اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

صفقة القرن: التداعيات والانعكاسات والمخاطر// د. زهير الخويلدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. زهير الخويلدي

 

عرض صفحة الكاتب 

صفقة القرن: التداعيات والانعكاسات والمخاطر

د. زهير الخويلدي

كاتب فلسفي/ تونس

 

" لنا ما ليس يرضيكم لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل

أيها المارون في الكلمات العابرة

كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة وانصرفوا "     -  محمود درويش

 

1-    مكونات صفقة القرن:

تتكون الخطة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية من جانبين: السياسي والاقتصادي

الجانب السياسي من الخطة:

ماهو معلن على مستوى الظاهر هو أن صفقة القرن أو خطة ترامب للسلام هو اقتراح أو خطة سلام تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وتشمل الخطة إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصاديات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، وكان من المتوقع أن يطرحها جاريد كوشنر صهر ترامب خلال مؤتمر في البحرين عقد يومي 25 و26 يونيو 2019.

 

بيد أن حقيقة الأمر ومن باطن المسألة أن صفقة القرن تمثل مؤامرة جديدة وصفعة لكافة العرب والمسلمين والقوى المحبة للعدل والحق في العالم من الإنسانية التقدمية ولعبة سياسية غير نظيفة من دوائر معادية . وبالتالي تعد صفقة القرن مكيدة كبرى نصبتها الصهيونية للشعب الفلسطيني خططت لها قوى امبريالية معولمة لتصفية القضية الفلسطينية وتعويم الحقوق التاريخية العربية الإسلامية والمسيحية في القدس ولا تقل خطورتها عن وعد بلفور ومعاهدة كامب دفيد وخارطة طريق السلام التي دارت بين مدريد و أوسلو.

 

تتمثل الخطة السياسية التي أعدتها الادارة الأمريكية منذ مدة طويلة أنه "في 28 من شهر يناير، من عام 2020، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني غانتز ولم يدع أي مسؤولين فلسطينيين إلى واشنطن لإطلاق خطته للسلام من أجل حل الصراع القائم منذ عقود؛ حيث اجتمع بهما من أجل مناقشات منفصلة بشأن صفقة القرن؛ فيما بعد، أعلن الرئيس ترامب خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة بـ"صفقة القرن" بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكّد بدوره أن الخطة تقدم "طريقًا واقعيًا" لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

 

 تضمنت وثيقة مشروع السلام الأميركي ما بين 175 و200 صفحة، وتم تداول الكثير من مضامينها إعلاميا ولدى بعض الأطراف المعنية على شكل تسريبات. ويمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقيام مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة. وبعد عام من الاتفاق تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات وسيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة بما في ذلك إسرائيل. حتى الآن ترفض إسرائيل تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية. ونصت صفقة القرن على وجود مرحلة انتقالية من أربعة أعوام، وذلك انتظاراً لمتغيرات سياسية ستدفع السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن موقفها الرافض للخطة حالياً، وإعلان سيطرة إسرائيل على 30 في المئة من الضفة الغربية ضمن المناطق التي تعرف باسم "ج"، وفق تصنيفات اتفاق أوسلو المبرم عام 1993، وستبقى مدينة القدس موحّدة تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة؛ بضم جميع مستوطنات الضفة الغربية التي يزيد عددها عن 100 مستوطنة بهدف منع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضي فلسطين المحتلة. وتعتبر هذه الخطة "الاقتراح الأكثر سخاء" الذي تمَّ تقديمه إلى إسرائيل، كما وأنها تتضمن كذلك إقامة "دولة فلسطينية رمزية" لا يمكن لأي زعيم فلسطيني أن يقبلها". لكن كيف تم ربط الجانب السياسي بالوعد بتقديم أرقام ضخمة من المساعدات المالية؟

 

الجانب الاقتصادي للخطة:

