اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قراءة في ترشيح الملالي لعلاوي// د. لبيب سلطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. لبيب سلطان

 

 

قراءة في ترشيح الملالي لعلاوي

د. لبيب سلطان

 

شخصيا أعرف علاوي منذ قرابة 15 عاما فهو اسلامي وليبرالي بان واحد، ولكن الأهم منهما انه نزيه ووطني عراقي غيور. ويبدو ووفق رؤية مشتركة مع اصدقاء لكلينا منذ الطفولة في منطقة الكرادة ببغداد ، حيث بيت جدي ناجي التنكجي، انه نشأ طفل مدلل وعليه فهو يعتقد ان الحياة سهلة المنال ولم يكن يوما ثوريا كما الأخرين، واكبر دليل على ذلك هو قبوله لتكليفه من الملالي الأوسع حيلة منه أن يترأس حكومة في هذه الظروف الثورية والمعقدة ، والا لما قبل بهذا المنصب الذي يحتاج لأسنان حوت للصراع مع مافيات الفساد والسلاح المنفلت وعلى رأس كليهما رؤوس معممة مليئة بالحيلة والأحتيال المشرعن وفق ماأطلعوا عليه في تاريخ الدين والمذهب، وطبعا لايقل عنهم بؤسا رؤوس الطوائف والأعراق الأخرى ومافياتهم.

 

أكاد اجزم انه لايوجد قوم اكثر حيلة واحتيالا وخداعا من الملالي في تكليفهم لعلاوي هذا الحمل الوديع ، فهم دوما قادرون بدهائهم على طرح العسل امامك لتقبله ليسقوك سما فيما بعد من جرة أخرى ، وأختيارهم لعلاوي (وقبله عبد المهدي والذي أدعوه اليوم المجرم عادل عبد المهدي مهما حاول النأي بنفسه وتبرئتها  من دم مئات الشباب المسالمين فهو المسؤول الأول عن قتلهم بوحشية) هي الوصفة أعلاه بالذات ، وأليكم الصفقة من هذه الوصفة: هناك هدفان للعمائم من ترشيحهم للعسلي علاوي: تصفية الأنتفاضة بحجة كسر المحاصصة الوزارية الفاسدة (وهي بلاشك مكسب للمنتفضين وحجة شرعية ضد استمرارها كما يعتقدون)، و أبقاء قبضتهم على الملف الأمني بما فيها الفصائل العقائدية المسلحة (وعليه لم يستطع علاوي تعيين وزيرا للداخلية ولو عينه فهم سيهددون المعين وهذا ما حصل بالفعل) وهو امر سيلغي مستقبلا كل ماقاله عن محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين، فمن سيحقق ومن سيحكم عليهم وهم علية القوم من رؤساء الفصائل التي تدافع عن المذهب وتقاتل الأجنبي المحتل. وعدا هذين الخطين فهم تركوا المجال مفتوحا للسيد علاوي ان يعمل بفنطازيته في الأعمار والأصلاح والتي هي مرحب بها بلاشك. ولكن القراءة الأوسع هو أن أجهاض الأنتفاضة ستتوج نصراً لمقتدى الصدر الذي أوعدوه أن يكون سيد المقاومة لو تمكن من أخمادها (والعمائم الأعلى في قم يضحكون عليه دون شك فهم لايثقون به ولكنه قادر على إداء هذه الخدمة لهم مقابل تتويجه ولو مؤقتا وهو يعتقد أنه يضحك عليهم ليكون بعدها دائما وهم يعتبرونه خطا ثانيا لهم بعد الفصائل التي لن يمسها لا علاوي ولا الصدر، فهم بكل الأحوال هم الرابحون) ومن هنا تبدا قراءة سيناريو المستقبل القريب للعراق ولحكومة علاوي . الصدر وعصاباته ستضرب المتظاهرين من الخلف لتصفية احتجاجاتهم ومطالبهم بحجة اعطاء الفرصة لعلاوي، وهم يخططون منذ اليوم  للسيطرة على 100 مقعد في البرلمان القادم حتى مع قانون الأنتخابات الجديد ، بعد أخراج الدعوة واضعاف العامري ليخلوا لهم الجو، وهو ما يخططون له ويعتقدون به ، فاين سيقف علاوي؟ أذا خضع لهم حلت عليه لعنة الشعب ، واذا لم يخضع حلت عليه لعنتهم وتخلوا عنه باعتبارهم لم يرشحوه ولايدعمونه لأنه توانى في تحقيق مطالب الجماهير ، فهل يعي علاوي خبث العمائم؟ هذا ماسنراه ، ولو وعاه فما عساه فاعل؟

 

من الجانب الأخر : هل ستتوقف فعلا أنتفاضة تشرين؟ وهل سينجحون في وَأدها؟ شخصيا لا ارى ذلك أطلاقا، ولأسباب عدة أولها أنها بطبيعتها أنتفاضة مستمرة وليست تظاهرات كما يريدون تسميتها ، فهي نار دائمة تصعد مرة وتخمد تارة فهي تحولت الى جمر  دائم قابل للألتهاب في اي لحظة واي حدث، وسيقوى عودها كل مرة ، وثانيهما أن دماء قرابة 700 قتيل من الشباب حاجز لن يستطيع الصدر والفصائل والميليشيات أوعجز علاوي تجاوزه، حيث ستبقي شعلة دائمة متوهجة وحارقة ولن تخمد، وثالثها أن مشاكل العراق هي اعمق من اصلاحات أقتصادية يؤمن بها علاوي ، فهناك قانون فيزيائي بسيط يقول انك لو رميت كل مياه المحيط  في قارورة مثقوبة فهي لن تمتلئ ابدا، بمعنى ان داء الفساد السياسي والمحاصصة تحتاج لمعالجة وجراحة جذرية ولن تنفع حلولا دون أستئصال و أذا تمت تشرذمت الفصائل وتفلشت الأحزاب والتيارات، وهو عين العلاج الذي سيسير عليه المنتفضون مهما مضت الشهور حتى أجتثاث المحاصصة والفساد، وهو امر لابد منه مهما أعتقدت العمائم أنها بحيلها قد نجحت ولكن نجاحها سيكون لبرهة، وان الغد لناظره لقريب.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.