مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (457)- تعريف ببعض الكتب المهداة لي/37

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (457)

 

تعريف ببعض الكتب المهداة لي/37

 (حكاية وخيمة وبيت)

     اخي العزيز وصديقي العتيد الاستاذ الدكتور الشاعر الكبير عباس الجنابي، اهداني ديوانه الجميل (حكاية وخيمة وبيت) في آذار عام 1987. حينما قمتُ بزيارته في مكتبه بجريدة البعث الرياضي، حيث كان رئيسا لتحريرها زمنذاك. وفي هذه الاونة كنت على اعتاب المشاركة في اول احتفالية تقام بيوم بغداد التي تم تحديد يوم 21/4/1987.يوما لهذا الاحتفال. وفي خضم انشغالات اخي الشاعر الكبير عباس الجنابي بعمله اليومي اهداني هذا الديوان (حكاية وخيمة وبيت) كي اتصفحه لحين ما يفرغ من اعماله الآنية. وخلال هذه الدقائق وانا اتصفح الديوان، اثارت انتباهي احدى قصائده وهي قصيدة (حدثيني بغداد) فقرأتها بتركيز واهتمام الامر الذي ادى الى اعجابي بها خاصة وقد وجدتها تلبي طموحي في البحث عن قصيدة جديدة كي اغنيها بمناسبة الاحتفاء ببغدادنا الحبيبة. اعدت قراءة القصيدة مرة ومرتين حتى شخّصتُ الابيات التي ساغنيها لأن القصيدة طويلة تقريبا. حينها قلتُ لاخي الاستاذ عباس الجنابي. ساغني لك قصيدة (حدثيني بغداد) فتفاجئ من كلامي، خاصة وانه لم يسبق لأي مطرب ان غنى له قصيدة من قصائده حتى ذلك الحين..! واستمر حديث بيننا في هذا الموضوع حتى غادرتُ مكتبه وانا مرتاح لانني شعرتُ بأنني قد حصلتُ على ما كنت ابحث عنه في هذه المصادفة الجميلة. والقصيدة من روائع الشعر العربي العمودي، تزخر بحب بغداد والعراق بلدنا الغالي. وفي لغة جميلة غنائية ومعبرة وصياغة ادبية قلَّ نظيرها..!

 

      خلال شهر من الزمن تقريبا كنت في المعهد اتدرب على غناء هذه القصيدة مع الفرقة الموسيقية بقيادة استاذنا الراحل الفلسطيني العراقي روحي الخماش، استعدادا لأدائها في احتفالية يوم بغداد القادم في 21/4/1987. بعد ان اخترتُ احد المقامات الرئيسية لهذه المناسبة الكبيرة التي كنتُ انتظرها بفارغ الصبر. وكان ذلك المقام هو مقام الحجاز ديوان الساحر في تعبيراته العراقية.

 

      على كل حال، لهذا اليوم وهذه الاحتفالية والظروف الفنية التي رافقت اقامتها، حديث كثير لامجال الآن للغور في اعماقه، وعليه افضل ان اكتب ابيات من قصيدة شاعرنا الكبير الدكتور عباس الجنابي (حدثيني بغداد).

(حدثيني عن شطها ورباها/عن مواويل جرفها وصداها

عن عيون توسدت موجة النهر/وارخت اهدابها وسناها

عن حكاية الرموش تحلم بالحسن/وتحكي الى الجفون رؤاها

ما الذي اطلق المشاعر فيها/فاستردت من الجوى نجواها

ماالذي خط كحلها وبأي /اليدين صان خفرها وحياها

اهو الفجر دار في مقلتها/ كأس سحر فاينعت مقلتاها

اهو الليل صب قطرا نديا/فوق سطح الجفون او غطاها

ماالذي طش نرجسا غجريا/وبأي الحقول صاغ نداها

ربما امطرت سماء علينا/انما تمطر الفتون سماها

ربما تسكر الخمور سفاه/انما تسكر الهوى شفتاها

كل سحر بغداد دونكزيف/فالبديات ابدعت منتهاها

حدثيني وللحديث شجون/ عن هضاب مافارقت منحناها

وسهول تمتد في جسد الارض/مروجا نبع الربيع سقاها

عن طقوس النهرين يخترعان/الخير انى تباعدت ملتقاها

حدثيني عن صيفها وشتاها/ونهارات عشقها وضحاها

حدثيني عن الرصافة اني/شاعر قبل مولدي اهواها

عشقتها قصائدي قبل ان يولد/شعري وانعستني لماها

كان صحوي قبل الرصافة نوما/سرمديا لم استفق لولاها

ولساني يحار في اي معنى/يتغنى فينتقي معناها

مزقتني الاوتار في اي لحن/اسكب الروح كي انال رضاها

يثمل اللحن اذ ترنم عود/باغاني حجازها وصباها

يصمت الشعر والرصافة تشدو/من سجا بحرها ومن قفاها

حدثيني فلي مع الكرخ ذكرى/نسيتني الدموع لو انساها

غادرتني الافراح لو قلت يوما/ياعساها قد غادرتني عساها

طاردتني ايا سلكت طريقا/هي خلفي، على خطاي خطاها

وامامي انى اتجهت يمينا/او شمالا في كل ركن اراها

هي في داخلي بنيت لها القلب/مكانا اي والذي سواها

هي في داخلي دواء وداء/هي جمع الضدين طيبا وآها

ماتمنيت ان تفارق نبضي/فالشرايين اضربت عن سواها

ماتمنيت غير ان تحتويني/مثلما هاجس الفؤاد احتواها

حدثيني بغداد انت ذرى المجد/وانت العلا اذا يتباهى

هل صحت دجلة من السكر ام/عربدت الخمر اثقلت جفناها

والصبايا الملاح مثلك يزهون/وهل اغمضت "مها" عيناها

وعلى الجسر كم اضاعت اماني/امنيات وانت انت مناها

حدثيني بغداد ام الحضارات/وبيت الشموخ عزا وجاها

حدثيني فقد تغير وجه/عن زمان المنصور حين بناها

حدثيني عن فارس بدوي/هو تاج الزهور عطر شذاها

عرفته الفصول سنبلة الحقل/استدارت على عيون قراها

عرفته الاهوار والنخل والانهار/والثمر اذ جرى مجراها

حدثيني عن فارس عربي/فلك الارض دونه وفضاها

حدثيني فللحديث شجون/من اعز اسمها وصار فتاها)  

 

      عشرون قصيدة حرة وعمودية احتواه ديوان شعر (حكاية وخيمة وبيت) وهو من الحجم المتوسط (20/14) وفي ثمانين صفحة. تولّتْ طبعه مطبعة سلمى الحديثة عام 1985 ببغداد.

 

والى حلقة قادمة ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / مقام الحجاز ديوان، قصيدة حدثيني بغداد في ألفية بغداد 21/4/1987.

https://www.youtube.com/watch?v=47D_06MOlYw&t=457s