اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟ (8)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

عرض صفحة الكاتب 

هل الماركسية لا زالت حاضرة في عصرنا؟ (8)

محمد الحنفي

المغرب

 

تطور الماركسية بفعل تطور العلوم والتقنيات، والتقنيات الدقيقة:

إن حركية الواقع، لا تسير في خط مستقيم، بل في خط حلزوني. وإلا، فإن الرتابة ستلازم الواقع، وسيصاب الناس بالملل من هذه الحياة الرتيبة، التي لا تتغير أبدا، وما لا يتغير، يلازم التخلف، على جميع المستويات.

 

وبالتالي، فإن الحياة تتجدد باستمرار، وتجددها هو التغيير عن التطور، الذي لا يتوقف. وما يجعل الحياة تظهر على أنها واقفة، لا تتطور، هو فعل الطبقة الحاكمة، التي تقمع، بالقوة، كل تحول لا يعرفه الواقع؛ لأنه ليس من مصلحتها أن يتحول الواقع إلى الأحسن، مما يجعلها تفرمل عجلة التطور، التي تتجاوز ما هو قديم، ومتطور، عن طريق إعادة إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يترتب عنه رتابة الحياة، التي تتناقض مع تحول الواقع، تناقضا مطلقا؛ لأن الرتابة لا تستمر، إلا بإعادة إنتاج نفس نمط الحياة.

 

وإذا كان سير الحياة في خط حلزوني، فإن معنى ذلك: أن حمايتها، لا تتم إلا بتطورها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. ذلك التطور الذي يكون معبرا عن التجدد المستمر، الذي يقتضي، من الإنسان، البحث الذي يكون معبرا عن التجدد المستمر، عن كل ما يستجيب إلى متطلبات الحياة المعرفية، والعلمية، والمنهجية، التي تمهد الطريق أمام التطور، الذي لا يتوقف أبدا.

 

ونحن عندما نزعم أننا نتطور، فإن زعمنا يبقى بدون مدلول، إذا وقفنا في وجه ما يقتضيه التطور المعرفي، والعلمي، والمنهجي، الذي يقود إلى إحداث ثورة معرفية، وعلمية، ومنهجية، عندما يتغير المنطلق الفلسفي، والعلمي، والمنهجي.

 

فالمعرفة التقليدية، والعلم التقليدي، والمنهج التقليدي، بمنطلق مثالي، أو خرافي، لا ينتج إلا الفكر المتخلف، الذي يعيد إنتاج الواقع المتخلف، الذي يجر البشرية إلى الوراء، ولكن عندما يتغير المنطلق المعرفي، والفلسفي، والعلمي، والمنهجي؛ فإن هذا التغيير، يعتبر بمثابة ثورة، وأول من قام بهذه الثورة: ماركس، ورفيقه أنجلز، اللذين جعلا كل شيء في هذه الحياة يمشي على رجليه، بعد أن كان يمشي على رأسه، بتغيير المنطلق المثالي / الخرافي / الغيبي، بالمنطلق المادي، ليتغير كل شيء في هذه الحياة.

 

وبناء على الاستنتاج أعلاه، فإن الفلسفة التي تعتمد المنطلق المادي، وهي هنا: الفلسفة الماركسية، تستطيع أن تطرح أسئلة منتجة للمعرفة العلمية الماركسية، التي لا تكون محكومة إلا بالمنهج العلمي الماركسي، الذي يحيلنا على القوانين الدياليكتيكية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، اللذين يجب توظيفهما، بقوانينهما، في النظر إلى الواقع، في تاريخيته، وفي مراحل تطوره، وفي واقعه المتحول، والمتجدد باستمرار، بحكم الرؤيا المادية المتجددة باستمرار، تبعا للمنهج المادي المتطور باستمرار، بفعل التطور الذي تعرفه العلوم، والتقنيات، والتقنيات الحديثة.

 

فما الذي يتطور في الماركسية؟

 

هل تتطور الفلسفة الماركسية؟

 

هل يتطور العلم الماركسي؟

 

هل يتطور المنهج الماركسي؟

 

وهل يؤدي تطور الفلسفة الماركسية، والعلم الماركسي، والمنهج الماركسي، إلى تطور اليسار المعتنق للاشتراكية العلمية، كفلسفة، وكعلم ماركسي، وكمنهج علمي ماركسي؟

 

وهل يستطيع اليسار، أن يتوحد في حركة يسارية واحدة، تقوم عل أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية؟

 

وهل يستطيع اليسار الموحد، المعتنق للاشتراكية العلمية، كفلسفة ماركسية، وكعلم ماركسي، وكمنهج علمي ماركسي، تغيير الواقع؟

 