"تعرض الخطة استثمارات بقيمة 50 بليون دولار من أجل 179 مشروع أعمال وبنية تحتية. والتي سيديرها مصرف تطوير متعدد الأطراف، باستثمارات تحميها الشفافية، ومحاربة الفساد، وضمان الشروط. تتصور الإدارة أن الخطة ستمولها في الغالب دول عربية ومستثمرون أثرياء من القطاع الخاص. ينقسم التمويل إلى 26 بليون دولار قروض، و13.5 بليون دولار منح، و11 بليون دولار في الاستثمار الخاص. سيُنفق معظم الخمسين بليون دولار في الضفة الغربية وغزة، بالإضافة إلى إنفاق 9 بليون دولار في مصر، و7 بليون دولار في الأردن، و6.3 بليون دولار في لبنان. يتضمن العرض عددًا من المشاريع المحددة، والتي تشمل بناء معبر سفر يربط بين الضفة الغربية وغزة بطريق سريعة وربما سكة حديد، وتوسعة هائلة للمعابر الحدودية، وتطوير محطات الطاقة، وتحسين البنية التحتية لتعزيز السياحة، وإعادة بناء وتطوير المستشفيات الفلسطينية وعيادات الصحة. وإنشاء قاعدة بيانات لتسجيل ملكية الأراضي، وتحسين إمدادات المياه القابلة للشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي، وإنشاء جامعة فلسطينية جديدة ضمن أول 150 جامعة عالميًا". لكن ألا يؤدي هذا السخاء الاقتصادي إلى تنازل سياسي؟

 

مصير الدولة الفلسطينية:

أعلنت خطة ترامب دعم دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها الضواحي الشرقية للقدس، والتي ستعتمد على الفلسطينيين لأخذ خطوات جعلها دولة ذاتية الحكم.  تعرض خطة ترامب على الفلسطينيين دولة فلسطين المستقبلية، والتي لن تتأسس قبل أربع سنوات من إنفاذ الخطة. ستكون دولة فلسطين منزوعة السلاح (بدون قوات مسلحة) وستبقى كذلك. أما معايير الاعتراف فهي معايير وثيقة الارتباط بدولة فلسطين ولا بد أن تسعى لإنفاذها دولة إسرائيل والولايات المتحدة معًا بحسن نية، وبعد مشاورة السلطة الفلسطينية: 

 

·  سيكون للفلسطينيين نظام حكم بدستور أو نظام آخر يضمن إنفاذ القانون الذي يوفر حرية الصحافة، والانتخابات الحرة النزيهة، واحترام كل حقوق الإنسان لكل مواطن، وحماية حرية العقيدة وضمان حرية الأقليات في ممارسة شعائرهم، وإنفاذ القانون بعدالة ومساواة، والقضاء المستقل مع عواقب قانونية مناسبة لمن يخالف القانون.

·   سيكون للفلسطينيين مؤسسات مالية تتسم بالشفافية والاستقلال والتي تستحق ثقة الفلسطينيين والقادرة على الخوض في معاملات الأسواق العالمية بطريقة مشابهة للمؤسسات المالية للدول الديمقراطية الغربية مع أسلوب حكم مناسب يمنع الفساد ويضمن الاستخدام المناسب لهذه الأموال، وبنظام قانوني يحمي الاستثمارات ويحقق التوقعات المالية للسوق.

·   سينهي الفلسطينيون كل البرامج والتي تشمل المناهج الدراسية والكتب، والتي تحض وتشجع على الكراهية أو المعاداة لجيرانهم، أو التي تشجع على الأعمال الإجرامية أو أعمال العنف.

·  سيحقق الفلسطينيون السيطرة القانونية المدنية الكاملة على كل أراضيهم كما سيضمنون نزع سلاح كل مواطنيهم.

·  على الفلسطينيين الالتزام بكل الشروط الأخرى للخطة.

