اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ومن أجمل ما قرأت (النص 39 – بتصرف)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ومن أجمل ما قرأت (النص 39 – بتصرف)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

أبشر بالخير يا والدي ،

ذات زمان وذات مكان، كان إبن يجالس أباه الطاعن في السن. وأثناء حديثهما طُرق الباب فجأةً . فتح الشّاب الباب مرحبا بالطارق. وإذا برجلٍ غريب يدخل البيت عابسا، متّجهاً مباشرة، نحو الرّجل العجوز ، قائلاً له بصوت غضوب: إتّقِ الله ، وسدّد ما عليك من ديون . فقد صبرتُ عليك أكثر من اللازم. ونفد صبري الآن.

 

حزن الشّاب لرؤية أبيه في هكذا موقف سيّء. وأخذت الدّموع تترقرق في عينيه. ثمّ سأل الرّجل الغاضب: كم لك على والدي من الدّيون؟

 

ذكر الدائن المبلغ المطلوب، وكان كبيرا. فقال الشّاب: دع والدي وشأنه . وأبشر بالخير إن شاء الله.

 

إتّجه الشّاب إلى غرفته. وأحضر كل ما كان لديه من مدخرات، جمعها لإتمام زواجه، الذي كان ينتظره بفارغ الصبر . ولكنه آثر أن يفك به ضائقة أبيه. قال الشّاب للدائن : هذه دفعة من دين والدي. وأبشر بالخير. وسأسدد لك الباقي عمّا قريب إن شاء الله. بكى الأب الشّيخ بكاءً شديداً. طالباً من الدائن أن يعيد المبلغ إلى إبنه. فهو يحتاجه لإتمام زواجه. ولا ذنب لولده في ذلك الدين. فتدخّل الإبن وطلب من الرّجل، أن يُبقي المال معه. وأن يطالبه هو بالمتبقي من الدين. وأن لا يتوجّه إلى والده لطلبها. ثم عاد الشّاب إلى والده وقبّل جبينه قائلاً: يا والدي قدرك أكبر من ذلك المبلغ. وكلّ شيءٍ يأتي في وقته. حينها إحتضن الشّيخ إبنه وقبّله. وأجهش بالبكاء  قائلاً: رضي الله عنك يا بنيّ ، ووفّقك ، وسدّد خطاك.

 

 

في اليوم التّالي  وبينما كان الشّاب في وظيفته منهمكاً ومتعباً، زاره أحد أصدقائه الذين لم يرهم منذ مدّة. وبعد سلام وعتاب، قال له الصّديق الزّائر: يا أخي كنتُ في الأمس مع أحد كبار رجال الأعمال. وطلب منّي أن أبحث له عن رجلٍ أمين وأخلاقه عالية ، ومخلص، ولديه طموح وقدرة على إدارة العمل بنجاح. فلم أجد شخصاً أعرفه، يتمتّع بهذه الصّفات غيرك. فما رأيك في إستلام العمل؟  إمتلأ وجه الشّاب بالبشرى، قائلاً : إنّها دعوة والدي . ها قد أجابها الله سبحانه . فحمداً لله على أفضاله الكثيرة.

 

وفي المساء كان الموعد المرتقب، بين رجل الأعمال والشّاب. إرتاح الرّجل للشاب كثيراً. وسأله عن راتبه . فذكر الشاب مجمل راتبه مع العلاوات. فأجابه الرّجل: إذهب صباح غد، وقدّم إستقالتك من عملك، وإعتبر راتبك منذ الآن، ثلاث اضعاف ماذكرت. بالإضافة لعمولة مجزية، علاوة سكن، سيّارة حديثة، ومبلغ كبير يصرف لك لتحسين أوضاعك.

 

ما أن سمع الشّاب العرض، حتّى بكى بكاءً شديداً، وهو يردد بفرحٍ مسموعٍ: أبشر بالخير يا والدي.

 

سأله رجل الأعمال عن السّبب الذي يبكيه، وعما يردده. فروى له الشاب، ما حصل قبل يومين. فأمر رجل الأعمال، بتسديد ديون والده فورا.

 

أوليس ربك بكافٍ عبده !!!

 

الاردن – 6/12/2017

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.