على ذمة البحر// كواكب الساعدي
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 06 كانون1/ديسمبر 2016 18:52
- كتب بواسطة: كواكب الساعدي
- الزيارات: 3051
على ذمة البحر
كواكب الساعدي
المهووس ببريفير لم يدر بخُلده
أنه سيُّسمى شاعراً مهاجراً
كانت أقصى أمانيه أن يملأ العالم ضجيجاً
بقصائد وردية للحب مثله
لا كنورسا غريب تتّلقفه أرصفة المنافي
يلعنُ قُبح العالم والبحر أخرس
------------------
يبدو أن البحر حين يّتحرُر من الجليد
يسرقُ صغارنا
كأنه لم يَنل من وليمة الكبار
الذين إن أسعفهم الحظ
وصلوا لمدن التيه
وأّإن !
أبتعلتهم أعماقه
تباً للبريد الذي لم يعد يأتي بشيئ منهم
تتداعى آمهاتهم
--------------
حين تعلنُ الفنارات خياتنها
وترتمي أضواؤها
ينبُذ صّياديه البحر
وتطوي خُطاهم الرمل
لا أحد يتبع الأثر
ليس هناك من ضوضاء
سلامٌ فحسب
ولّما يُّجن الليل
يتوسد الغرقى وسائدهم الموج
كأن كل موجة محض أنثى
مُتيّمه
تُقايضهم النجوم ببريقها
وتأمنهم الريح بصفيرها
وفي الهزيع الأخير
حين ترمح خيول الفجر وتدق النوارس
على أشرعة الُسفن المُغادره
لتُعاد الحكاية مرة أخرى
-----------------
الذي ولدته على ظهر سفينة
آمه
وأسمته على أحد الأولياء
كانت وصيته
حين أموت وتهيلوا التراب على قبري
بلَلوه بماء البحر
علَّ المَلح يحتفظُ قليلا بأبعادي
---------------------
أنتحل البحر مدار
يتركني أضيع في الصراخ
أستّظلُ بالشمس أنا وشراعي
وفي المساء حين يؤوب الحمام
ينظر اليَّ منُدهشا ليأتي الليل منادما
ولا شيء بين كفَّي سوى قبضُ رماد
----- أيها المُبحر بالغياب وقبل أن يأفل النها
خذ نفسا عميقا لتوسع رئتك
ولتصبح بحجم سماء وبحر
فالبحر بالغ الكرم
ولتصبح جزءاً
من ذلك الفراغ المُّجرد بين أزرقٍ وأزرق.
كواكب الساعدي
المتواجون الان
755 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع