اخر الاخبار:
إسرائيل توجه ضربات جديدة ضد حزب الله - الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 18:51
هزة أرضية شعر بها سكان أربيل ودهوك - الخميس, 23 كانون2/يناير 2025 19:08
لندن.. خمس إصابات بهجوم طعن جنوبي العاصمة - الخميس, 23 كانون2/يناير 2025 19:08
فرنسا.. مقتل مسلح لوّح بسكين قرب كنيسة - الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 18:56
أفغاني يثير الذعر في مدينة ألمانية - الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 18:48
الدفاع السورية تلوح باستخدام القوة ضد "قسد" - الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 18:47
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

إنعكاسات- قصة قصيرة// عبد الرضا المادح

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

عبد الرضا المادح

 

عرض صفحة الكاتب 

إنعكاسات- قصة قصيرة

عبد الرضا المادح

 

في صباحٍ رتيب قرر أن يغير من حياته المملة، فكر أن يجد شيئا ًيضفي على حياته البهجة، ذهب الى متجر للمرايا، فابتاع اربعا ًكبيرة منها، الأولى مستطيلة الشكل وهي جزء من اسطوانة عمودية مقعرة الى الداخل، الثانية كالأولى ولكنها أفقية التفاصيل، الثالثة مستطيلة ولكنها متموّجة عرضيا ًأمّا الأخيرة فدائرية ومقعرة وكأنها جزء من كرة كبيرة.

سحب سريره الى زاوية اخرى، إعتلى كرسيا ًوازاح كل الاشياء القديمة المثبتة على جدار غرفته، صورته المؤطرة، صورا ًملوّنة مقتطعة من مجلات عالم الفن، أجساد طرية بأوضاع مغرية، برجيت باردو، نانسي عجرم، هيفاء وهبي ........ وسجادة حائط صغيرة طُبع عليها صورة خليفة يمسك بيده كأسا ًوامامه اواني فاخرة مملوءة بانواع الفاكهة وتحيط به الجواري الفاتنات بصدورهن شبه العارية. ثبّـت المرايا بشكل متواز ٍ بمسافات فاصلة مناسبة‘ علّـق فوقها مصباح نيوني طويل لكي يوفر إضاءة أكبر.

وقف أمام المرآة الاولى فأنفجر ضاحكاً، جسم نحيف طويل كعمود كهرباء، انف طويل كموزة بنية اللون، اذنان استطالتا كأذني ثعلب، تعالى الضحك أكثر في فضاء الغرفة عند انتقاله للمرآة الثانية، جسد مضغوط بكرش كبير متهدل الى قدمين قصيرتين، انف مفلطح عرضه اكثر من طوله وأذنان أشبه بأذني فيل.

عند المرآة الثالثة يزداد الضحك هستيريةً، الجسد متموج، الرأس مضغوط، الصدر ممطوط، البطن قصيرة، منطقة العجز طويلة والقدمان قصيرتان. المشهد الرابع، جسد مكوّر ككرة برأس دبّـوس، سقط على الارض مغشيا ًعليه من شدّة الضحك. استهوته اللعبة حتى انه انقطع عن العالم ليغرق في أمواج ضحكه كل يوم، بل أنه في اكثر من مرة تبوّل في سرواله.

في المرة الاخيرة افاق من غيبوبته بقميص ابيض بلا اذرع، يضايقه ويمنعه من الحركة، حدّق بعينين مرعوبتين، غرباء بملابس بيضاء، أراد أن يضحك فلم يجد ألمرايا.

......................

 

عبد الرضا المادح

2010.01.27

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.