اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الميليشيات بحماية امريكية...// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

الميليشيات بحماية امريكية...

سعد السعيدي

 

يتساءل الكثيرون عن اسباب ترك الكاظمي لميليشيات الحشد تصول في البلد وتجول دون رادع وحتى التراجع والتخاذل امامها. من خلال الاحداث المتتالية منذ واقعة الدورة العام الماضي حتى الآن ولفهم ما يجري لا بد من النظر الى الصورة من الجهة الثانية ، جهة المصلحة الامريكية. ففي مقالة سابقة كنا قد اوضحنا استفادة جهة قادة قوات المتطوعين من الحشد من الفساد المفروض من قبل الامريكيين للصعود والبقاء. سنوضح هنا استفادة الجهة الثانية او تخادم الاتجاه المعاكس.

 

ليس الكاظمي بالجبان ، وربما قد ظلمناه عندما تصورنا انه كذلك. انه في الحقيقة لا يتراجع عن الفعل ضد اية جهة كانت. فقد اثبت انه يستطيع الحركة وبعزم مثلما رأينا مع المنافذ الحدودية. بيد انه عديم الارادة عندما يتطلب الامر اتخاذ اجراءات مماثلة في اماكن اخرى. إذ انه مأمور من قبل من اتى به الى الحكم بترك تلك الميليشيات وشأنها بل حتى بالتراجع امامها. فالامريكيون سعداء بهؤلاء كونهم بسرقتهم اية واردات وموارد مالية للدولة فانهم يحرمون هذه منها. وتشتيت الموارد بدلا من تركها تذهب الى خزينة البلد هو هدف ثابت للامريكيين الذين يرومون منع العراق من اعادة اعمار نفسه. لذلك فغض الكاظمي النظر عن افعال هذه الميليشيات يجعل منه الجاسوس الحامي لها والقاتل الاقتصادي الذي يتركها تدوس على الدولة وقوانينها وتنشر الفوضى بالضبط مثلما عمل الامريكيون به لحظة وصولهم الى العراق. ولن يتحرك الكاظمي ضد هؤلاء ما لم يكن مجبرا طبعا. وهذه الطريقة الامريكية هي شكل آخر ليس غير جديد من اشكال الحرب الاقتصادية البديلة عن الحصار الدولي الذي طبق في السابق.

 

بالاضافة الى سرقة موارد الدولة التي يمنع الاقتراب منها يتعمد الكاظمي ككل من سبقه الصرف على هؤلاء من خزينة الدولة بحجة كونهم جزء من المنظومة الامنية. وهو ما يؤدي الى زيادة نفوذها وقدرتها ومعها بالنتيجة نفوذ وسيطرة جهتها الداعمة في البلد. والدولة هنا تقوم واقعا بتمويل وتوفير غطاء رسمي لمجاميع مسلحة بنفس وقت غضها النظر عن سرقة هذه لمواردها. ومرة اخرى فالكاظمي مخول بغض النظر وترك الامور كما هي تنفيذا للرغبات الامريكية التي من ضمنها التكبيل بالديون. لهذا السبب يلاحظ عدم استهداف الامريكيين لهؤلاء بالقصف او بالعقوبات إلا بشكل محدود وبما يكفي لتحقيق مصالحهم. وحتى إن اختلفت المعاملة من ميليشيا الى اخرى حسب موقفها اللفظي من الامريكيين ، فإنهم سيتركونها كلها تسرق وتنهب بهدوء. وهو الامر الاهم في كل هذه المؤامرة. وهذا هو تخادم الاتجاه المعاكس. ولا يهم إن ادرك قادة الميليشيات هذا الامر ام لا. فدولتهم الداعمة تعرف وبالاتفاق مع الامريكيين.

 

ولا ننسى في السياق تصرفات هذه الميليشيات الارهابية والعدوانية تجاه المعارضين. فهي هنا تكرر نفس الاعمال القمعية التي كان يبدع بها النظام البعثي السابق. وهو ايضا ما يرغب الامريكيون رؤيته. إذ لا بد من القضاء على كل ما يمكن ان يعرقل ويفضح الفكرة الامريكية التي تطبقها هذه الميليشيات لنفسها.

 

لا نذكر الكاظمي بوجوب ايقافه لهذه اللعبة الامريكية. وذلك بقطع التمويل الحكومي عن هذه الميليشيات اولا تمهيدا لكف يدها عن موارد البلد ثانيا. والاستمرار بهذا الاجراء حتى غربلة كل اطرافها الاجرامية خارج حشد المتطوعين تمهيدا لتقديمها الى القضاء. وتقاعسه عن القيام بهذا التحرك سيؤكد كونه العميل المنفذ لاوامر من اتى به والمتستر المتواطيء على اعمال هذه الميليشيات. ومع تقاعسه لن يبقى شيء من وعوده بالقضاء على السلاح المنفلت وضمان الامن والتهيئة للانتخابات.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.