إن الذي يتطور من الماركسية، هو مجمل الماركسية، التي لم تفرط في الأواليات، وتستوعب إيجابيات المستجدات، التي تصبح جزءا لا يتجزأ منها. ومن باب التجاوز، فإننا يمكن أن نقول:

 

1) إن الماركسية كفلسفة، تتطور بفعل تطور الفكر الفلسفي بصفة عامة، حتى وإن كان هذا الفكر الفلسفي، بمنطلق مثالي، أو خرافي، أو غيبي. والفلسفة الماركسية، بمنطلق مادي، في تفكيرها الفلسفي، كما تتطور الفلسفة الماركسية، بناء على التطور الذي تعرفه الآداب، على جميع المستويات، وفي جميع اللغات؛ لأن أي إبداع أدبي، كيفما كان نوعه، وبأي لغة كان؛ لأن أي أديب، وكيفما كان نوع إبداعه، لا بد أن يحتك بالفلسفة، ولا بد أن تكون له رؤيا فلسفية، ولا بد للفلسفة الماركسية، أن تتفاعل مع أي رؤيا فلسفية، لأي أديب، ولا بد أن تستفيد من تلك الرؤيا، إذا كانت متطورة، ويمكن أن تقف وراء تطور الماركسية، في اتجاه العمل على طرح السؤال النوعي، الذي يحفز على البحث، من أجل البحث في عمق الواقع الإنساني، الذي يمكن أن يجر إلى تطور علم من العلوم الماركسية، القائمة على بناء علم ماركسي جديد، ينضاف إلى العلوم الماركسية القائمة.

 

والفلسفة الماركسية، كذلك، تتطور، بناء على التطور الذي تعرفه العلوم الكيميائية، والفيزيائية، والطبيعية، والرياضية، التي تؤثر في واقعها، من العمل العقلي، الذي يبحث باستمرار عن الأجوبة على الأسئلة، التي تطرحها الفلسفة، خاصة، وأن العلم، عندما يعجز أمام ظاهرة معينة، يأتي دور الفلسفة، التي تمهد لعمله، في التعامل مع الظاهرة، عن طريق طرح الأسئلة، التي تستوجب البحث العلمي، للوصول إلى القوانين التي تتحكم في الظاهرة، والوصول إلى صياغة القوانين التي تتحكم في الظاهرة، إعلان عن تطور حاصل في علم ماركسي معين، أو عن استنتاج علم جديد، يجعلنا نرتبط بالواقع الجديد، الذي لم نكن نفكر فيه من قبل.

 

والفلسفة الماركسية، كذلك، تستفيد من التطور الذي تعرفه التقنيات، والتقنيات الحديثة، التي يمكن أن تقوم، بدور أساسي، في التسريع بتحول الواقع المادي، والمعنوي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ لأن عملية التسريع في التغيير، يقتضي تدخل الفلسفة الماركسية، من أجل مواكبة التغيير السريع، وطرح الأسئلة التي تستلزم البحث، من أجل أن يصير التغيير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا أن يكون تغييرا لصالح تطور، وتطوير وسائل الإنتاج، التي لا تفيد إلا مالكيها، الذين يوظفونها للزيادة في أرباحهم المادية، والمعنوية، التي تجعلهم يتمكنون من كل شيء، بما في ذلك فرض حرمان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من كل الحقوق الإنسانية، ومن حقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

 

فتطور التقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة، يستوجب الاحتكاك بالمجال الفلسفي، الماركسي، بحثا عن طرح الأسئلة الفلسفية، التي تستوجب، كذلك، البحث عن تطور، وتطوير التقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة، من أجل الوصول إلى طرح الأسئلة الفلسفية الجديدة، نظرا للعلاقة الجدلية، بين التقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة.

 

و إذا كانت الفلسفة الماركسية المتفاعلة، مع الواقع، تتطور، كذلك، بتطور الآداب، والعلوم، والتقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة؛ فإن الآداب، والعلوم، والتقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة، تتطور، كذلك، بتطور الفلسفة، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة بينهما.

 

2) أن الماركسية كعلم، لا بد أن يتفاعل الجانب الفلسفي، مع الجانب العلمي فيها، وأي تطور يحصل في الفلسفة الماركسية، لا بد أن يحصل في العلم الماركسي، بحكم التفاعل بينهما، والذي لا يكون إلا إيجابيا، بالنسبة للفلسفة الماركسية، وبالنسبة للعلم الماركسي، الذي يتفاعل مع جميع الفلسفات القائمة في الواقع، مستفيدا من التطور الذي تعرفه الفلسفات الأخرى، حتى وإن اختلفت منطلقاتها عن منطلقات الفلسفة الماركسية، والعلم الماركسي، ما دام العلم الماركسي يتفاعل مع الواقع، الذي يعتبر من كل مكوناته مختلف الفلسفات، التي ينتجها الفلاسفة، بمنطلقات غيبية، حتى وإن كانت تسعى لتحقيق أهداف تتناسب مع منطلقاتها، إلا أن ذلك، لا ينفي التفاعل معها، ولاستفادة العلم الماركسي من إيجابياتها. وما يفيد العلم الماركسي في تطوره، يبقى لتلك الفلسفات، التي تختلف منطلقاتها عن منطلقات الفلسفة الماركسية، والعلم الماركسي.

