اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قوة المراهقين العظمى// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عارف

 

عرض صفحة الكاتب 

قوة المراهقين العظمى

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

الخميس الماضي، أعطى الرئيس «ترامب» مهلة 45 يوماً لتصفية عمل «تيك توك» في الولايات المتحدة، ما لم يتم بيعها إلى شركة أميركية. وتستخدم «تيك توك»، التي أسستها شركة صينية، تطبيقات فيديو تنشئ أوسع عملية إبداعية في التاريخ، يبث عبرها ملايين الصبيان والمراهقين حول العالم لقطات شخصية غنائية وراقصة قصيرة ينتجونها، ولا تتجاوز غالباً الثلاثين ثانية. ومثل ملايين لقطات «تيك توك» بجميع اللغات العالمية، يبث «تيك توك» العربي TikTok Arab مشاهد راقصة، وغنائية مرحة وعابثة. وكما يقول الفيلسوف الإغريقي أرسطو، «العادات التي تتكون وقت الفتوة تصنع الفرق كله». وما يبدعه الآن ملايين المراهقين في العالم، يميز ما عليه العالم الآن، وفي المستقبل. ويُفزع هذا ساسة ومسؤولين عاجزين في كثير من بلدان العالم، عن التواصل مع المراهقين.

 

والمفارقة في اتهام واشنطن بكين بتدخلها في عمليات تجارية يُفترض أن تقررها الأسواق، فيما تُعلنُ واشنطن أنها تهدف إلى استحواذ الشركة الأميركية «فيسبوك» على «تيك توك». وتهدد «تيك توك» الأميركية بمقاضاة ترامب، وتملك الحق القانوني لمقاضاته، كأي شركة أميركية. ويستخدم «تيك توك» 8 ملايين شخص سنوياً، ولا يُستخدم في الصين، رغم امتلاكه من قبل شركة «بايت دانس» الصينية. ويشرف على إدارة «تيك توك» ألف موظف، معظمهم في بريطانيا، التي قد تصبح مقرها في حال إقصائها من الولايات المتحدة. ويتركز عمل موظفي «تيك توك» على حذف المشاهد المستهجنة، والأخبار الكاذبة التي انتشرت كالنار في الهشيم، إثر اندلاع وباء «كوفيد-19» الذي أطلق وباء معلومات كاذبة وأدوية مزيفة لعلاج الفيروس.

 

وهجوم واشنطن على «تيك توك» جزء من هجومها على وسائل الاتصال الاجتماعي التي طوّرتها الصين، بما في ذلك «وي تشات» (WeChat) المستخدم بشكل خاص في تراسل رجال الأعمال في الصين والولايات المتحدة. وفي ظروف تتداخل فيها أعمال بكين وواشنطن، يصعب تصور مآل الحرب التجارية مع الصين، حيث أصدرت واشنطن أخيراً تعليمات تقضي بحذف أسماء الشركات الصينية من «سوق الأسهم الأميركية» ما لم تقدم كشفاً بحسابها. ويعتبر ترامب أن انتشار تطبيقات «تيك توك» يمثل «خطراّ على الأمن القومي للولايات المتحدة وسياستها الخارجية واقتصادها». وتذهب واشنطن إلى حدّ العمل على شطر شبكة «الإنترنت»، كما أعلن ذلك وزير الخارجية الأميركية «بومبيو»، مشيراً إلى أن هدف بلاده «تنظيف الإنترنت» التي يدّعي أن الصين تستخدمها للحصول على كميات هائلة من المعلومات عن مستخدميها.

 

و«من الهشاشة تأتي القوة»، كما قال عالم النفس فرويد. وهشاشة «تيك توك» مضاعفة، تنجم من هشاشة المراهقين وهشاشة زماننا. «الشباب غاضبون، والنشطاء المراهقون يشكلون مستقبلنا»، عنوان تقرير مسهب في «الغارديان» البريطانية، يتحدث عن «نفاد صبر المراهقين من الأجيال القديمة، والذين أخذوا على عاتقهم مهمة بناء عالم أفضل». ويصور التقرير مشاعر قنوط كبار السن في الولايات المتحدة، إثر قتل 14 طفلاً في مدرسة ثانوية، في فلوريدا، حيث هبّ طلاب المدرسة أنفسهم، وليس آباؤهم، أو معلموهم، أو ساسة ولايتهم، ونظّموا حملة تدعو إلى تغيير قوانين حمل السلاح. وخرج ملايين الفتيان حول العالم يدعمون بعضهم بعضاً في مظاهرات، حاملين شعارات تطالب بالإصلاحات، وتؤكد على أن «المقاتلة لأجل حياتك عملك، وليس عمل أيّ كان».

 

وتُعبر عن رأي ثورة المراهقين السطورُ التاليةُ في موقع الإنترنت (The Lucky Heron): «فيما أنتم تقلقون جداً من أن تستولي الاشتراكية على حرياتكم، سَرَقت الرأسمالية مرتباتكم التقاعدية، ومدّخراتكم، وأرسلت أعمالكم إلى الخارج، ونهبت رعايتكم الصحية، وأغرقتكم بالديون، ودَمّرت البيئة، ولم تترك لكم سوى العنصرية، وهوس كره الأجنبي، والحقد».

*مستشار في العلوم والتكنولوجيا

12.8.2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.