لكن ماهو مستقبل السيادة الفلسطينية على أماكن العبادة في الأراضي المحتلة؟

 

وضع الأماكن المقدسة:

"تدفع الصفقة في اتجاه تخلي الفلسطينيين والأردن عن الإشراف على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. كما تعترف الخطة بحق إسرائيل في كافة "القدس غير المقسمة" معترفة بالقدس عاصمة لإسرائيل . سيحظى الفلسطينيون بأحياء في الأجزاء الخارجية للقدس الشرقية وراء الجدار الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك كفر عقب ومخيم شعفاط توصف على أنها "الجزء الشرقي لشعفاط وأبو ديس". تضع الخطة المسجد الأقصى متضمنًا المصلى القبلي تحت السيادة الإسرائيلية، إذ تدعو الخطة على إبقاء الوضع الحالي. ترفض الخطة مطالبة الفلسطينيين بالحرم الشريف، إذ تضعه بدلا من ذلك تحت الإشراف الأردني. تعطي الخطة لإسرائيل مهمة حماية المواقع المقدسة وضمان حرية التعبد. لكن كيف تم التفاعل مع صفقة القرن داخليا وخارجيا؟

 

2-    المواقف الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية من صفقة القرن:

تتراوح المواقف بين الرفض التام والمناداة بإسقاطها والتحفظ الخجول عليها والتبرم غير المعلن منها والترحيب بها والمشاركة فيها والترويج السياسي لها والانخراط التام في تمريرها والتوقيع عليها. فكيف تفاعل الفلسطينيون مع هذه الخطة؟ وهل كانت فرصة للتوحد من أجل إسقاطها أم تواصل انقسامهم؟

 

رفض فلسطيني للصفقة:

أبدى الفلسطينيون غضبهم الكبير ورفضهم القاطع لبنود وحيثيات صفقة القرن، خارجين في مسيرات تنديدية رافضة لها منذ صباح يوم إعلانها، كما أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس رفضه التام لخطط ترامب قائلاً: "القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة"، وقال إن الاستراتيجية الفلسطينية ترتكز على استمرار الكفاح "لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال الدولة وعاصمتها القدس الشرقية"، وأشار إلى جاهزية الطرف الفلسطيني للتوجه إلى محكمة العدل الدولية، مضيفا: "سمعنا ردود فعل مبشرة ضد خطة ترامب وسنبني عليها، مستعدون للتفاوض على أساس الشرعية الدولية، وهي مرجعيتنا"، وشدد على التمسك بالثوابت الوطنية التي صدرت عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، وتابع: "لن نتنازل عن واحد منها". كما أشار كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إلى أن صفقة القرن هي نسخة من مقترح إسرائيلي قُدم في 23 سبتمبر 2012.

 

كما أكدت الحكومة الفلسطينية، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "قتل إمكانية التوصل إلى حل عبر التفاوض" وأكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفضه خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واصفا إياها بـ"صفعة القرن" ومؤكدا أنه يرفض التفاوض على أساسها واتفق الرئيس محمود عباس وإسماعيل هنية على اللقاء في قطاع غزة. وفي سياق متصل اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن الخطة الأميركية "محاولة غير مسبوقة لإنكار حقوق الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أنها "تدمر الأسس التي قامت عليها مفاوضات السلام". توعدت حركة "حماس"، بإفشال "صفقة القرن" الأمريكية، مشددةً على أن "أي صفقة أو مشروع ينتقص من حقوقنا الكاملة في أرضنا ومقدساتنا، لن يمر". وقال قاسم: "كل محاولات تمرير هذه الصفقة، سيتحطم على صخرة مقاومة شعبنا وصموده". وأضاف: "شعبنا الفلسطيني هو الذي سيحدد مصيره بنفسه، عبر ثورته المستمرة ونضاله المشروع وإيمانه المطلق بعدالة قضيته، وقدرته على التضحية حتى انتزاع حريته". ‏وذكر أن حدود فلسطين "رسمها شعبنا بدمائه التي سالت عبر تاريخه مقاومته للمحتل، ولن تُرسم هذه الحدود بقرار أمريكي، ولن تستطيع قوة أن تختزل هذه الحدود المسجلة بدماء وأشلاء شهداء شعبنا وأمتنا". بينما رأى عباس أن "القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة."

 

الجامعة العربية: في اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية، يوم السبت الأول من فبراير/ شباط 2020، رفضت بالإجماع خطة السلام الأميركية الجديدة. وقال أمينها العام أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بالقاهرة" إن قرار رفض الخطة الأميركية جاء بالإجماع، وبالتالي صادر عن موافقة كاملة من الجميع.