 

وكما يستفيد العلم الماركسي، من التفاعل مع الفلسفة الماركسية، ومع باقي الفلسفات الأخرى، فإن العلم الماركسي، يتفاعل، كذلك، مع التطور الذي تعرفه الآداب المختلفة، وخاصة تلك المختصة بالخيال العلمي، التي تسبق وقتها، وتتنبأ بما يمكن أن تحققه البشرية على مستوى التطور العلمي، خاصة وأن الإبداعات الأدبية، سواء كانت ماركسية، أو غير ماركسية، يمكن أن تحمل، في طياتها، رؤيا علمية للواقع، وعن الواقع. وهو ما يمكن أن يتفاعل معه العلم الماركسي، الذي يحرص على الاستفادة من كل شيء، من أجل إنضاج شروط تطوره، حتى يستطيع مواكبة العصر، والفعل فيه، ومن أجل أن يساهم العلم الماركسي، بشكل فعال، في تصور الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

 

وبالإضافة إلى استفادة العلم الماركسي، من الآداب، وما يحصل فيها من تطور، فإن العلم الماركسي يتفاعل، كذلك، مع التطور الحاصل في العلوم الكيميائية، والفيزيائية، والطبيعية، والرياضية، إلى جانب تفاعلها مع التقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة، سعيا إلى الاستفادة من ذلك التطور، من أجل التطور والتطوير الذي يعرفه العلم الماركسي، في تعدده، حتى يقف وراء تطور المجتمع، وتطور الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، وفي تطور كل مناحي الحياة في المجتمع الماركسي.

 

والعلم الماركسي، لا يكتفي بالتفاعل مع ما تعرفه الفلسفة من تطور، سواء كانت ماركسية، أو غير ماركسية، وبالتفاعل مع التطور، الذي تعرفه الآداب المختلفة: ماركسية، وغير ماركسية، وبالتفاعل مع التطور الذي تعرفه العلوم، والآداب المختلفة: ماركسية، وغير ماركسية، وبالتفاعل مع التطور الذي تعرفه العلوم، والتقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة، سواء كانت ماركسية، أو غير ماركسية، فإنها تتفاعل، كذلك، وباستمرار، مع المنهج العلمي الماركسي، بقوانينه: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، التي تتفاعل، باستمرار، مع مختلف العلوم، ومع مختلف المناهج العلمية، حتى يصير المنهج العلمي الماركسي، أكثر فعالية، في تطور العلم الماركسين وتطويره، الذي يجب أن يضاهي كل العلوم، على المستوى العالمي، ومن أجل أن يقف وراء تطور، وتطوير الإنتاج الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى تصير الدولة الاشتراكية الماركسية، أقدر على مواجهة الدولة الرأسمالية العظمى، التي تحرص على تخلف المجتمع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

 

3) أن الماركسية كمنهج، لا بد أن يجد نفسه مضطرا إلى التفاعل مع الفلسفة، ومع المناهج الفلسفية، ماركسية كانت، وغير ماركسية، ومع الآداب، ومع المناهج الأدبية، ماركسية كانت، وغير ماركسية، ومع العلوم، والتقنيات، والتقنيات الحديثة، أو الدقيقة، ماركسية كانت، وغير ماركسية، حتى يعرف تطورا، يمكنه من التفاعل الإيجابي، مع ما يجري في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يقوم بدوره كاملا، غير منقوص، في عملية التحليل الملموس، للواقع الملموس، الذي يمكننا من استنتاج نظرية عن الواقع المادي، تمكننا من عملية التغيير، التي تنشدها الماركسية.

