أوراق الخريف- رواية: الفصل الثامن والعشرون والأخير// د. آدم عربي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 11 أيلول/سبتمبر 2024 21:08
- كتب بواسطة: د. آدم عربي
- الزيارات: 1368
د. آدم عربي
أوراق الخريف- رواية: الفصل الثامن والعشرون والأخير
د. آدم عربي
في ليلة هادئة، حيث كان أحمد جالسًا في شقته المظلمة في قلب المدينة، رن هاتفه فجأة. لم يكن يتوقع أي اتصال في هذا الوقت المتأخر، لكنه وجد نفسه يمد يده دون تفكير ليرى من يرسل له الرسائل. على الشاشة، ظهرت رسالة جديدة من رقم مجهول. لم يكن ذلك غريبًا عليه، فالعديد من الأرقام غير المعروفة تمر عبر هاتفه، لكنه كان يعتقد دائمًا أنها إعلانات أو رسائل خاطئة.
هذه المرة، كان الأمر مختلفًا. فتح الرسالة ليرى صورة غامضة. كانت صورة غير واضحة لشخص يقف في ظلام تام، بالكاد يستطيع أن يرى ملامحه. كانت عيني الشخص في الصورة تشعّان باللون الأحمر المروع، مما أثار في داخله شعورًا غريبًا من التوتر والقلق. تابع فتح الرسائل الأخرى ليجد مجموعة من الصور المرعبة الأخرى: ظلال متحركة، أشياء غير مفهومة، وجوه مشوهة. كل صورة كانت أكثر غرابة من الأخرى، وبدت وكأنها تحمل رسالة غامضة.
"هل هذا تهديد؟" فكر أحمد، محاولاً ربط الأحداث بمشروعه عن الشرق الأوسط. هل يمكن أن تكون هذه الصور تحذيرًا له؟ تهديدًا مبطّنًا من جهة مجهولة؟ أفكاره تلاحقت، ولكنه وربط بين ما يقوم به وبين هذه الرسائل
ورغم كل تلك الأفكار التي داهمته، لم يبالي أحمد كثيرًا. فقد مرّ بتجارب مشابهة من قبل. رسائل إلكترونية مشفرة، تحذيرات من أشخاص غامضين، لكنه دائماً كان يتجاهلها. لطالما اعتقد أن هناك من يحاول إخافته بسبب مشروعه. "ليكن،" قال لنفسه بابتسامة ساخرة. "إن كان هذا تهديداً، فهم أسوأ من أن يخيفوني بهذه الطرق البدائية."
أحمد كان من النوع الذي لا يخشى المجهول. عاش حياته متفحصًا كل غموض يمر به، مستخدمًا عقله التحليلي لمعرفة الأجوبة. لكنه الآن، في أعماق عقله، بدأت تثار بعض الشكوك. لم يكن يعرف إذا ما كانت تلك الرسائل مجرد صدفة، أم أنها فعلاً بداية لمؤامرة أكبر قد تطاله. لكنه استشعر أنَّ تلك الرسائل تأتيه من خارج الولايات المتحدة وإنْ كانت أرقام مجهولة ، قال في نفسه : ما دامت الرسائل هذه تصلني فالتغيير قادم وإلّا لما خاف البعض .
مع تصاعد تأثير أفكار أحمد حول "أمركة" الشرق الأوسط، تبدأ القوى الكبرى، التي كانت في البداية معارضة لفكرته، في إعادة النظر. يجدون في رؤيته فرصة لخلق توازن جديد في المنطقة، وتحقيق استقرار يصب في مصلحتهم الاقتصادية والسياسية، بدلاً من التمسك بالأنظمة القديمة التي تسببت في اضطرابات مستمرة.
جينا، باستخدام علاقاتها الواسعة مع صناع القرار في الغرب، تنظم سلسلة من اللقاءات السرية مع قادة هذه القوى الكبرى. تستعرض لهم فوائد مشروع أحمد ليس فقط للشرق الأوسط، بل أيضاً لمصالحهم العالمية. بفضل دهائها وقدرتها على الإقناع، تستطيع جينا تغيير مواقف هؤلاء القادة تدريجياً، ويبدأون في دعم المشروع علنياً.
تتسارع الأحداث بشكل كبير، وتبدأ وسائل الإعلام العالمية في تسليط الضوء على مشروع "أمركة" الشرق الأوسط كخطة للتغيير الشامل في المنطقة. القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، تعلن تأييدها الرسمي لمشروع أحمد، وتبدأ بتشكيل فريق عمل عالمي بقيادة أحمد وجينا لتنفيذ الخطة.
أحمد، الذي كان يرفض فكرة الزواج بسبب التزاماته الفكرية، يقتنع أخيراً بأن جينا ليست فقط شريكته في الحب، بل في القيادة أيضاً. تحت الضغط الدولي المتزايد، يوافق أحمد على تتويج العلاقة بينهما بالزواج، ويصبح هذا الحدث رمزاً لوحدة الفكر والعمل بين الشرق والغرب.
في حفل زفاف أسطوري يحضره قادة العالم ورموز السياسة والفكر، يُعلن أحمد وجينا رسمياً كقادة مشروع "الشرق الأوسط الجديد". الحفل لا يقتصر على الزواج فقط، بل يكون بمثابة تتويج لأحمد كقائد أعلى للكيانات الجديدة التي تتشكل في الشرق الأوسط تحت مظلة مشروعه.
بعد الزفاف، يُعيَّن أحمد رئيساً لكونفدرالية كيانات الشرق الأوسط الجديدة، وهي تحالف يضم دولاً من المنطقة، تعمل معاً وفق رؤية جديدة تجمع بين القيم الديمقراطية والتقدم الاقتصادي، وتحافظ على الخصوصية الثقافية للدول الأعضاء. تصبح جينا، بفضل ذكائها وشبكاتها الواسعة، المستشارة العليا والمسؤولة عن العلاقات الدولية والاقتصادية في هذا النظام الجديد.
تتحد الشعوب تحت قيادة أحمد، الذي ينجح في إنهاء الصراعات الطويلة في المنطقة عبر مبادرات دبلوماسية واقتصادية مدروسة. تحت قيادته، تتحول المنطقة إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار، مع استثمارات ضخمة من الغرب والشرق تعيد بناء اقتصادات الدول وتحسن حياة الشعوب.
يصبح أحمد وجينا رمزاً للعصر الجديد في الشرق الأوسط، حيث يجمعان بين القوة والرحمة، وبين الفكر والعمل. وتحت قيادتهما، يتحقق الحلم الأكبر بتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة مزدهرة ومستقرة، تحت راية التحالف العالمي الجديد.
انتهى
المتواجون الان
396 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع