اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

في يوم المسرح العالمي: أثر معاهد المسارح العالمية على مسيرة المسرح العراقي// كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كمال يلدو

 

عرض صفحة الكاتب 

في يوم المسرح العالمي

أثر معاهد المسارح العالمية على مسيرة المسرح العراقي

كمال يلدو

آذار ٢٠٢٣

 

تعود اولى التجارب التمثيلية المسرحية في العراق للعام ١٨٧٦ وتحديدا في مدينة الموصل على يد الآباء الكهنة في الكنيسة الكرملية والكلدانية وتمتد لتصل ناحية القوش عام ١٩١٢، في تلك الفترة حمل ريادة هذه الاعمال التمثيلية (المسرحية البدائية) نخبة من الآباء الكهنة او المعلمين الذين درسوا في لبنان وفرنسا، فأعتمدوا على بعض النصوص والحكايات من الكتاب المقدس، ثم ترجموا بعض المسرحيات الاوربية. بعدها توجه جيل من المثقفين الى كتابة نصوصاً تحاكي النصوص المسرحية الاوربية المترجمة، وتواصلت عملية تقديم الاعمال التمثيلية ان كان في الكنائس او صالات المدارس، وعندما وصلت التجربة الى بغداد أوائل القرن العشرين، مارست كنيستا الكلدان واللاتين دورا مشرفا في رعاية التمثيليات، ثم دخلت مدرسة شماش للطائفة اليهودية وقدمت العديد من الاعمال والتي كانت مستوحاة من الكتاب المقدس ايضا، وانضمت اليها المدارس الارمنية ايضاً، كل هذه الجهود جاءت استكمالاً لدور الحكواتي (القصاخون) الذين كانوا ينتشرون في الاحياء والمقاهي الشعبية، برواية القصص التراثية أمثال الزير سالم وعنتر ابن شداد وغيرها، مضافا اليها بعض المبالغات وعوامل التشويق بغية جلب جمهور اكثر في كل مرة، على ان هذه القصص كان تعتمد على (الفرد الواحد) وقدرته الابداعية، فيما كانت التمثيليات تعتمد على اكثر من شخص وعلى النص والديكور والاخراج ومستلزمات شروط العمل الاخرى.

 

بعض المعلومات التأريخية تذكر بأن شخصاً بإسم (نوري فتاح) أسس جماعة سنة ١٩١٩ وقدمت مسرحية (النعمان ابن المنذر) على مسرح سينما اولومبيا الذي كان يقع في شارع الرشيد.

 

أما بعد الاحتلال البريطاني وخاصة بعد العام ١٩٢١، فقد ظهرت العديد من النوادي والجمعيات التي كانت ذات طابع اجتماعي وثقافي عام، وقامت بذات الوقت بتقديم عروض (تمثيلية/ مسرحية) من اجل اذكاء الروح الوطنية ضد الاحتلال ومنها:

١) وفاء العرب، ومثلها في بغداد طلبة مدرسة الكلدان في النصف الثاني من تشرين اول ١٩٢٠ وكانت من تأليف انطوان الجميل

٢) وفود النعمان الى كسرى، وقد عرضت عام ١٩٢٠

٣) فتح الاندلس على يد طارق ابن زياد، وقد قدمت عام ١٩٢٠

٤) صلاح الدين الأيوبي، أول مسرحية تعرض على مسرح مدرسة اسلامية في الموصل وقد أخرجها أرشد افندي العمري (مهندس البلدية) عام ١٩٢١.

أما مدرسة التفيض في بغداد، فقد قدمت مسرحيات من على مسرح سينما رويال في ساحة الأمين عام ١٩٢٥ من قبل الاستاذ حقي الشبلي وزميله فاضل عباس. اما الاستاذ محمد خالص ملا حمادي، فقد عرض مسرحيتي (هارون الرشيد) و (عائدة ) على مسرح سينما الوطني في شارع الرشيد عام ١٩٢٦.