 

فتفاعل المنهج العلمي الماركسي: (المادية الجدلية، والمادية التاريخية)، مع الفلسفة، ومع المناهج الفلسفية، أنى تعددت، سواء كانت ماركسية، أو غير ماركسية، تمكن المنهج العلمي الماركسي، من جعل الفلسفة تقبل على طرح السؤال الفلسفي المنتج، وعلى التطور، والتطوير، تبعا لنوعية الأسئلة التي تطرحها الفلسفة، والتي تستجيب لمتطلبات البحث الفلسفي، والعلمي، والمنهجي، في نفس الوقت؛ لأن التطور، والتطوير، عمليتان معقدتان، تعبران عن التحول الذي يحصل في الواقع، الذي يفرض تحولا فلسفيا، ومنهجيا فلسفيا، كنتيجة لتفاعل الفلسفة، والمناهج الفلسفية، مع الواقع، من أجل تحريك الواقع الآسن، حتى يتجدد، ويتطور، تبعا للتجدد، والتطور القسريين، ومن أجل أن تواكب المناهج الفلسفية، ما يصير عليه الواقع، وما يجب أن تصير عليه الفلسفة، حتى تتطور، استجابة للتطور الذي يجب أن يحصل في المنهج الماركسي، خاصة، وأن الغاية من تفاعل المنهج الماركسي، مع الفلسفة ومع المناهج الفلسفية، هو إتاحة الفرصة أمام إمكانية تطور المنهج الماركسي، حتى يصير أكثر نجاعة، في عملية التحليل الملموس، للواقع الملموس، التي تعتمدها الحركات الماركسية، والتي أنتجت لنا العديد من الثورات، التي جعلت الواقع في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في ظل قيام الدولة الاشتراكية المتحققة، في مكان ما، وفي زمن ما.

 

وتفاعل المنهج العلمي الماركسي، يقف وراء تطور، وتطوير الأداب، والمناهج الأدبية، التي قد تكون واقعية نقدية، أو واقعية اشتراكية، تهدف إلى جعل الآداب، والمناهج الأدبية المتفاعلة، مع المنهج الاشتراكي العلمي، الماركسي، متطورة، وفي نفس الوقت، مطورة للمنهج الاشتراكي العلمي، الذي يستعين بالأدب الواقعي النقدي، والواقعي الاشتراكي، في عملية التعمق في فهم الواقع، والعمل على تفكيكه، وإعادة تركيبه، وصولا إلى امتلاك نظرية عنه، تجعله قابلا للتغيير، انطلاقا من النظرية التي صارت ممتلكة، سعيا إلى التحرير، بدل العبودية، وإلى الديمقراطية، بدل الاستبداد، وإلى الاشتراكية، بدل الاستغلال.

 

وتفاعل المنهج العلمي الماركسي، مع العلوم الفيزيائية، والكيميائية، والطبيعية، ومع المناهج العلمية المختلفة، يجعل المنهج العلمي الماركسي مستفيدا من التطور الحاصل في هذه العلوم، وفي مناهجها المختلفة، سواء كانت ماركسية، أو غير ماركسية، الأمر الذي يترتب عنه: تمكين المنهج الماركسي، من تطوير قوانينه: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، ليصير المنهج العلمي الماركسي، أكثر فعالية، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، وأكثر قدرة على جعل الواقع مفهوما أكثر، من قبل الدارسين، الذين يسعون إلى امتلاك نظرية عنه، تمكن من تغييره، تغييرا جذريا، في أفق إيجاد دولة اشتراكية، يتحقق في إطاره التحرر، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

وهكذا، نجد أن المنهج العلمي الماركسي، لا يختلف، في تفاعله، عن الماركسية كفلسفة، وعن الماركسية كعلم، مع الفلسفة، والمناهج الفلسفية، ومع الآداب، والمناهج الأدبية، ومع العلم، والمناهج العلمية، حتى يتمكن من التطور، والتطوير،  وحتى يمتلك القدرة على عمق التحليل، الذي يمكن المحلل من إدراك القوانين، التي تتحكم في الواقع، من استنتاج القوانين النقيضة، التي تمكن من عملية التحويل، ثم التغيير، الذي يقف وراء جعل الواقع، في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بعد تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

 

وانطلاقا مما سبق، فإن تغيير الواقع، لا يتم إلا بناء على إيجاد نظرية علمية دقيقة، بناء على تفاعل الماركسية كفلسفة، والماركسية كعلم، والماركسية كمنهج علمي، مع واقع معين، من أجل تفكيكه، وإعادة تركيبه، وصولا إلى إدراك القوانين، التي تتحكم فيه، والقوانين التي يجب اعتمادها، وتفعيلها، من أجل تعطيل تلك القوانين، والشروع في عملية التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ لأن الماركسية كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي، تقوم بمهمة أساسية، وهي كنس الخرافة، والفكر الغيبي، والمثالي، من ذهنية الإنسان، مهما كان مستواه المعرفي، والعلمي، ومن أجل أن يكون العقل المعتمد في التعامل مع الواقع، عقلا ماديا صرفا، حتى تستطيع الماركسية الفعل فيه، والعمل على تغييره تغييرا جذريا، من أجل قيام مجتمع متحرر، وديمقراطي، واشتراكي، برعاية دولة اشتراكية، تحرص على تحقيق التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، ليصير أفراد تلك الدولة، مطمئنين على مستقبلهم.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.