اخر الاخبار:
غوتيريش يحذر من اقتراب "الدمار" المناخي - الخميس, 06 تشرين2/نوفمبر 2025 20:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الطائر المأكول// كريم إينا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كريم إينا

 

 

الطائر المأكول*

كريم إينا

 

يا أيّها الطائرُ مـــــــــــــا أجملك          صوتكَ مبحوحٌ خجــــــولٌ قلقْ

جناحُكَ الفضفاضُ تـحـــتَ الندى      رطباً مهيباً قــــد يُضاهي الألقْ

تجولُ بالمنقار كـــــــــــي ترتعي          تجمعُ أكلاً أينما قــــــــــد عَلقْ

وتجلسُ الغصنَ علــــــــــــى أنّه          بيتٌ وتنسى أنّهُ مــــــــن وَرَقْ

يا طائراً يسجو غصـــونَ الشجرْ       ما أروعَ النورَ الذي قـــد مَرقْ

كنحلة ٍ تدخلُ فـــــــــــــــي زهرةٍ            وعطركَ الفوّاحُ شهْــــــدٌ عبقْ

يا طائراً يجتازُ آفــــــــــاقَ الدُّنى         تدعُوكَ أطياري هُنــــــا للسَبقْ

جئناكَ من شـــــوقٍ يُغنّــــي لـــه     وَيرتدي أنغامَهُ فـــــــي نسَقْ

في كلِّ فجٍّ قَـــــــــدْ زَرعنا المدى        أملاً يُضيءُ الدربَ بالعبـــــــــقْ

طَيْرِيْ يُنادينـــــــــــا لنبني السَنا       في كلّ رَيشٍ قَبَسٌ مِـــــــنْ ألقْ

فأحملْ نشيدي فـــــــوقَ هامـاتِنا    وأنسُجْ خيـــــــوطَ المجدِ بِنَسَقْ

فالعزُّ فينا رُغمَ كُـــــــــــلِّ المدى        يَمضي كنجمٍ فــــي دروبِ الأُفقْ

أسَائِحٌ أنتَ بجـــــــــــوفِ السَمَاْ         أمْ أنتَ نجمٌ قَـــــــدْ أضاءَ الغسَقْ

يا أيّها المسكينُ مِــــــــــنْ ملجأٍ        خَال ٍ ستبقى حائِراً فــــــي الأفقْ

لا تتبعِ النسرَ إلـــــــــــــى وكرهِ         إنّ الذي يُرديكَ هَاْ قَــــــــدْ طَرقْ

أهواكَ دُونَ الطيرِ مـــــــِنْ دُونهِ       كما صَحَتْ أطيارُنا فــــي الشَفقْ

يا طَيريَ الباكي فمــــــــا أجملكْ      نِصْفاكَ مأكولٌ وَرأسٌ سُـــــــرِقْ

تَبكي كأنَّ الريحَ فــــــــــي دمعةٍ       حُزناً، وتَروي الحزنَ حينَ شَهقْ

قَدْ كُنتَ حُرّاً فَــــــــــــوقَ أفلاكِنَاْ       واليومَ أسْراكَ الغرابُ الخَــــــدِقْ

يا زهرةً طَارَتْ علــــــــــى نغمةٍ       حتى تَهاوى صَوتُهَاْ وأخْتَنــــــقْ

مَاْ بالُ هـــــــــذا الدربُ لا ينتهي     شوكاً، وَنِصْلُ الظُلْمِ فيـــهِ سَبقْ؟

هَلْ ضَاْقَ هَــذا الكَونُ مِنْ حُلمِنا؟    أمْ أنّ مَنْ يَحيا بهِ لَـــــــــــمْ يَفقْ؟

غنِّ لأرضٍ ضَيّعتْ طَــــــــــــائِراً         قَبلَ أنْ يَسرقَ الجُوعُ الفلَــــــــقْ

وَغداً سَتصْحُو الشمسُ في دمعةٍ     لَكنَّ ضوءَ العدلِ قــــــــــدْ يَنبثقْ

يَاْ طَائِريْ المَنهوشُ مِـــــنْ وَطَنٍ      كَانتْ رُبَاهُ الِعزَّ، ثُـــــــــمّ أحْتَرقْ

كَاْنتْ دُروبُ الحلـــــــــــمِ ممتدةٌ         حتى غَدَتْ كالسيفِ حِيْنَ إنسَرَقْ

قَدْ بَاْعَكَ الغُربانُ فـــــي صَمتِهمْ      وَمَضُوا، كأنَّ الأمــــرَ لا يَسْتَحِقْ

تَركَتْكَ الأمطارُ فـــــــــي وَحْشَةٍ        والبَرْدُ فَوقَ الجُرحِ قَــــــدْ أرْهَقْ

صَوتُكَ المَسْجُونُ فــــي حُنْجُرَةٍ        يَبْكيْ، فهل في الليلِ مَـنْ يُشْفِقْ؟

يَاْ مَوطِنِيْ الْطائرُ فـــــــي مِحْنَةٍ        صِرْتَ تَئِنّ مِـــــــنْ لَهِيْبِ الأرَقْ

تَسْأَلُ صُبْحًا شَاحِــــبَ القَسَمَاتِ      عَنْ وَجَعٍ نـــــــامَ بِظَهرِ الشَفَقْ 

قَدْ كُنْتَ يَومًا وَاحــــــةً خَضْرَاءَ        وَاليومَ تَصْحُو في مَدَىً مُحْتَرِقْ

رِيْحُكَ العَاتيــــــــــــــــةُ لا تَهدأُ            كأنّها تَصْرُخُ: لا مَــــــــنْ يَحِقْ!

مَنْ جَفّفَ الماءَ علــــى ضفتِكْ؟        مَنْ أطفأَ النجمَ بِعَيـــــنِ الغَسَقْ؟

نَبْكِيْكَ في صَمتٍ كــــــأنّ الندى        يَبْكِيْ إذاْ مَـــــــــاْ خَنَقُوهُ بالطُقْ   

 

..............................................

* أشبّهُ هذا الطائر بالعراق الجريح. 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.