اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

شجرة الجوز -//- قصة: طلال حسن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

شجرة الجوز

طلال حسن

قهقهت العاصفة، وهي تعدو على سفوح الجبال، فقد حطمت قبل قليل مجموعة من أشجار الاسبندار، كانت تتمايل بقاماتها الرشيقة فوق ضفة الجدول، وعلى سفح أحد الجبال، رأت العاصفة شجرة جوز ضخمة، مثقلة بالثمار الناضجة، فعوت بجنون، واندفعت نحوها، وقد صممت أن تحطمها مثلما حطمت أشجار الإسبندار.

انقضت العاصفة على شجرة الجوز، وبادرتها بضربة قوية، فصاحت شجرة الجوز، وهي تحاول أن تحمي أغصانها وثمارها: "لا، دعي أغصاني وثماري"، انقضت العاصفة ثانية على شجرة الجوز، وهي تعوي: "سأحطمك مثلما حطمت غيرك".

وكلما كانت العاصفة تنقض على شجرة الجوز، كانت أغصان الشجرة تتقصف، وتتهاوى ميتة، وكانت الثمار الناضجة تتناثر على السفوح، وتعدو بخوف، وتختبىء بين الصخور، لم يهدأ جنون العاصفة، حتى تهاوت شجرة الجوز، وتناثرت حولها أغصانها الميتة، فقهقهت العاصفة، وراحت تتبجح في كل مكان، بأنها لم تحطم فقط أشجار الاسبندار والمشمش والتفاح، بل حطمت أيضا شجرة الجوز نفسها.

 

وفي الربيع التالي، مرت العاصفة بسفح الجبل، فتذكرت شجرة الجوز الضخمة، وقهقهت حين رأت جثتها ما زالت ملقاة على الأرض، ولكن قهقهتها ماتت فجأة ، فقد رأت عشرات، بل مئات من أشجار الجوز الصغيرة، تزهو فوق السفح، وتبتسم للشمس والندى.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.