 

وحدث بعد زيارة فرقة المؤلف والممثل المصري (جورج ابيض) وفرقة الريحاني والفنانة (فاطمة رشدي) ان اندفع العديد من الشباب لتأسيس فرق مسرحية مثل: الفرقة العصرية والفرقة الشرقية وفرقة حبزبوز التي كانت تقدم اعمالها الكوميدية في المدارس، وشهدت المدرسة الجعفرية تأسيس فرقة مسرحية.

 

في العام ١٩٢٧ اسس الاستاذ حقي الشبلي مع زملائه فوزي محسن الأمين وفاضل عباس وعبدالله العزاوي فرقة المسرح الوطني والتي قدمت مسرحيات: 

 ١ـ جزاء الشهامة  ٢ـ في سبيل التاج

وبعد سفر حقي الشبلي الى مصر، ترأس الفرقة الفنان عزيز علي، لكنه لم ينجح في مهمته، فقدم صفاء الدين الحيالي مسرحية (خطايا الوالد).

بعد عودة الاستاذ حقي الشبلي عام ١٩٣٠، أسس الفرقة العصرية وقدمت عدة مسرحيات من ضمنها (يوليوس قيصر).

وقد سبق هذا التأسيس ان قام الاستاذ يحى فائق بتأسيس فرقة (المعهد العلمي للتمثيل) عام ١٩٢٨، فيما اسس الاستاذ توماس حبيب فرقة اسماها (انوار الفن).

 

كل هذه المقدمات شكلت اللبنة الاساسية لقيام الحركة المسرحية العراقية المعاصرة التي ترافقت مع تأسيس (معهد الفنون للموسيقى) عام١٩٣٦ ومن ثم اضافة قسم التمثيل عام ١٩٤٠، هذه البداية تزامنت مع تطلع المسرحيين الاوائل نحو التجارب التي كانت تعج بها المسارح الاوربية، مما شجع الدولة آنذاك نحو ارسال البعثات الطلابية لدراسة المسرح خارج العراق، وقيام مجموعة اخرى من الطلبة بالدراسة على حسابهم الخاص من اجل ارواء عطشهم الفني والاستزادة بالخبرة المسرحية، فعلى سبيل المثال لا الحصر ذهب كل من إبراهيم جلال ويوسف العاني الى المانيا على حسابهم الخاص. اما بانسبة للبعثات فقد ضمت نخبة من الطلبة الذين عادوا بعد ذلك  ليصبحوا اساتذة في الاخراج والتمثيل والتأليف المسرحي، لا بل تعدوا ذلك الى نقل تجارب مثيرة ومهمة من المسارح الاوربية والامريكية.

 

وللمرور سريعا على ( بعض) الاساتذة والدول التي قصدوها اذكر مثلاً:

١) الولايات المتحدة: ابراهيم جلال، بدري حسون فريد، جاسم العبودي، جعفر السعدي، بهنام ميخائيل، حسن الناظمي، خالد سعيد، وليد شامل، علي العادلي، عبد المطلب السنيد ود. قائد النعماني، د. علاء يحيى فائق، فريد جاسم العبودي، د. ابراهيم الخطيب (جعفر علي/ سينما وتلفزيون، امتثال الطائي وخيرية العطار  / تصميم الأزياء)

٢) بريطانيا: سامي عبد الحميد وسعدون العبيدي و(محمد شكري جميل/ سينما)

٣) ايطاليا: اسعد عبدالرزاق، عبد الوهاب الدايني، عبدالله جواد و (فاروق حسن وهيفاء الحبيب/ ديكور وأزياء)

٤) جيكوسلوفاكيا: محسن العزاوي، سليم الجزائري، فخري العقيدي وابراهيم السعدي

٥) الاتحاد السوفيتي: قاسم محمد، فاضل قزاز، محسن السعدون

٦) المانيا : عوني كرومي، د. فائق الحكيم

٧) فرنسا: د. سعدي يونس (ياسمين خليل / تصميم ألازياء)

