اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الظواهر الكونية لا تحمل الشر للعصاة المذنبين// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب 

الظواهر الكونية لا تحمل الشر للعصاة المذنبين

عادل نعمان

كاتب واعلامي مصري

 

قلنا يا أيها الذين آمنوا إن الظواهر الكونية لها أسبابها الطبيعية، لا تسيرها الملائكة إن كانت تحمل الخير للمؤمنين، ولا تحملها الشياطين إن كانت تحمل الشر للعصاة الكافرين، وهى لا تمهد طريقًا للمؤمنين فيتقدمون الصفوف، ولا تطارد العصاة وتضيق عليهم السبل، وأخيرًا ليست انتقامًا من الله، فمصائبنا وكوارثنا أكثر من مصائب وكوارث الكرة الأرضية كلها «واللى ما يشترى يتفرج».

 

ولما أشاعوا أن الظواهر الطبيعية شهادة حق للمؤمنين من دون الكافرين، كانوا كشاهد زور، أقسم على ما لا رآه ولا سمعه، ولا خطر على قلب بشر، فهذا يخترق ويصعد، وهناك على الحافة يطير الورع التقى، وذاك يقوم ويحيى ويميت، وهناك من تغسله الملائكة بعد أن استشهد وهو «جنب» حين ناداه الجهاد وهو على بطن زوجه وهكذا. وهاكم ما تواعدنا عليه «خالد بن الوليد يشرب السم ولا يموت».. كما زعموا «والزعم كنية الكذب».. وقد أخرجه أحمد بن حنبل فى فضائل الصحابة، والطبرانى فى المعجم الكبير، والأصفهانى فى معرفة الصحابة، وابن أبى شيبة فى المصنف، واللالكائى فى كرامات الأولياء، وابن عساكر فى تاريخ دمشق، كما ذكرها الذهبى، وابن تيمية، قالوا جميعًا (لما انصرف خالد بن الوليد من اليمامة ضرب عسكره على الجرعة التى بين الحيرة والنهر، وتحصن منه أهل الحيرة فى القصر الأبيض، وقصر ابن بقيلة، فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى نفدت، ثم رموه بالخزف من آنيتهم، فأرسل إليهم: «ابعثوا إلىَّ رجلًا من عقلائكم أسائله، ويخبرنى عنكم، فبعثوا إليه عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان، فأقبل يمشى إلى خالد ومعه (قنينة سم) يقلبها فى يده، فقال له: ماذا معك؟ قال: هذا سم، وقد خشيت أن تكون على غير ما رأيت من العدل.. والموت أحب من مكروه أدخله على أهل قريتى، فأخذ خالد السم وتلا هذا الدعاء (باسم الله خير الأسماء رب الأرض والسماء الذى لا يضر مع اسمه داء) ثم شرب السم وانتظروا ساعة ليصرعه السم، فمضت تلك الساعة ولم يضر السم خالدًا، فرجع ابن بقيلة إلى قومه قائلًا: (جئت من عند شيطان أكل سم ساعة فلم يضره، أخرجوهم عنكم، فصالحوهم على مائة ألف» وصدق هذا الزعم ابن تيمية وقال (من السلف من يأتى بالآيات دلالة على صحة الإسلام!!»، كما ذكر أن خالدًا شرب الخمر ولم يضره.

 

وقال آخر: خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، لم يصفه المسلمون بهذا الاسم لأنه كان يتحلى بالقوة والشجاعة والجرأة فقط، بل كانت لديه مناعة ضد السم، فكان والد خالد يضع له السم فى الطعام والشراب منذ صغره بنسبة ضئيلة، وكان يقوم بزيادتها يومًا عن يوم إلى أن بلغ خالد بن الوليد الكبر فأصبحت لديه مناعة قوية ضد السم) انتهى موضوع السم، الذى قتل كل من تناوله حتى الأنبياء والصحابة والخلفاء إلا خالدًا تصديقًا على صدق الرسالة والنبوة، وكما قال ابن تيمية «.. يا شيخ ألم يكن النبى وأبو بكر أولى بهذه المعجزة؟!».

 

وهذه رواية عن أنس بن مالك أخرجها البيهقى وذكرها البخارى فى تاريخه أن جيشًا جهزه عمر بقيادة أبى علاء بن الحضرمى، وكان فى إحدى غزواته «لم يذكر الغزوة» نفد ماء الجند وكان الحر شديدًا، وكاد العطش يقضى عليهم، فصلى بنا ركعتين ومد يده إلى السماء ودعا الله، فما نزلت يده إلا وأرسل الله الرياح والمطر حتى امتلأت الشعب، فشربنا وسقينا، ولما أتينا عدونا فزعوا وهربوا جميعًا إلى جزيرة فى البحر «لم يذكر موقعها» فوقف أبو علاء على الشاطئ يدعو ربه، فمادت الأرض، وعبرنا إلى الجزيرة ولم يبتل إلا حوافر الخيل. وهذه رواية نقلًا عن كتاب كرامات الصحابة «عن عروة الأعمى قال: ركب أبو ريحانة البحر وسقطت (إبرة الخيط) من يده فى النهر وهو يخيط بعض صحفه، فعزم عليها، وأمر البحر (أن اسكن إنما أنت عبد حبشى) فسكن النهر وهدأ وصار كالزيت، وظهرت إبرة الخيط وأخذها الصحابى».

 

ولأن هؤلاء الغلاظ الجلاف الغزاة لم يكن همهم إعلاء كلمة الله أو نشر الرسالة المحمدية، بل كان همهم الاستعمار والاستيطان والنهب والسلب وسبى النساء والإماء وأسر الرجال وبيع الأطفال، ولم يكن كل هذا له صلة بدين الرحمة والمحبة والسلام، ولا علاقة تذكر بين هذا الدين الجديد ونشر رسالته وبين هذا الفعل الشائن الدامى، وهو منهج كان يتبعه هؤلاء الجاهليون فى جاهليتهم، واستمر معهم شرطًا وقرارًا ودافعًا، ولم يكن أمام هؤلاء إلا رخصة الأساطير والخزعبلات والأباطيل والأكاذيب والموضوعات عن النبى لتحرير أفعالهم من تهم الظلم والفجور والعدوان، وصُبغت هذه الفترة من تاريخ الغزو والقتل بصبغة مباركة مزيفة كاذبة، حتى تغطى على الناس ما فعله هؤلاء من الشرور والآثام، وحتى يصدق البسطاء أن هذا المنهج البشرى كان محاطًا بعناية الله وحفظه وبركاته، مدفوعًا بمعجزات وخوارق إلهية، فيثق الطيبون فيما أفسده الأوائل، ويتثبتون بما رواه شهود الزور، فلو كان الغرض هو نشر دين الله، ما كان الإرهاب والغزو والسيف سبيلًا، حتى لو دخل فى دينه بعض أو قليل، فليس علينا إلا البلاغ والموعظة الحسنة وكان الله بالغ أمره. (الخنزير صديقى.. الأسبوع المقبل).

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

"المصري اليوم" القاهرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.