اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

بنكيران واعتذار ماكرون// خالد بوخش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

خالد بوخش

 

بنكيران واعتذار ماكرون

خالد بوخش

أستاذ باحث في الفلسفة وحقوقي

 

      أنا فرنسي بالصدفة و إنسان بالضرورة ـــــ ـــ

مونتيسكيو

            أطل علينا السيد بنكيران أمين عام حزب العدالة والتنمية الإسلامي سابقا ورئيس الحكومة المغربية السابقة على الجزيرة في دور النصوح الأمين للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي معرض حديثه توجه للمسلمين في فرنسا بعدم جواز المس بالسلامة الجسدية لأي فرنسي كيفما كان وكيفما كان المبرر، وأكد على ذلك مرارا  وهذا الكلام لا يمكن إلا التنويه به عاليا تجسيدا لأعظم حق في الوجود وهو *الحق في الحياة*، إلا أنه، وهو يريد  تهدئة الأمور، ما زاد طينها إلا بلة بمطالبته ماكرون الاعتذار للمسلمين. هذا الأخير الذي صرح في الجزيرة أنه لا يقصد بتاتا المس بالإسلام كدين والمسلمين كمواطنين وأضاف أنه لم يقل شيئا يستحق الاعتذار كونه قصد الإسلام الأصولي الراديكالي عندما تحدث عن أزمة الإسلام.

 

         بنكيران بمطالبة ماكرون على الاعتذار لم يقم إلا باستجداء الإيمان العاطفي الانفعالي للمسلمين بتعبير المفكر الإسلامي محمد أركون والذي سيترتب عليه بالضرورة ردود أفعال منحرفة وشاذة من طرف العقل الجمعي العاطفي الإسلامي؛ سيكولوجية الجماهير لكوستاف لوبون؛

          السيد بنكيران، ألا ترى أن سيادتكم عليها الاعتذار أيضا؟ هل الأمر عندك هين ومسترخص أن تذهب ضحيتين في صراعات جانبية طائفية، المدرس الفرنسي الذي قتل غدرا بسبب الفهم الديني الإستئصالي ثم الشاب الشيشاني القاتل المجرم اجتماعيا وقانونا والضحية فلسفيا والذي ذهب ضحية لفهمه الديني الأعور والقاصر بتحريض من التراث الذي وجب ويجب تنقيته ـــ الجابري ــــ ، ألا يليق بنا نحن المسلمون أن نعتذر ونعترف أن هناك أزمة فعلا بكل شجاعة متواضعة؟ وآنذاك فليعمل آنذاك كل واحد لما خلق له، أليس حري بنا أن نعمل معا في الوجود بالقوة قبل أن نسقط حيارى تعساء في الوجود بالفعل؟ ألم يحن الأوان أن نقنع أبناءنا بقبول الاختلاف والتعدد والدين العقلي الوجداني؟ ألا نقرأ في فاتحة القرآن يوميا *الحمد لله رب العالمين* العالمين وليس المسلمين فقط بل العالمين بالجمع وليس فقط العالم، رب حتى مخلوقات أخرى في كوكب آخر إن وجدت؟  فلماذا إذن لا تخرج سيدي بنكيران بتصريح واضح تنادي فيه بعالمية القرآن الكريم بشجب قتل الأبرياء بغض النظر *أو بالأحرى رفعه تقبلا صادقا* لدينهم دون تبريرات واهية يؤدي ثمنها أبرياء؟ كيف لم تخرج وتشجب قتل موظف السجن من طرف سلفي متطرف وتأخذ بعين الاعتبار أن الاثنين مسلمين؟ لماذا تم نقض عهد المعطلين المغاربة المسلمين في عهد حكومتكم فيما يسمى بمحضر يوليوز؟ كيف انخرطت فيما يسمى خطة إصلاح التقاعد بل ونفذت وسيادتكم تعلمون٬ وقد لا تعلم أو تنسى٬ أن العمل في القسم مرهق ومدمر ما بعد الستين لأساتذة مغاربة مسلمين؟

 

 حزب العدالة والتنمية بخلفيته الإسلامية وبدوافعه الإصلاحية هو جزء لا يتجزأ من المجتمع المغربي وهو نتاج محتوم لظروف تاريخية وذاتية محلية مغربية ولا يمكن اعتبار منابعها دينية خالصة وإلا ففي جميع الأحزاب المغربية متدينين بما فيها الأحزاب اليسارية، ولكن هناك عمل يجب تفعيله على مستوى الخطاب بالبعد عن استعمال المشترك المغربي الديني والتخلي عن ادعاء الطهرانية الأخلاقية بربط الديني بالأخلاقي في خرق سافر لما هو مشترك حضاري إنساني وإلا فستلفظ الجماهير الإسلاميين بتعبير شهيد الكلمة والمفكر الإسلامي فرج فودة في دول المشرق وشمال إفريقيا طال الزمان أو قصر.

 

خالد بوخش

أستاذ باحث في الفلسفة

حقوقي

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.