اخر الاخبار:
"صيادو العبيد" في قبضة شرطة أربيل - السبت, 15 شباط/فبراير 2025 19:05
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الحبُ أولاً- قصة قصيرة// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مارتن كورش تمرس

 

عرض صفحة الكاتب 

الحبُ أولاً- قصة قصيرة

مارتن كورش تمرس

محامي وأديب

 

خرجنا أنا وزوجتي مساءً في جولة في المدينة، اِقترحتْ عليَّ أن نذهب إلى محل مرطبات السائحة الكائن فرعه الجديد في مدينة أربئيلو في شارع 100 متر. قبلت بالفكرة معلقًا:

-    ما الذي ذكركِ بتناولها بالذات في هذا المحل؟

-    أ ليس من حقي أن أتذكر أيام الخطوبة؟

-    من حقكِ.

-    هل كنتَ قد تناولتها في المحل نفسه قبل أن أدعوكَ إليها؟

-    كلا. لأني إن اشتهيتُ تناول البوضة، أتناولها في أي محل لا على التعيين.

-    مرطبات السائحة ذات صيت معروف.

-    أكيد. ها هو اليوم فرعها في المحافظة.

وصلنا المحل، بعد أن أركنت سيارتنا في مرآبها، دخلنا ليستقبلنا النادل إلى طاولة فارغة. بعد الترحيب قدم لنا قائمة تحتوي على العديد من أنواع المرطبات والعصائر الباردة. تركت موضوع الاختيار لزوجتي. ما أن لَبَّ النادل طلبنا، حتى سألتني:

-    ألا تتذكر هذه النوعية؟

-    أكذب لو قلت، نعم!

-    إنها نفس النوعية التي تناولناها في المرة الأولى.

قبل أن أجيبها جذب نظري شاب وفتاة جالسان على الطاولة التي بجانب طاولتنا وهما يتناقشان على نيران متقدة! من خلال تحريك الشاب يده اليمنى بينما يتكلم جذب نظري حلقة الخطوبة في إصبع بنصر كفِّه اليمى. قلت لزوجتي:

-    أنظري إليها وتذكري أيام خطوبتنا!

التفتتْ واسترقتْ السمع قليلاً لحوارهما، ثم قالتْ:

-    يبدو إنهما مخطوبان، من غير علاقة حب!

-    هذا الذي يبدو!

-    ما رأيكَ يا زوجي العزيز وخطيبي الأول! لو ندعوهما ليشاركاننا الطاولة؟

-    فكرة جيدة.

انضم الشاب والفتاة إلى طاولتنا ليتم نقل بوضتيهما إلى طاولتنا. بعد أن عرف كل واحدٍ منا نفسه إليهما. قلتُ لهما:

-    كانت فكرة زوجتي في دعوتكما! لقد وافقتها على الفور لأنكما تذكراننا بأيام خطوبتنا!

على الفور بادرتْ الفتاة وسألتْ:

-    كيف؟

قلتُ لها:

-    نظن أن قرار اختياركما مصدره الأهل.

أجاب الشاب بكلمة نعم كبيرة! فأعقبتُ ناصحًا إياهما:

-    من الأفضل أن تتحد جهودكما للدخول إلى خيمة الحب! الحب مطلوب، يفضل أن يعرفه الحبيبان قبل الخطوبة! لكن ما دامت الأخيرة أقبلت قبله، هذا لا يعني نهاية المطاف. هناك وقت كاف لكي تتعرفان على الحب. إنه عنصرٌ أساسي في بناء الحياة الزوجية. لا تدخلا القفص الذهبي بدونه. لأنكما ستجدان الفشل ينتظركما داخله!  لو كنتما تظنان أن الحب سيأتي بعد الزواج، ثِقَا نسبته قليلة! لذلك اسعا معًا لكي يعرف الواحد منكما الحب ثم يُعرفه بالآخر.

سأل الشاب:

-    كيف يا عم؟

-    ابحث في عيني خطيبتكَ عن كل ما هو جميل. جَدْ فيها ما لا يمكن أن تجده في عيون الآخرين. كن لها صديقًا وهي لكَ كذلك. لا تهملا التفاهم والانسجام. اعملا في هذه الفترة على التفاهم من أجل الاتفاق على العديد من الأمور التي ستواجهكما ما دامت مرحلة الخطوبة قد سبقتْ الحب، لكنها لم تُلغه، لأن باب قلب كل واحدٍ منكا لا زال مفتوحًا له. عليكما الجلوس في أوقات رومانسية والتحدث ومناقشة ما يجول في خاطركما. ناقشا سلبياتكما بمحبة. لا يمكن لأي إثنين مقبلان على بناء الحياة الزوجية، دون أن يغرف قلب كل واحدٍ منهما من نبع الحب.

