قضايا شعبنا

مطران أربيل: مستقبل عنكاوا في خطر.. المدينة تشهد تغييرًا يهدد خصوصيتها المسيحية

MCN

قال المطران بشار متي وردة، رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية، "إن مستقبل مدينة عنكاوا التابعة لمحافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان في خطر".

وأضاف في بيان اليوم الخميس، "نريد أن يتنبه الجميع لكارثة أخرى ستواجه مدينة عنكاوا. فمُستقبلها كبلدة مسيحية في خطر من جرّاء عمليات بيع الأراضي والدور السكنية من دون تمييز، نتيجة تفكير بعض العوائل بالهجرة إلى خارج البلاد على خلفية الأحداث الأخيرة التي مرّ بها العراق". مضيفًا "نحن لسنا في موقع يسمح لنا بالحُكم سلبًا على أي شخص يرغب في بيع ممتلكاتهِ والهجرة خارج البلاد، فلكل شخص الحق في أن يُقرر لنفسه ولعائلتهِ المُستقبل الذي يطمح إليه والوجهة التي يبتغيها، إلا أننا نوّد أن نذكِّر الجميع بمسؤولياتهم تجاه تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم وإيمانهم الذي دفعوا من أجله أثمانًا باهظة، ودماءً زكية أراقها أجدادنا وآباؤنا الذين جاهدوا في الحفاظ على مسيحية البلدة وخصوصيتها الثقافية".

وأشار البيان إلى "أنه منذ أشهر والبلدة تشهد هجرة استثنائية لعوائل مُستقرة اجتماعيًا واقتصاديًا، وقام بعضٌ منهم ببيع ما يقتنون من ممتلكات، وكم المعروض من الأراضي والدور السكنية للبيع يجعلنا نتساءل عن مصير عنكاوا ومُستقبلها".

وتابع "ليس خافيًا على أحد ما تمر به عنكاوا- بوصفها البلدة المسيحية الكلدانية الأكبر في إقليم كوردستان- منذ سنوات من عمليات تغيير ديموغرافي وتشويه لمعالمها وتهديد لخصوصيتها الثقافية واللغوية والحضارية، على يد بعض المتنفذين من المسؤولين وأصحاب رؤوس الاموال - سواء من داخل البلدة وخارجها، بوعي منهم أم بدون وعي - والذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، محولين البلدة الهادئة إلى مكان للصخب واللهو والعبث غير البريء والمشاكل اليومية التي انعكست سلبًا على أهاليها وعلى أسلوب حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وراحتهم، لاسيما عشوائية المشاريع التي تُقام في البلدة، وعدم استغلال أراضيها لمشاريع خدمية".

وأوضح البيان "حجم معاناة البلدة وأهاليها بسبب تدفق النازحين إليها من أبناء شعبنا في الموصل وكركوك وبغداد، الهاربين من جحيم الحروب والاضطرابات الأمنية في مناطق الصراع الساخنة. وإذا كان أهل عنكاوا قد قاموا بواجبهم تجاه إخوتهم النازحين واستقبالهم دون أن يحسبوا ذلك فضلاً، فإنّ هذا التدفق أثَّر سلبًا على مستوى الخدمات وخلق حالة من الازدحام السكاني والفوضى، فلم تكن الخدمات بمستوى هذا الازدياد السكاني".

وناشد البيان الجميع "بالحفاظ على خصوصية المنطقة، والالتزام بمسؤولياتهم، والحرص على بلدة عنكاوا" محذِّرًا من "خسارة مركز مسيحي مهم، والتجمّع المسيحي الكبير في الاقليم".