 

البرلمان العربي : أيّ "تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية لا يقبل بها الفلسطينيون ولا تنص على حقوقهم التاريخية في قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967".. ان معادلة السلام المنشود لن تكون إلا عبر مفاوضات مباشرة وجادة ومتكافئة وفق مبدأ حل الدولتين. "ان وثائق ومستندات ما يسمى بصفقة القرن ومكانها الحقيقي هو مزبلة التاريخ".

 

المؤتمر الإسلامي: أعلنت المنظمة في بيانها الختامي عقب اجتماعها الاستثنائي في جدة، الاثنين، رفضها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن". وقالت المنظمة التي تضم 57 دولة، والتي تعقد قمة في مدينة جدة السعودية لمناقشة الخطة "ندعو كافة الدول الأعضاء إلى عدم التعاطي مع الخطة الأمريكية أو التعاون مع الإدارة الأمريكية في تنفيذها بأي شكل من الأشكال". وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، دعم أي جهود دولية لحل القضية الفلسطينية وصولا إلى سلام شامل، كما أكد دعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالحلول المستندة إلى القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية. أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، خلال كلمته في افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في جدة، الاثنين، لبحث موقف المنظمة من "صفقة القرن"، على "التمسك بحل عادل يكفل حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". ومن جهته أكد الأمين العام للمنظمة أن "قضية فلسطين تتصدر سلم أولويات المنظمة"، وأشار العثيمين إلى دعم المنظمة أي جهود دولية لحل القضية الفلسطينية، وصولا إلى سلام شامل.

 

المؤتمر الإفريقي: ان صفقة القرن "ستفاقم من الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".واعتبر الخطة الأمريكية "انتهاك لكل قرارات الأمم المتحدة، وقرارات الاتحاد الإفريقي، ولن تسهم إلا في زيادة التوتر". إن "مقترحات ترامب تشبه القوانين التي كانت تنفذ في جنوب إفريقيا خلال فترة الفصل العنصري".

 

الاتحاد الأوروبي:

أصدر الاتحاد الأوروبي، بيانًا يشدد على موقفه الثابت والموحد بشأن مقترح حل الدولتين والذي يأخذ بعين الاعتبار التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. أعلنت وزارة الخارجية الألمانية إن الحل المقبول من الطرفين هو وحده يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مضيفةً "الاقتراح الأميركي يثير أسئلة سنناقشها في الاتحاد الأوروبي"

 

المواقف الرافضة:

 

تونس: في بيان رسمي أصدرته الخارجية التونسية؛ أكدت فيه على أن السلام في المنطقة لا يتم سوى بالاعتراف الكامل غير المجزئ لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على أرضه عاصمتها القدس الشريفة، كما جدد البيان تأكيده على أنه لا مساحة للمساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وفقاً لكل الاتفاقيات الدولية، أعلنت الخارجية أيضاً دعمها و وقوفها بجانب الشعب الفلسطيني دائماً حتى يسترد كامل حقوقه.

 

الجزائر: أعلنت الجزائر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أنها تجدد دعمها القوي والدائم للقضية الفلسطينية، وأن حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وسيدة عاصمتها القدس الشرقية لا يسقط بالتقادم، وذكر البيان أن الجزائر متمسكة بمبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن خاصة القرارين رقم 242 و 338، وأنه لا سبيل للحل دون إشراك الفلسطينيين، وأن ما تسمى "صفقة القرن" موجه ضد الفلسطينيين. وجددت دعوتها إلى ضرورة توحيد الكلمة والصف الفلسطيني، والتنسيق العربي والدولي المشترك لتجاوز الانسداد القائم.

 

سوريا: أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، بيانا قالت فيه "إن الجمهورية العربية السورية تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق لما تسمى “صفقة القرن” والتي تمثل وصفة للاستسلام لكيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وتندرج في إطار المحاولات المستمرة للإدارات الأمريكية المتعاقبة والكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية وتجاهل الشرعية الدولية وإجهاض قراراتها بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي.

