اخبار عامة
مع قرب الانتخابات.. الطائفية تعود لتحديد مصير العراق السياسي
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 16 شباط/فبراير 2025 18:51
شفق نيوز/ عاودت أحزاب سياسية في العراق إحياء التحالفات تحت مسميات أو إشارات مذهبية ومكوناتية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، حيث أشار مراقبون إلى أن بعض الائتلافات تحاول استمالة شرائح محددة، على عكس الدول الديمقراطية التي تركز على برامج تواكب العصر وتهدف إلى رفاهية مواطنيها.
ويؤكد سياسيون، أن التخندق الطائفي يثير استهجان الشارع العراقي، الذي عانى من تبعاته في مناسبات سابقة، حيث أدى إلى أضرار جسيمة على المستويات المجتمعية والسياسية والاقتصادية، ورغم ذلك لا يزال العديد من السياسيين يسوّقونه في كل انتخابات باعتباره وسيلة لحماية المكونات الطائفية والدينية.
لكن هذه المرة، هناك عامل جديد يدفع القوى السياسية العراقية إلى تبني النهج الطائفي مجدداً، وهو المتغيرات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، ما يجعل الأحزاب تلجأ إلى تحصين نفسها بالطائفية لمواجهة الغضب الشعبي أولاً، والتعامل مع جموح الرئيس الأميركي دونالد ترامب ثانياً.
ثلاثة محاور انتخابية متوقعة
يتوقع مراقبون أن تتنافس الأحزاب السياسية العراقية في الانتخابات المقبلة عبر ثلاثة محاور رئيسية (محور طائفي شيعي يتبع النفوذ الإيراني، محور طائفي سني مدعوم من دول الخليج، ومحور وطني عراقي يسعى للابتعاد عن الاستقطابات الإقليمية).
ويرى المراقبون، أن الأحزاب التي ستخوض الانتخابات على أسس طائفية ستواجه الفشل، لأن الشعب العراقي بات رافضًا للطائفية بعد أن دفع ثمنها غالياً.
وفي هذا الصدد، يقول خالد وليد، المتحدث باسم حركة "نازل آخذ حقي الديمقراطية"، إن "التحالفات ذات الطابع الطائفي تثير استياء الشارع العراقي، حيث أدت المحاصصة الطائفية إلى أضرار كبيرة على البلاد في مختلف المجالات، في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جيوسياسية وضغوطاً دولية كبيرة".
ويضيف وليد، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الخطاب الطائفي لم يجلب للعراق سوى الويلات، إذ تسبب في انقسامات مجتمعية وسياسية واقتصادية"، مشدداً على أن "الحل يكمن في تعزيز مفهوم الوطنية والمصالحة والهوية العراقية الجامعة".
ويحذر وليد، من أن بعض السياسيين يستغلون الانتخابات لاستقطاب أتباعهم عبر خطاب طائفي، متجاهلين أهمية بناء دولة وطنية تتجاوز هذه الانقسامات.
لماذا تعتمد الأحزاب السياسية على الطائفية؟
في غضون ذلك، يشرح أحمد الياسري، رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات، أن "الديناميكيات السياسية في العراق تتحكم بها ثلاث قواعد التوازن وتحركه السياقات الطائفية، والتنافس تحدده المصالح الحزبية، والتجاذب الذي يتأثر بالضغوط الدولية".
ويرى الياسري، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "المرحلة الحالية في العراق تشهد تجاذباً سياسياً قوياً بسبب الأوضاع في سوريا ولبنان وغزة، إضافة إلى الضغوط على إيران، وهو ما سيدفع القوى السياسية إلى تعزيز الخطاب الطائفي في الانتخابات المقبلة لحماية نفسها من الغضب الشعبي والمخاطر الخارجية".
كما يؤكد، أن "سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه العراق ستلعب دوراً كبيراً في تحديد مواقف الأحزاب، حيث لم يفصل ترامب حتى الآن بين الملف العراقي والملف الإيراني، ما قد يدفع بعض القوى إلى الاحتماء بالطائفية لحماية نفوذها السياسي".
التخندق الطائفي وفشل الأحزاب
من جانبه، يشكك السياسي المستقل الدكتور فتاح الشيخ، في إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية في العراق متأزمة بسبب الضغوط الأمريكية، ما قد يؤجل الانتخابات.
ويرى الشيخ، في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "عودة الأحزاب السياسية إلى التخندق الطائفي دليل على فشلها في تقديم برامج حقيقية، ولذلك تلجأ إلى إثارة النزعات المذهبية لاستقطاب جمهورها".
ويشير إلى أن "الإطار التنسيقي يبحث عن دعم شيعي، فيما تسعى الأحزاب السنية إلى استمالة جمهورها، لكن المتغير الأبرز سيكون موقف مقتدى الصدر من المشاركة في الانتخابات".
ويعتبر الشيخ، أن "جمهور التيار الصدري يختلف عن غيره، حيث إنه شيعي وطني غير مرتبط بإيران أو أي طرف خارجي، ما يعزز فرص تشكيل محور سياسي وطني عراقي قوي".
كما يرى أن العراق يواجه تحديين رئيسيين "التخندق الطائفي الذي دفع العراقيون ثمنه في الماضي"، و"المراقبة الدولية والأمريكية للانتخابات، حيث سيتم تصنيف أي توجه طائفي على أنه مرتبط بإيران، وهو ما يرفضه التيار الصدري بشدة".
ويشير إلى أن "الصدر أطلق سابقاً تسمية التيار الوطني الشيعي العراقي، في رسالة واضحة بأنه يسعى إلى تمثيل شيعة العراق بعيداً عن النفوذ الخارجي"، مؤكداً أن "الشيعة العراقيين يجب أن يكون لهم دور مستقل في العملية السياسية".
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق، يبدو أن المشهد السياسي يتجه مرة أخرى نحو الاستقطاب الطائفي، رغم استياء الشارع العراقي من هذه السياسات.
اخبار عامة
المتواجون الان
829 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع