اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

قضايا شعبنا

ما هي الآثار والتماثيل التي دمّرها داعش في متحف الموصل؟

اعتداءٌ جديد طال أحد أهم الأماكن الأثريّة في الموصل مخلّفاً وراءه دماراً في التماثيل والآثار التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين. وهذا ليس الاعتداء الأول الذي يتعرض له الإرث العراقي بعد أن شهدت الآثار العراقية أوسع عملية نهب في سنة 2003 عقب الحرب الأميركية على العراق. لكن ما لا شكً فيه أن تحطيم آثار متحف الموصل اليوم يغذّي مرة جديدة الطائفية والنزاع في البلاد.

 

من هنا، لابدّ لنا في العودة الى الوراء واسترجاع الأهميّة التاريخية لمتحف الموصل في مناسبة لا يتمنّى أحد أن تتكرّر مجدّداً في العراق.

 

يعتبر متحف الموصل أحد أهم المتاحف في العراق ويُعد في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد المتحف العراقي في بغداد. تأسس في العام 1952 وكان مقتصراً على قاعة صغيرة إلا أنه تم إنشاء المبنى الجديد للمتحف والموجود في يومنا عام 1972 حيث ضمت بنايته الجديدة أربع قاعات أحدها للآثار القديمة وأخرى للآثار الآشورية وثالثة للآثار الحضرية والأخيرة للآثار الإسلامية.

 

وكباقي متاحف العراق ومؤسساته الحيوية الاخرى، لم يسلم المتحف الحضاري في مدينة الموصل من السرقة المنظمة التي طالت بعض معروضاته النفيسة خلال احداث نيسان عام 2003 ولم تُسترد لحد الآن. منذ ذلك التاريخ أُقفلت أبواب المتحف دون أية صيانة تذكر، إلا أنه بقي المكان مفتوحاً لزيارات محدودة اقتصرت على الوفود الرسمية وطلبة الآثار والتاريخ فقط، وذلك حسب تصريحات المسوؤلة في المتحف ريا محسن .

 

جرت عدة محاولات لإعادة تأهيل المتحف حسب ما قال قائم مقام الموصل آنذاك زهير الأعرجي، وكان هناك العديد من المطالب بإعادة تأهيل المتحف من قبل السكان والهيئات المحلية، وربما يعد الثور المجنح من أهم معالم وآثار متحف الموصل.

 

ولم يقتصر دور متحف الموصل الحضاري بعد تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي على عرض الآثار والموجودات القديمة من آشورية وحضرية وعربية اسلامية، بل شهدت قاعاته ومكتبته الغنية عشرات النشاطات الثقافية والفنية.

 

وبالعودة الى الاعتداء الذي قام به عناصر داعش على المتحف الوطني، يُظهر الفيديو الذي نشره التنظيم العملية الاجرامية التي طالت عدد من التماثيل التاريخية والنادرة بإستخدام الأدوات اليدوية والكهربائية. ومن بينها تمثال بوذا النادر والوحيد من نوعه إضافة الى بعض القبور والأضرحة. كما دمّروا التمثال الآشوري الكبير الذي يعتبر من أقدم الآثار ويعود تاريخه الى القرن 19 ق.م، وقاموا بتحطيم الثور المجنح الخاص في بوابة نركال.

 

هكذا يكون تنظيم داعش قد دمّر حضارة آشورية عمرها آلاف السنين في أبشع هجوم تتعرض له معالم محافظة نينوى، علماً أنها كانت المدينة التي سكنها الآشوريون وأصبحت عاصمة لهم من القرن الحادي عشر والى 611 قبل الميلاد.

 

أما اليوم فيصل عدد المواقع الأثرية في العراق الى أكثر من 12 ألف موقع تضم آثاراً تعود إلى حقب زمنية مختلفة، لكن هذه المواقع لا تجد الحماية الكافية إذ لا يتوفر لها سوى أربعة آلاف حارس غير مدربين وغير مجهزين بالقدر الكافي لإتمام عملية الحراسة على الوجه الأكمل، الأمر الذي جعل العديد من هذه الأماكن عرضة للسرقة حتى يومنا هذا.

 

من جهة أخرى، كان السفير الاميركي كريستوفر هيل قد أشار أثناء زيارته مؤخرًا لمتحف الموصل الحضاري الى أنه هناك تعاون دولي من اجل ارجاع مفقودات المتحف، مؤكدا أنه سيتم العمل بالتعاون مع القوات العراقية والشرطة الدولية (الانتربول) على اعادة القطع الاثرية المفقودة من متحف الموصل الحضاري.

 

 

في المقابل، يتبيّن مرّة جديدة أن المتحف الوطني في الموصل مستباح وأسير في قفص الارهاب وسط تنديدات المسؤولين وإطلاق بعض المواقف الدولية. فالى متى سيظل هذا المتحف أرضاً خصبة للمجرمين ؟

قضايا شعبنا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.