 

العراق: أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي رفضه لـ«صفقة القرن» التي تتبناها الإدارة الأميركية الحالية لحل القضية الفلسطينية. وقال إنه «تمت مواجهة صفقة القرن بشكل مشرف، ومن أراد تمريرها أصبح في شك من إمكانية تحقيقها»، مؤكداً أن «قضية فلسطين قضيتنا ونقف مع الشعب الفلسطيني دون أي شروط أو تحفظ». وأضاف عبد المهدي: «اجتمعنا مع الوفد الفلسطيني وبحثنا في شتى المجالات الصناعية والاقتصادية والتجارية». وأكد أن «موقف العراق ثابت من القضية الفلسطينية»، مبيناً أن «العراق يرفض أي مشروع استيطاني في المنطقة».

 

لبنان:  رفض صفقة القرن.. ويخشي من ربط المساعدات الدولية بشرط القبول بها. في هذا السياق أكّد وزير الخارجية والمغتربين، ناصيف حتّي، أنّ "الموقف اللبناني من خطّة السلام الأميركية (صفقة القرن) يستند إلى المبادرة العربية لعام 2002"، داعياً إلى "تحقيق سلامٍ عادل بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". وأشار حتّي في حديثٍ لقناة "سكاي نيوز" إلى أنّ "اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب في القاهرة سيبحث، السبت المقبل، سبل إحياء نتائج قمة 2002 التي انعقدت في بيروت، ونتجت عنها المبادرة العربية". وأضاف حتّي: "لن تنجح أي محاولة لتحقيق سلام جزئي لا يضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل تقوم كل يوم بخطوات لمحاربة السلام".  وفي ما يتعلق بعودة اللاجئين قال حتّي: "نتمّسك بحق العودة للفلسطينيين، وهو حق قانوني وأخلاقي، ونشدّد على رفض التوطين". وتابع: "لا أحد يتخلّى عن الهوية الوطنية مقابل إغراءات مادية. لا يمكن استلاب حق الشعب الفلسطيني مقابل مساعدات مالية".

 

إيران : قالت الخارجية الإيرانية في بيان، إنّ "خطة العار التي فرضها الأميركيون على الفلسطينيين هي خيانة العصر ومحكومة بالفشل".

 

تركيا: أعلنت وزارة الخارجية التركية أن خطة السلام المزعومة للولايات المتحدة الاميركية، ولدت ميتة، وإن هذه "الصفقة" هي خطة ضم تهدف إلى قتل حل الدولتين والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وأن القدس هي خط أحمر.

 

روسيا: أعلنت وزارة الخارجية والمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة أن "صفقة القرن تتجاهل قاعدة التسوية المعترف بها دوليا".شككت روسيا في جدوى خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، وقال ديمتري بيسكوف: ”نرى رد فعل الفلسطينيين ونرى ردود فعل مجموعة كبيرة من الدول العربية التي وقفت بجانب الفلسطينيين في رفض الخطة. هذا يبعث بالطبع على التفكير في جدواها“

 

فرنسا: قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، إن بلاده لا تنتظر خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي باتت تعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن".وشدد على أنه "من المستحيل أن يستطيع البيت الأبيض فرض اتفاق على الأطراف التي لا ترغب في التفاوض"، مضيفا أنه "لم يعد ينتظر صفقة القرن التي يعمل عليها ترامب ومستشاروه". واستدرك قائلا: "لكنني مستمر في العمل على مقترحات بديلة بشأن ذلك". ودعا في رسالته إلى السلطة الفلسطينية لعدم الانسحاب من العملية السياسية التي ترعاها أميركا وللتعرف على تفاصيل الخطة الأميركية قبل اتخاذ القرار برفضها، مؤكدا استعداد باريس لتقديم خطة بديلة إذا فشلت الخطة الأميركية. أكدت فرنسا، على ضرورة العمل بمبدأ "حل الدولتين" وفق القانون والمعايير الدولية المتفق عليها، من أجل إحلال سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط."

 

 ايطاليا: النائب ميشال بيراس في مجلس النواب الإيطالي:- أرفض خطة السلام الأمريكية المزعومة واعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل- القدس عاصمة فلسطين، ولكنها في نفس الوقت العاصمة المعنوية للعالم، وعاصمة السلام والحوار - يجب انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وإتاحة المجال لعودة الشعب الفلسطيني لبلاده، واعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة وقال ميشال بيراس عضو مجلس النواب الإيطالي، الأحد، إنه يمكن لتركيا وإيطاليا إعداد خطة سلام بديلة لصفقة السلام المزعومة.