قالت الفتاة:

-    لم ينصحنا أحدٌ! كما تفعلان أنتما.

قالت لها زوجتي:

-    أنتما الآن صديقان. يودُ كل واحدٍ منكما أن يكون صديقًا حميمًا للآخر، لذلك على الواحد منكما فتح باب قلبه على مصراعيه أما الآخر. ناقشا كل ما يدور في خلدكما في فترة الخطوبة. على الواحد منكما أن لا يخجل من الآخر. أن يكون صريحًا. لأنه إن أخفى سرًّا بمقدار حبة! بعد الزواج ستتحول، لا سمح الله، الحبة إلى قنبلة! تعكر عليكما أجواء الحياة الزوجية. على سبيل المثال، عليكً أيها الشاب أن تجيب على ما يدور من أسئلة في رأسها.

-    مثلا.

-    هل تنظف أسنانكَ؟ هل تزيل شعر إبطيكَ؟ هل تستحم عندما تعرق. هل تهتم بهندامكَ؟ عليكَ أن لا تتأخر خارج البيت بعد الزواج. لا تستدين من الغير. هي كذلك عليها أن تجيب على ما تدور من أسئلةٍ في خلدكَ!

-    مثلا.

-    أن تسمع بقلبكَ قبل أذنكَ كلمة حب تنطقها خطيبتكَ.

أجابَ:

-    كذلك عليها أن تفعل كما أفعل.

أجابته خطيبته وهي تنظر في عينيه:

-    حتى لا أناديكَ باسمكَ.

اندهش ليسألها:

-    كيف ستنادينني؟

-    حبيبي، حياتي، عيوني...

أعقبتُ على كلماتها التي كانت معجونة بالحب:

-    أنتما الآن تضعان أقدامكما على الطريق المؤدي إلى خيمة الحب.

تدخلت زوجتي معقبة:

-    دعيني يا فتاة أقدم لكِ بعض النصائح التي ستفيد كل امرأة في حياتها الزوجية. على سبيل المثال، لا تسمحي بتدخل أهلكِ في حياتكما. لا تفشي بأسراركما الزوجية. لا تضيعي وقتكِ في الثرثرة مع نساء الجيران.

نظر واحدهما في وجه الآخر، لتقول الفتاة:

-    شكرًا على نصيحتكما.

-    لا شكر على الواجب.

قلتُ لهما:

-    هل سمعتما بالمثل العراقي عن الزواج؟

أجابتْ الفتاة مبتسمةً:

-    يا حبذا لو نسمعه.

رددتُه على مسامعيهما:

-    (إذا ضاكْ خلككْ إذَّكَّرْ يوم عرسكَ.)

دخلا الخطيبان في ضحكة من الأعماق. ثم خيم صمتٌ قصير على جو طاولتنا، قطعته الفتاةُ وهي تسألنا:

-    هل نقدر أن نحصلَ على رقمي هاتفيكما الخلويين؟

أجابتْ زوجتي:

-    نعم والآن، يا وردة عطرة.

ابتسمتْ الفتاة وبدأ كلاهما بتسجيل أرقام هواتفنا الخلوية. ثم نهضنا وودعنا بعضنا البعض، ليصبح الاتصال بعدها عبر الهاتف الخلوي. أصبحنا كلانا كمرشدين لهما على طريق الاتفاق للوصول إلى القفص الذهبي عن طريق الخطوبة، مرورًا بخيمة الحب. أصبحنا بعد ستة أشهر من ذلك اللقاء، من ضمن المدعوين لحضور حفل زفافهما! ونحن نلتقط مع العروسين صورة تذكارية، قلت لهما:

-    من هذه الليلة وأنتما تدخلان القفص الذهبي! بإذن الله ستعيشان الحب في حياتكما الزوجية بقلبين ينبضان في صدر واحد. شيء حسن إنكما عرفتما الحب في أيام الخطوبة. الحب سيجعلكما بعد الزواج سعيدين. لكما سلام الرَّبِّ يحفظ قلبيكما.

قالت العروسة:

-    لطفًا، يا عم لا تحرماننا من نصائحكما.

-    أكيد.

 

بقلم المحامي والأديب، مارتن كورش تمرس لولو

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.