال الانتفاضة"

"محاولة جلب الانتباه بعيدا عن تظاهرات التحرير"!

"ما بيهم 180 ألف!"

" اجبروهم على الخروج للتظاهرة"

"دفع لهم كم قرش"

"ليس بوعيهم وانما يتبعون كالقطيع"

(يضع خارطة القواعد الامريكية في المانيا)

"اليسوا من اتى بالاحتلال واليوم يريدون اخراجه؟"

" مظاهرات الجادرية كانت بدفع من إيران"!

"مقتدى يريد يستغلها"

"اللي ضربتهم أمريكا كانوا ميليشيات خارج سلطة الدولة"

"ننهي الهيمنة الإيرانية اولاً والباقي سهل"

"هل تصدق ان الأحزاب الفاسدة يمكن ان تخرج المحتل؟"

"أليس لدى إيران نفسها اتفاقية مع أميركا؟"

" الطرف الثالث اوعز للرعاع بتنظيم المليونية!"

" اخراج القوات الأجنبية ليس بالمهاترات والعنتريات"

"لماذا تذكروا السيادة الآن بالذات؟"

"انا مع خروج الاحتلال ولكن.."

.....

هو مع خروج الاحتلال..... مثلما هو مع ضرورة الذهاب الى الشغل.. مثل إقراره بلا شهية، بأهمية أكل الخضار من اجل الصحة. عبارة هو مضطر لأن يعترف بصحتها على مضض، ومقدمة ضرورية لما يريد ان يقوله بعدها بما يناقضها.. .. هو "يفضل"، لو كان لبلده سيادة!...

لا أثر لشوق طال اليها، ولا لحسرة لفقدانها، ولا سعادة غامرة بقرب أمل الوصول اليها.. لا استعداد للتضحية من اجلها حتى بنسيان حقد على منافس نال شرف محاولة نيلها للوطن، ولن يقفز أحد فرحاً لتحقيقها ويهنئ رفاقه بها، كما فعل شيوعيو السبعينات في السجون، حين انستهم أمنياتهم الوطنية بتأميم النفط، حقدهم حتى على جلاديهم!

نعم كان لدينا يوماً مثل تلك الاساطير، وكان العراق ثرياً بمثل هؤلاء، أما اليوم فنحن فقراء ضائعين ومشوشين في اغلبيتنا الساحقة... نفتقد الى الأمنية المشتركة والاعتزاز..

لقد نزلت علينا لعنة من أطلق على مبادئه النار، وهاهي مبادئنا ترد لنا الصفعة!

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.