اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قاماتٌ وهاماتٌ لن تموت– 17: ناجي العلي، لم يأكله ذِئبٌ ولا ضبعٌ!// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

قاماتٌ وهاماتٌ لن تموت– 17: ناجي العلي، لم يأكله ذِئبٌ ولا ضبعٌ!

د. سمير محمد ايوب

 

ناجي قمر بدرٌ في سماوات أمة العرب. عاش من أجل كلّ فلسطين. ما همّه سوى البوح الصريح بالحقائق، كما كان يلتقطها وعيه الوطني المتقدم، وببراعة يمسك بها ويقدمها بجرأة. قال كثيرا، وأبدع في قول ما لَمْ يعتادوا على سماعه وهم أحياء. مزّق الكثير من الأسمالِ التي كانت تحجب الكثير من عوراتهم الوطنية، وواقعهم المريض.

 

من المعروف، أن بعض المتنفذين ممن لا يحتملون وهج الحقائق، ينقمون عادة على من يقلق راحتهم، أو يمزق الحجب الساترة لواقعهم المريض. وقد تعرض ناجي مرارا وتكرارا، للإيذاء الجسدي والمادي والمعنوي، كان يدرك مخاطرهم. لكن حب فلسطين كان طاغيا لديه. والنضال من اجلها كان عنده، أهم من أمنه الشخصي. فلم يكن يقيم اعتبارا لوقع كلماته على الفاسدين الواهمين المفرطين.

 

بدلا من الاحتفاء بابداعات ناجي، غَضِبَ الشرير الأكبر ومنظومات زبانيته، هددوه برزقه ومقامه في الكويت، فأبعدوه منها إلى لندن تمهيدا لقتله هناك بلا كثير من الحرج. وكأيِّ مُناضلٍ مُتألّقٍ صَلبٍ صادق، كان ناجي مِمن يحملون منذ بداية مسيرتهم، دمه على راحته. لم يأبه بما وصله من تهديدات جادة جدا، كان أهمها ما وصله عن طريق الشهيد أبو إياد ( صلاح خلف ).

 

أبَى ناجي أنْ يختزل مشروعه الوطني في أمنه الذاتي، كما يفعل الجبناء في العادة، بل فعل كما يفعل طالبوا الشهادة، أذاب ذاته بحماس في مشروعه الوطني  بعيدا عن التمجيد او التمنين. وأبقى ديناميات فكره تعمل بلا كلل رغم ارتقاع وتيرة التهديد، وبقيت ريشة حنظلة تعمل بلا ملل، ولا تخاف الاعلان عما كان يؤمن به ناجي، من أسباب وضرورات التغيير. تحرك ناجي باستمرار لفتح ثغرات في الفساد المتكلس في العمل من أجل فلسطين.

 

ناجي العلي، ايها العربي الفلسطيني المختلف، لقد ظلمك حتى الرمق الأخير، قاتِلُك الآثم، ومن تواطئ معه من أجهزة ومرتزقة. وظلمك جُلُّ المثقفين الفلسطينيين، الذين صمتوا على جريمة اغتيالك الجبانة، وخاصة من مسخها في خلافك مع الشرير، حول خصوصياته. ناهيك عن أن كثرة من أهلك الجبارين، ظلموا كلّ أمة العرب والإنسانية، بجريمة الصمت عن ضياع دمك هدرا، دون تدقيق أو حتى تمحيص جدي أو كلمةٍ فصلْ.

 

سيبقى اغتيالك يا ناجي العلي جريمة لن تغتفر. ولكننا ولله الحمد، ممن يؤمنون بعدالة الله التي تقول: وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين!!!

 

أيها الجبارون الشرفاء في كلّ أمة العرب ، أيها الشهداء في السماء ، والأسرى خلف قضبان العدو ، يا أحرار المثقفين والإنسانية ، ناجي العلي لم يأكله الذئب ولا السبع ولا الضبع يا حنظلة ، بل من هو أبشع . لقد قتلوه ويتّموك يا حنظلة ، يا للخسارة ، يا للعار، ولكننا أهلك ودمه لن يضيع .

 

الاردن – 28/7/2020

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.