 

المواقف المؤيدة:

شاركت مجموعة من الدول في مؤتمر البحرين المنعقد في المنامة تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" في 25 يونيو 2019، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن الدول العربية السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب. كما أيدت بطريقة ضمنية مجموعة من الدول العربية الأخرى .

 

الولايات المتحدة: دونالد ترامب: رؤيتي للسلام مختلفة مفصلة عن الخطط السابقة، وتحتوي على 80 صفحة.  ستبقى القدس عاصمة "إسرائيل" والأهم أنها غير مقسمة وفق خطتي. ستضمن خطة السلام دولة فلسطينية متصلة الأراضي وستبقى القدس العاصمة الموحدة لـ"إسرائيل". "إسرائيل" ستعمل مع الشخص الرائع ملك الأردن للتأكد من بقاء المسجد الأقصى كما هو، ولاستمرار زيارة المسلمين إلى المكان. "رؤيتنا ستنهي دوامة فلسطين من الاعتماد على المنح الأجنبية، سوف يتمتعون بالكرامة والحس الوطني والاعتماد على الذات". هذه الفرصة التاريخية للسلام ستتحقق إذا وافق الفلسطينيون. دول عديدة ستشارك في توفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة في الدولة الفلسطينية المستقبلية.

 

اسرائيل:  قال نتنياهو لترامب: أنت أعظم صديق حظيت به "إسرائيل" في البيت الأبيض. خطة ترامب تتضمن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية". إسرائيل" ستطبق قوانينها على غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية ومناطق أخرى ضمتها الخطة. حضور الإمارات والبحرين وعُمان هنا اليوم، إشارة مهمة للحاضر والمستقبل.

 

بريطانيا: أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، إنّ "خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي، لحل النزاع الإسرائيلي -الفلسطيني هي بكل وضوح اقتراح جدي"

 

مصر: أعلنت وزارة الخارجية المصرية إن مصر تقدّر الجهود الأمريكية المتواصلة من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

 

الأردن: أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة حقه في الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم. اللافت للنظر أن بعض الدول العربية الموافقة على الصفقة تبنت بيانات المؤسسات الإقليمية والدولية الرافضة لها على غرار المؤتمر الإفريقي والمؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ويعد مفارقة دبلوماسية ومحاولة لإرضاء الرأي العام. لكن ماذا يترتب عن تمرير صفقة القرن؟

 

3-الأضرار والمخاطر الناجمة عن الخطة:

 

لقد تسببت صفقة القرن في المزيد من التصدع في الجدار الهش للأنظمة العربية وترتب عنها مشاكل داخلية وأضرار خارجية على المدى القريب وعلى المستوى البعيد يمكن أن نذكر منها ما يلي:

 

الضرر الأول الذي يحدث عند تمرير صفقة القرن هو وقوع النظام السياسي العربي في مأزق وفقدانه للمشروعية في نظر شعوبه المناصرة بشكل عفوي وطبيعي للحقوق الفلسطينية في العودة والدولة والقدس. الضرر الثاني هو حالة اليأس والإحباط التي ستعمم الشارع العربي والفلسطيني وتشكل حالة احتقان تكون مواتية للانخراط في ردود أفعال غير محسوبة وعنيفة تعكر العلاقات وتشنج الأجواء.

 

الضرر الثالث سحب مشروع قانون تناقشه البرلمانات العربية حول تجريم التطبيع مع الكيان الغاصب.

 

مخاطر على المستوى المغاربي:

-  اختلاف في التقييم بين الدول بين الرافض والمؤيد مما يؤدي الى المزيد من سوء التفاهم والانقسام ويعطل مشاريع الاندماج والشراكة بين الشعوب.

- تغذية مشاعر الكراهية بين الناس والتمييز على أساس الانتماء الهووي والديني.

- التراجع عن الفكرة المتوسطية من حيث هي إطار جغرافي ثقافي للتواصل والتكامل.

