مقالات وآراء

المليشيات الدموية تعمل على تخريب الهوية العراقية// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب 

المليشيات الدموية تعمل على تخريب الهوية العراقية

جمعة عبدالله

 

روح الانتقام متأصلة في عقلية المليشيات البلطجية, تجاه المتظاهرين السلميين, بالعدوانية الوحشية والحقد الاعمى, حتى انسحب الامر الى كل من يقدم الدعم والعون لشباب المتظاهرين على الاوضاع المأساوية, وانتقل وباء هذا العداء الى المسعفين والمسعفات, في تقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين من المتظاهرين من العنف الدموي المليشياوي ان يعاقب لكل من يقدم خدماته للجرحى بالاسعافات الاولية. وهذا يدل على خوف المليشيات الموالية الى أيران, من تزعزع كرسي النظام الطائفي البغيض, وهي تعتبر نفسها الحامي الامين والاوحد لهذا النظام الاثني البغيض. وما انتقام المليشيات على المسعفة ( أنتصار ناهي ) بعد خطفها, لانها اشتهرت في أسعاف الجرحى والمصابين من العنف الدموي المليشياوي حتى اطلق عليها لقب ( مسعفة التحرير ). وقد مارسوا معها كل اشكال التعذيب الوحشي في ثقب جسمها بالمثقاب الكهربائي, في اجبارها على الاعتراف, بأنها تابعة الى السفارة الامريكية, أو تابعة الى حزب البعث. وقد اطلقوا سراحها من الخطف بعدما ما تيقنوا بأنها ستصاب بالشلل الجسمي من المثقاب الكهربائي.

 

والغريب في الامر أن كاميرات المراقبة صورت بدقة عملية الخطف وظهرت ملامح الخاطفين واضحة , حتى باتوا معروفين للجميع, بالاسم واللقب والهوية والانتماء والجهة التي دفعتهم الى ارتكاب عملية الخطف. لكن الاجهزة الامنية ولجان التحقيق, غضت الطرف وتجاهلوا متابعة قضية الاختطاف, وسجلوا على ملفها الاختطاف المجهول. فلم يجسر أحداً عن السؤال والمحاسبة البسيطة والصورية لذر الرماد في العيون  على الاقل. لم تفعل الحكومة أي شيء من هذا القبيل, كأن الامر ليس من صلاحيتها حماية المواطن والاتعس من ذلك برفض المستشفيات الحكومية معالجتها وهي على وشك الشلل الجسمي. واضطرت ان تكتب الى وزير الصحة الحالي, لعل يرأف لحالتها الانسانية بالشفقة والرحمة, بأن يسمح بعلاجها في مستشفيات الدولة. لكنه اعطى الأذن ( الطرشة ) كأنه لم يسمع النداء الانساني ولا يعنيه شيئاً, لمريضة من عملية الاختطاف وانتهاك حرمة المرأة العراقية بهذه البشاعة العدوانية والانتهاك الصارخ. أن هذا الاهمال لصوت استغاثة مريض, يعني هذا الوزير الحالي, لا يختلف قيد أنملة عن سلفه وزير الصحة السابق,. الذي اوعز الى المستشفيات بقرار تسجيل اسباب الوفاة للقتلى او لشهداء انتفاضة تشرين, بأن تسجل وثيقة الوفاة, أما بالسكتة قلبية أو بالجلطة في الدماغ وهم في عمر الزهور لانهم يعتبرونهم, أما عملاء السفارة الامريكية, أو هم أولاد الرفيقات. لذلك يستحقون البطش والتنكيل والموت والاغتيال أنتقاماً وحقداً. هذا يؤكد بما لا يقبل الشك بأن المليشيات اسست بشكل راسخ, دولة المليشيات العميقة الضاربة بالارهاب الدموي.

 

هذ الاسلوب الفاشي الذي تسير عليه المليشيات في تخريب الهوية العراقية, في زرع الخوف والرعب لكل من يرفع صوته لينتقد لنظام الطائفي المقيت, أو يطالب بحقوقه المشروعة عقابه الشلل أو الموت, وفي نفس الوقت يعملون في مسخ الهوية العراقية, لكل من يقدم النخوة والشهامة لكل محتاج, مثل الجرحى والمصابين من العنف الدموي المليشياوي, يعتبرون كل اشكال هذه المساعدة حتى في حجمها البسيط والمتواضع , عمل اجرامي يستحق اقسى  اشكال العقاب  , ويستحق  البطش والموت

 ....................... والله يستر العراق من الجايات !!

       جمعة عبدالله