اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

التصرف الايراني الصبياني السخيف عند المياه الاقليمية العراقية// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

التصرف الايراني الصبياني السخيف عند المياه الاقليمية العراقية

سعد السعيدي

 

التصرف الايراني الاخير المتمثل بوضع لغم على سفينة عائدة لشركة سومو نهاية السنة الماضية هو مما لا يمكن وصفه إلا بالصبياني السخيف. وهو قد حصل بعد يوم واحد من التوقيع على اتفاقية بناء ميناء الفاو. يشير هذا العمل الى تهور واضح واستخفاف بقواعد حسن الجوار. هل تصور الايرانيون بان هذا العمل سيزيد من حب وتقدير العراقيين لهم يا ترى؟

 

لقد جرى التوقيع على اتفاقية انشاء الميناء مع الشركة الكورية المنفذة في 30 من كانون الاول الماضي. واكتشف اللغم عصر اليوم التالي حسب خلية الاعلام الامني. اي انه لم تمر 24 ساعة بعد التوقيع حتى تسلل افراد البحرية الايرانية ليلا لوضع اللغم على السفينة. وقد ثبتوه على جانبها على ارتفاع اكثر من متر فوق خط الماء حسب الصور المنشورة في الاعلام. وهو عمل متعمد لاجل ان يجري اكتشافه في اليوم التالي. واللغم لم يكن مقدرا له الانفجار، إنما ارسال رسالة تهديد فقط. يمثل هذا العمل سابقة خطيرة في العلاقات بين البلدين حيث لم نسمع اية ادانة ايرانية له والمقصد واضح.

 

من الواضح بان هدف هذا التصرف الصبياني هو التهديد بضرب الاقتصاد العراقي. وحيث ان للايرانيين تاريخ طويل من الاستفزازات مع العراق مما يشير الى غطرسة وتهور وغياب واضح للعقل في التعامل مع المستجدات. إذ يتذكر الجميع الاحتلال الايراني لحقل الفكة الحدودي العراقي ايام الرئيس الايراني احمدي نجاد، وكذلك الصحفي الايراني الذي قام بتحقير العراقيين في ملبسهم وثقافتهم، ثم بعده مستشار روحاني مع ادعائه حول عاصمة الامبراطورية الفارسية، غير علي اكبر ولايتي مستشار الخامنئي الذي خلال زيارة له للعراق راح وبلا ادنى حياء يملي ما يسمح به على العراقيين وما لا يسمح. وفي كل هذه الحالات لم يصدر من الايرانيين اي اعتذار.

 

إن هذا التصرف هو معادٍ وارهابي، وهو غاية في الصبيانية والسخافة ولا ينم إلا عن اشخاص قد فقدوا الحس السليم ومعه كل اعتبار للجوار حيث قد تملكهم بدله العمى والغطرسة. وهو عمل متهور يمكن ان يفهم منه انه تهديد باعلان الحرب. فهل يريد الايرانيون خسارة العراق ودفعه الى خانة الاعداء؟ إن هذه العملية الارهابية هي غير مقبولة وتضع من قام بها في مصاف الدول المارقة.

 

لن تؤدي مثل هذه التصرفات الى حصول تضامن مع الايرانيين الذين يعانون من وطأة عقوبات دولية. وكان عليهم الانتباه الى ان الاوضاع الحالية في العراق ذاهبة لا محالة نحو التغيير وان العراقيين لن ينسوا من وقف معهم ومن حاول الاستفادة من الظروف الاستثنائية التي وجدوا انفسهم فيها. وكان يتعين على الايرانيين التزام اصول الادب في تعاملهم مع الآخرين.