-  إرباك المسار الانتقالي المنبثق عن مسار الحراك الاحتجاجي للشارع المغاربي.

 

مخاطر على المستوى الإقليمي:

-  التطبيع المجاني والاستسلام الطوعي والتنازل عن الحقوق التاريخية والشرعية.

-  عزل قوى المقاومة والتحرير وإلغاء فكرة المواجهة بجميع أشكالها المدنية وغيرها.

-  الدفع في اتجاه خيار الحرب الإقليمية في سبيل تحقيق المزيد من التوسع والانتشار.

-  اتساع الهوة بين الانظمة السياسية المعتدلة والشعوب العربية الرافضة للصفقة.

 

اذا كان النظام السياسي العربي المنبثق من قرارات الجامعة العربية المتخاذلة موافق على صفقة القرن فإن الشارع العربي رافض بصورة مطلقة وقوى المقاومة والمجتمع المدني العالمي في حالة اشتباك معها.

 

4-وسائل التصدي للصفقة:

حول هذا الموضوع قال المناضل عبد الكريم الخطابي ما يلي:" ويسرني في الختام أن أحيي إخواننا مجاهدي فلسطين الشقيقة ، داعيا لهم بالفوز والنصر، ومؤكدا لهم تضامن الأقطار المغربية معهم، وعزمنا اتخاذ جميع الوسائل الممكنة للاشتراك في إنقاذ بلادهم والمحافظة على عروبتها ووحدتها"

 

لا يجب الاكتفاء بإصدار البيانات الرافضة وتنظيم الندوات الفكرية والمشاركة في المسيرات المنددة تبرئة للذمة وترضية للضمير وإنما ينبغي تحويل المظلمة التاريخية التي تعرضت إليها القضية الفلسطينية إلى حركة وعي وحدوي ويقظة حضارية شاملة ومناسبة للتشبيك الفعل المقاوم وتعبئة فكرية للفرز والانحياز.

 

تعبر المقاومة من الوسائل المشروعة والمعقولة وتندرج ضمن حق الدفاع عن النفس والمطالبة بتطبيق المواثيق الدولية التي تنص عليها المعاهدات الدولية والتوصيات الصادرة على مؤسسات المنتظم الأممي.

 

لقد آن الأوان لرفض كل المؤامرات وإسقاط صفقة القرن وكفى قبولا للصفعات ويجب إبطال التقسيم سايسبيكو الباطل وينبغي إعادة الأمل والأمن إلى العالم والإيمان بفلسطين حرة من النهر إلى البحر وتوجيه البوصلة نحو محور المقاومة والتحرير الذي يعمل جاهدا منذ عقود على تحقيق توازن القوة.

 

إذا كانت بعض الدول العربية والإسلامية والمسيحية ترفض الخطة في العلن وتساندها في السر فحري بها أن تجتمع وتنسق فيما بينها بشكل رسمي لكي تطرح خطة بديلة تضمن الحقوق التاريخية للفلسطينيين.

 

التربية على حب فلسطين والقضية العادلة والمشروعة للفلسطينيين في العودة والدولة والقدس والتصدي للتطبيع بمختلف أشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية ومناهضة خط الانبطاح والاستسلام.

 

الانخراط الواعي والمسؤول في الفعل النضالي المساند للقضية الفلسطينية ضمن حراك مدني واسع يشمل جبهة مركبة ومتعددة الأبعاد تعمل على الصعيد الاستراتيجي وتجمع بين وعي النخب واحتجاج الجماهير.

 

إطلاق شبكة مدنية من أجل دعم الحقوق الفلسطينية في السيادة على القدس وبناء الدولة الوطنية وعودة المهجرين وتساند وحدة الصف الفلسطيني وصداقة الشعب الفلسطيني مع العالم وجل المحيط الحضاري.

 

لكن كيف يمكن التصدي لهذه المخاطر الكارثية الناجمة عن توقيع صفقة القرن الظالمة؟ وأليست وحدة الصفة الفلسطيني والاندماج العربي والتفاهم الإسلامي هي وحدها التي يمكنها أن تتكفل بإسقاط الخطة؟

 

كاتب فلسفي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.