٨) بلغاريا: حميد الجمالي، فاضل خليل، د. جواد الاسدي، د. فاضل سوداني، عبد اللطيف صالح، نور الدين فارس وأديب القليجي

٩) رومانيا: د. عبدالاله كمال الدين، عبد المرسل الزيدي وصلاح القصب

١٠) بولندا: صلاح مهدي و( مجيد عبد العباس/ سينما)

١١) يوغسلافيا :( ضياء انور/ ديكور وإضاءة)

 هذه الاسماء وغيرهم ممن درسوا المسرح خارج العرق يعود لهم الفضل الكبير في وصول المسرح العراقي وخاصة في حقبة السبعينات، الى مستويات راقية في عروضهم داخل العراق او في المهرجانات العربية، عادوا ليمارسوا التدريس في معهد الفنون وأكاديمة الفنون الجميلة والفرق الأهلية والحكومية.

 

ولما كنا نتحدث عن اولئك الاساتذة الكبار لابد من الوقوف امام تجارب بعضهم التي تركت بصمات مهمة في تأريخ المسرح العراقي:

١) الاستاذ المخرج جاسم العبودي، الذي كانت له اضافة كبيرة في طرح نموذج جديد من الاخراج (مسرح ستانسلافسكي وفق الرؤيا الامريكية) وقلب موازين القوالب القديمة التي كانت سائدة في التدريس في فترة الخمسينات.

٢) قاسم محمد وإضافته الفذة من المسرح الروسي في استلهام الموروث الشعبي

٣) سامي عبد الحميد وتشبعه بالمسرح الكلاسيكي  من دراسته في بريطانيا

٤) عوني كرومي ونقله تجربة المسرح الملحمي (مدرسة بريخت) من دراسته في المانيا الديمقراطية

٥) د. سعدي يونس وتأثير دراسته في فرنسا على نقل تجربة (مسرح الشارع) الفذة.

٦) صفاء مصطفى، الذي يعتبر اول عراقي يدرس الدراما وعاد من المانيا ليكتب  وينقل تجربة المسرح التحريضي للعراق.

وبنظرة سريعة للاسماء والدول يمكن استنتاج بأن الولايات المتحدة استحوذت على حصة الاسد من هؤلاء الاساتذة وبالذات (معهد الفنون في شيكاغو) والذي يعتبر من المعاهد المسرحية المهمة في منطقة وسط الولايات المتحدة، حيث تخرج من بين جدرانه وعلى مدى حوالي ١٠٠ عام، آلاف الاساتذة والفنانين والكتاب والممثلين المسرحيين ومن كل دول العالم. ويضم المعهد ١٥ فرعا يمنح الخريجين شهادة البكالوريوس وأهمها:

١) التمثيل, ٢) التصميم, ٣) تكنلوجيا التصميم, ٤) الانارة, ٥) النقد المسرحي, ٦) تصميم المناظر, ٧) هندسة الصوت, ٨) إدارة المسرح ـ الستيج ـ ٩) الفن المسرحي, ١٠) تكنلوجيا المسرح, ١١) الاخراج المسرحي, ١٢) القيادة في العمل الفني.

هذا المعهد ينتج ما لا يقل عن (٢٠) عملاً مسرحيا في الموسم الواحد، وهو يقدم الاعمال الكلاسيكية والحديثة من على خشبة ( كودمان ثياتير ـ مسرح كودمان في شيكاغو)، كذلك يملك فرعاً خاصاً للعوائل الذي يقدم مسرحيات الاطفل.

أما شعار المعهد فهو: التعلم من خلال التطبيق.

وجدير بالملاحظة، بأن هذا المعهد كان يدرّس مدرسة (ستانسلافسكي) في الاخراج المسرحي ولكن برؤيا وإضافة امريكية مما انعكس بشكل لافت وواضح في عمل المخرج جاسم العبودي والاستاذ بهنام ميخائيل.

 

كمال يلدو

آذار ٢٠٢٣

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.