 

بعد هذا العمل المتهور بشهر حصل خرق امني ثان عندما قامت ثلة من قراصنة بمهاجمة سفينة اجنبية، في المياه الاقليمية العراقية هذه المرة. ولم يلقى القبض على اي منهم حتى الآن. كيف قيض لقراصنة في مياهنا الاقليمية ما شاء الله من الوصول الى سفينة اجنبية في نفس هذه المياه وتسليب طاقمها ثم الانسحاب هم ايضا دون ازعاج، وهذا بعد حادثة اللغم البحري اعلاه (إن صدقنا قصة حدوثها خارج المياه الاقليمية)؟ سنتجاوز التفاصيل الكثيرة التي نشرت في الاعلام حول هذا الخرق الامني من مثل ما ذكره النائب كاظم الحمامي من ان السفينة لم تكن متوجهة الى الموانيء العراقية ولا قادمة منها، وهو كلام لا ندري إن كان النائب جادا فيه ام مازحا ! لذلك نسأل اين كانت القوة البحرية التي غيرت اسمها من خفر السواحل ايام النظام البائد الى آخر فسمت نفسها بالبحرية العسكرية من هذه الخروق الخطيرة والكلام موجه ايضا الى وزارتها المسؤولة ورئيسهم؟ هل كانوا نائمين؟ هل يعقل ان تعجز هذه القوة عن ضمان الامن في مياهنا الاقليمية المعروفة بمساحتها الصغيرة والضيقة؟ وهذا قد حصل بعد الحملة الحكومية على الفساد في الموانيء. هل ننتظر حدوث خرق ثالث يا ترى اسوأ من هذان؟ هل هذا هو اقصى ما تستطيع بحريتنا القيام به بعد كل ما صرف عليها من اموال؟

 

لن نسأل مع هذه الخروق الخطيرة للامن العراقي عن الامن والدفاع النيابية التي يرأسها وجه صدري جديد. فقد تقاعست هذه عن متابعة جاهزية قوات الامن البحري والفوضى في الموانيء التي نكتشفها الآن. ونرى الآن بام اعيننا ثمن هذا التقاعس مع استسهال الآخرين التجاوز على مصالحنا.

 

مثلما رأى جميع المتابعين فإن هذه التخرصات التي قام بها الايرانيون كانت تهدف الى ضمان عدم خسارتهم لامكانية وضع موانئهم محل موانئنا بطريق الربط السككي. ولها اهدافا اخرى مثل الضغط لارجاع الاوضاع في المنافذ الى ما كانت عليه قبل الحملة عليها. ونحن نقول لهؤلاء باننا ماضون في مشاريعنا بعيدا عن اي ربط سككي. واننا لن نرضخ للتهديدات ضد امن بلدنا ولا لمحاولات الابتزاز. فإن كان يتصور الايرانيون اننا سنتراجع لنسمح بضرب مصالحنا فيكونون واهمين. انهم بتصرفهم هذا سيدفعون العراقيين جميعا بلا استثناء الى الاقتناع بانهم يمكن ان يشكلوا خطرا على مصالح بلدنا وانه لابد من وقفهم عند حدهم.

 

إن البنى التحتية العراقية تعود للعراقيين حصرا وهم من يقرر من يستخدمها. وانه لا ضمان بالتالي من بقاء واستمرار ما يفرض جبرا وقسرا. فلا ضمان من عدم معاملة اي تواجد مفروض على العراق بنفس الاساليب إن اصر حكام هذه الجارة المارقة على محاولات فرض الارادة بهذا الشكل العدائي المتهور. ولحكومة الكاظمي نقول باننا لا نقبل منح دول تمارس الارهاب امكانية فرض ارادتها بالابتزاز. فاصحاب البلد هم من يقرر، لا ايا كان من حكومة انتقالية مؤقتة ومعترض عليها شعبيا بشدة. نذكر الكاظمي ايضا عن ان اي استخدام لبنانا التحتية للتجارة من قبل اية دولة يستوجب توقيع اتفاقية يصوت عليها نيابيا.

 

لقد حرصنا دائما منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق على الوقوف ضد من يحاول تخريب العلاقات مع الايرانيين. لكننا لن نسكت ضد من يحاول التعرض لمصالحنا. وسيكون لنا قطعا موقفا آخر اشد إن تكررت مثل هذه الاستفزازات. ونذكر الجميع بان لدى ايران مصالح اقتصادية وسياسية كبيرة في العراق كان عليها التفكير بها اولا قبل اللجوء الى التصرفات الصبيانية السخيفة.

 

ونتمنى الا يضطرنا تكرار هذه التصرفات مستقبلا الى اللجوء الى اجراءات لحماية امننا الوطني من مثل تقديم شكوى لدى مجلس الامن الدولي.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.